القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة ( زكريا ) عليه السلام

أفضل سرد لقصة ( زكريا ) عليه السلام



أفضل سرد لقصة ( زكريا ) عليه السلام


 

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن زكريا عليه السلام لما كان بيدخل على مريم الطفلة الصغيرة عشان يعطيها الأكل بتاعها ،

فكان بيلاقي عندها فاكهة الصيف في الشتاء ،

وفاكهة الشتاء في الصيف، فلما سألها قالت له إن ده رزق من عند ربنا

فوقع في قلب زكريا عليه السلام إن ربنا حقق للطفلة الصغيرة دي كرامة وأعطاها الفاكهة من غير ما تطلب،

أمّال لو أنا بقى دعيت وطلبت بقى ..أكيد ربنا هيستحيب،

حتى ربنا مقالش في القرآن فدعا زكريا لأ..ده قال:

"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ "

فكأن زكريا عليه السلام جت له فرصة فاغتنمها

يعني يارب إنت إديتها حاجة عجيبة من عجائب الأرزاق من غير ماهي تسألك،

لكن أنا يارب هسألك فيا ترى عطائك هيكون إزاي لمن يسألك

ودعا زكريا وقال:

"رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء"

يعني يارب هب لي ذرية طيبة على الرغم من كبر سني وشعري إللي شاب وعقم زوجتي.. يا سميع الدعاء يا مَن ترزق من تشاء بغير حساب

طيب هو ليه زكريا عليه السلام قال لربنا : "هب لي" ومقلش "أعطني"

لأن الهبة لا يُحاسَب عليها الشخص إللي هيوهبها لي لو لم يهبها لي

بمعنى إن أنا لو اديتك هِبة فده فضل من عندي، ولو منعتك الهبة دي فانت ملكش أي حق إنك تزعل أو تضايق،

بعكس لو جيت طلبت مني شيء، وأنا منعته عنك ممكن ساعتها تزعل..

ننزّل الموقف على زكريا عليه السلام:

هو طلب من ربنا الهبة، بمعنى إنه لو إداله الطفل هيبقى كرم وفضل من ربنا عليه عز وجل ،

ولو منعه الطفل، فخلاص مش مشكلة مش هيزعل إن ربنا منع عنه شيء لإنه أصلا بيطلبها وهو شايف إن ملوش حق فيها ولا يملك حاليا أسباب الهبة إللي بيطلبها دي، وكله هيبقى أولا وأخيرا بفضل ربنا..

وده يعملنا جانب من أدب الأنبياء في الدعاء عليهم السلام

تعالوا كده نحلل دعاء زكريا عليه السلام ونشوف إزاي دعا ربناو نتعلم منه

أول حاجة، زكريا عليه السلام كلم ربنا بينه وبين نفسه، مناجاة في الخفاء من غير ما حد يسمعه..

"إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا"

قال:

يارب متسبنيش من غير ولد ولا وارث يرث النبوة من بعدي وأنت خير الوارثين

"وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"

واحد عايش بقاله مائة سنة تقريبا بيطلع يشوف الناس ، فلان معاه أبناؤه بيلعب معاهم، وده أبناؤه بياخدوا بالهم منه وده..وده..

مائة سنة.. ماسمعش كلمة بابا.. مش هيحس بإحساس زكريا عليه السلام غير إللي اتحرم من نعمة الذرية...

يارب يرزق كل مشتاق ذرية صالحة

عارفين بقى زكريا عليه السلام حالته من ناحية التشخيص الطبي إيه ؟

رجل وزوجته داخلين على مائة سنة.. هي عاقر وهو شيخ كبير عجوز.. يعني من الناحية الطبية استحاااالة إنهم يخلفوا أطفال

فكان زكريا عليه السلام بيدعو في الخفاء بالليل بينه وبين ربنا... متخيلين لو الناس سمعوه وهو بيدعي بإن ربنا يرزقه طفل، وهو ظروفه زي إللي قلناها كده.. الناس هيكون رد فعلهم إيه

تاني حاجة بدأ زكريا عليه السلام الدعاء بأنه أظهر الفقر والضعف والذل لله

قال : يارب أنا عظمي بقى ضعيف يعني لو انت شايفني واقف لكن انا عظمي ضعيف

وشعر رأسي شاب كله، وأنا عمري ما دعيتك قبل كده ورديت دعائي،

"قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"

تالت حاجة بقى قال لربنا في الدعاء السبب هو ليه عايز الولد، فقال :

"وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا.. يرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا"

يعني يارب أنا خايف إني أسيب أحبار اليهود يُفسدوا على بني إسرائيل دينهم ومفيش نبي غيري دلوقتي، وكمان زوجتي عاقر لا تلد

فيارب اوهبني من رحمتك ذرية

لكن مش أي ذرية أنا مش عايز ولد كده وخلاص، لأ أنا عايزه يكون ذرية طيبة يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة..

فاستجاب الله دعاء زكريا عليه السلام

ومش بس كده

ده ربنا أرسل له الملائكة عشان تبشره وتقوله:

"يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"

يعني يا زكريا، احنا ملائكة الله جايبين لك البشارة من ربنا إنه استجاب دعاءك وهيرزقك بولد اسمه يحيى من أحسن البشر وأشرفهم،

ومن شرفه وعلو مكانته ربنا بنفسه عز وجل هو إللي سمّاه،

ومش أي اسم، ده اسم مفيش حد قبل كده على الأرض اتسمّى بيه

يعني الملايكة بتبشره بمجموعة من الأخبار السعيدة،

مش بس بتبشره بطلبه فقط،

لأ، ده زيادة عليه كمان حاجات عمره ما كان يتخيل إنه يطلبها أو تكون من نصيبه

عارفين زي إيه ولله المثل الأعلى

زي لما تكون بتدوّر لابنك أو بنتك على اسم جديد ويكون معناه حلو، ثم حد بتحبه قال لك اسم جديد وجميل محدش سمّاه قبل كده،

فتسمي ابنك بالاسم ده وكل ما حد يسألك عن اسمه تقولي ده فلان هو إللي سماه وهو أول طفل يتسمى بالاسم ده

فكان ده الوضع مع زكريا عليه السلام، فرحته بالاسم والبشرى وتسمية الله لابنه وكل ده، كانت أعظم مما نتخيل،

ومش بس كده، شوفوا البشريات التانية:

"أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ"

يعني هيكون سيد وحصور

و "سيد" يعني شخص كلمته مسموعة وليها أثر في الناس وبيتبعه ناس كتير،

وحصُور يعني معصوم من الذنوب فلا يأتيها،

يعني كإنه حُصِرَ عنها فبقى مانع نفسه من الشهوات الضارة ومن إنها تأثر عليه ومش بس كده، ده كمان نبي من الأنبياء

يعني هو طلب ذرية طيبة ربنا رزقه فوق ماكان يتخيل

تعالوا بقى نشوف كده إيه ممكن تكون الأسباب إللي تخلي ربنا يعطي زكريا عليه السلام النعم دي كلها ويحقق له المعجزة دي

عارفين الملائكة لما راحت تبشر زكريا عليه السلام بالولد كان فين وبيعمل إيه

كان واقف بيصلي في المحراب بتاعه

"فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ "

¤ واحنا قلنا يعني إيه محراب المرة إللي فاتت

يعني الملائكة مجتش لقيته نايم مثلا ، لأ، ده دعا ربنا باللي هو عايزه وفضل مكمّل في عبادته،

يعني ما دعاش وهو تارك للعبادة، لأ ده دعا، و مخلاش أمنيته تشغله عن محرابه، وكمل عبوديته لله الحق على أكمل ما يكون،

ولا قال أنا هدعي وهجرب كده وأشوف ربنا هيستجيب لي فأكمل عبادة ولّا لأ، زي ما في ناس بتعمل للأسف

ودول ربنا قال عنهم:

"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ"

زكريا عليه السلام ماعملش كده.. زكريا دعا وكمل في طريق العبادة

فربنا استجاب له ووهب له يحيى وفوق منهم عطايا تانية فوق ما كان يتخيل..

"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "

فكان سبب الإستجابة إن هو وزوجته إشْياع كانوا طول عمرهم بيعملوا ثلاثة أشياء ميعملهاش غير الصادق وإللي غايته فعلا رضا ربنا وهم:

أولا:كانوا يسارعون في الخيرات

أي حاجة فيها خير مش بس بيعملوها، لأ.. دول كانوا بيسارعوا فيها.. مفيش تسويف.. مفيش تأجيل.. وأي حاجة كانت تغضب ربنا كانوا يسيبوها فورا.. مفيش تباطؤ.

ثانيا: يدعوننا رغبا ورهبا

يعني بيدعوا ربنا برجاء وخوف.. برجاء يعني بطمع في كرمه إللي ملوش حدود، عشان يرزقهم إللي عنده بكرم ويكون عند حسن ظنهم في واسع كرمه..

و بخوف يعني خوف من عقابه وعذابه ومن عدم قبوله لأعمالهم فيدخلوا على الآخرة من غير ما يكون عندهم أعمال فيدخلوا النار والعياذ بالله،

فبيدعوا ربنا خوفا من عقابه عشان يصرفهم عنه وعن عذابه،

فكانوا عارفين زي ما ربنا غفور رحيم فهو شديد العقاب،

وهو ده تمام الإيمان؛

لإن الإيمان لا يكتمل ولا يقوم إلا بالرجاء والخوف مع بعض، زي الطير كده ما يعرفش يطير بجناح واحد..

والنبي ﷺ قال: "لو وُزن خوف المؤمن ورجاؤه لَاعْتَدلا"

ثالثا: كانوا لنا خاشعين

يعني متذللين..متواضعين لله.. مُخبتين.. مخلصين.. مؤمنين باللي ربنا أنزله..

..

فزكريا عليه السلام، لما الملائكة بشرته بالولد وهو قائم بيصلي قال :

إزاي يكون عندي ولد وامرأتي عاقر وعمري خلاص داخل عالمائة سنة

"قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ"

هو مش لما دعا كان عارف الكلام ده كله يعني

أيوة كان عارف.. بس سؤاله هنا سؤال تعجب مش سؤال استفهام،

زي مثلا لما حد ييجي يقولك انت كسبت معانا رحلة عمرة..وتكون انت دعيت ليل نهار قبل إعلان النتيجة إنك تكسب فعلا.. فلما كسبت، أول حاجة بتيجي في بالك إيه..؟ مش بتقول لنفسك: إيه ده إزاي! معقول

فرد المَلَك على زكريا:

"قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا"..

يعني ربنا لما بيريد شيئ بيتحقق لإن بيده الأمر كله والأسباب كلها، بيهيأ الأسباب،

ولو مفيش أسباب؟ يقول للشيء كن فيكون...

ثم انت مستغرب ليه يا زكريا؟ ما ربنا خلقك انت وكل الناس من العدم

فمش صعب عليه إطلاقا يخلق بشر من بشر تاني حتى لو عجوز عقيم..

فزكريا عليه السلام من فرحته عايز يبقى في علامة ظاهرة كده إن الحمل حصل فعلا،

فربنا أوحى له إن العلامة بتاعتك إنك مش هتقدر تكلم الناس ثلاثة أيام إلا بالإشارة..

لما تكون لوحدك تتكلم عادي لكن لما تكون مع الناس مش هتقدر تتكلم إلا بالإشارة..

يعني ده مش هيكون بسبب إنك مريض، لأ، انت صحيح ومعافى تماما

"قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا "

فلما خرج زكريا عليه السلام من المحراب عشان يمارس حياته ويدعو قومه ويذكّرهم بالله، مبقاش عارف يتكلم فعلا..

طب هل سكت وقال خلاص أنا مرفوع عني القدرة على الكلام حاليا فمش هدعو الناس لحد ما يرجع لي صوتي

لأ،

استخدم معاهم لغة الإشارة عشان يذكرهم بالله

"فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا"

فأوحى إليهم يعني أشار إليهم من غير كلام..

وده يعلمنا إننا نبلغ دين ربنا مهما كانت قدراتنا محدودة أو فيها عجز،

ندعو بالمتاح، وربنا بيحاسب على الوسع والطاقة..

النبي ﷺ قال: "بلغوا عني ولو آية"..

مجرد آية تنشرها عندك في الفيس أو الواتس أو تعلقها في الأسانسير أو على باب بيتك كل اللي يزوركم يقرأها،

أو على بطاقة وتوزعها على المحلات حد يشوفها فيتذكر ربنا ويتوب أو تأثر فيه فتزود إيمانه في لحظة يأس وحزن، ويبقى ده في ميزان حسناتك تندهش منه يوم القيامة من حيث لم تحتسب..

زي ما الإمام الشافعي قال: سيروا إلى الله عُرجا ومكاسير..

يعني مش لازم تكون عالم عشان تقول لأخوك أو صاحبك: عارف؟ ..من قال سبحان الله وبحمده ربنا بيغرس له نخلة في الجنة..

مش لازم تكوني فقيهة عشان تقولي لأصحابك ولا أهلك: عارفين..؟ من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إيه ثلاثة مرات ربنا يغفر له ذنوبه كلها وهكذا... ما تتحججش بالعجز والفقر والضعف والمرض، اشتغل بالموجود، وربنا كريم، يضاعف لمن يشاء،

الدعوة إلى الله مش مجرد حلال وحرام ونقول الدليل..

رسول الله ﷺ قعد ١٣ سنة في مكة بيدعوا الناس لعبادة الله ويرغبهم في الجنة ويخوفهم من النار ويرغبهم في الأخلاق الحميدة،

حملت زوجة زكريا عليه السلام بالنبي يحيى.. وبعد ثلاثة أشهر من حملها حصل حادث هو الأول والوحيد من نوعه على الأرض، هيعمل قلق وضجة شديدة جدا بين الناس

إيه إللي هيحصل؟

  

reaction:

تعليقات