القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة سيدنا يحيى ( عليه السلام )

أفضل سرد لقصة سيدنا يحيى ( عليه السلام )



أفضل سرد لقصة سيدنا يحيى ( عليه السلام )


 

سيدنا يحيى كان ليه مواصفات مُعينة من قبل مايتولد , من لحظة ما كان لسه بُشرى في علم الغيب

من المواصفات دي إنه (مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)

المقصود بـ " كَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ" هو سيدنا عيسى .. تم التعبير عنه باللفظ ده لإنه إتخلق بكلمة من الله وهي "كُن" فكان .. زي ما ربنا وصفه بنفس اللفظ عند تبشير أمه السيدة مريم بقدومه (إن اللَّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم) [ آل عمران : 45 ]

يعنى أول مواصفات سيدنا يحيى إنه هيصدّق سيدنا عيسى, وده فعلاً اللي حصل لإنه كان أول المؤمنين بيه عليه السلام

تاني مواصفاته إنه هيكون سيد .. السيّد هو الذي يسود قومه ويُنتهى إلى قوله وقد كان , فكان سيدنا يحيى سيّد في بني إسرائيل يأمُرهم وينهاهم فيفعلون ما أمَر به وينتهون عمّا نهى عنه ويرجعون إليه في الأمر كله..

ومن مواصفاته كمان إنه هيكون حصور .. يعنى سيدنا يحيى كان بالأصح مانع نفسه من الشهوات والذنوب

وقيل إن الحصور هو الذي يَكُف نفسه عن النساء ولا يقربهن رغم القدرة! .. يعني إبتعاده عن النساء مش بسبب عجز فيه أو نقص أو مرض , حاشاه عليه السلام .. إنما كان من باب الزُهد والترفع عن شهوات الحياة و زينتها ..

وكان ختام صفاته عليه السلام بُشرى تانية هي إنه هيكون نبي ومن الصالحين , فكانت البُشرى دي أهم وأعظم من اى بشرى

ربنا بيذكر لنا حالة وتربية سيدنا يحير في سورة مريم فبيقول (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا)

" وحنانا" دي إتقال في تفسيرها أقاويل كتير

لكن من أجمل الأقاويل اللي إتقالت هو قول الشيخ محمد الشعراوي لما قال إن إستناداً للآيات السابقة اللي سيدنا زكريا بيوصف نفسه فيها بـ كِبر السن وضعف العظم هو وزوجته , فـ كان ممكن سيدنا يحيى ماياخدش كفايته من الحنان بسبب عدم مقدرة أهله على الإهتمام ..

فـ تولّى الله عز وجل المهمة دي وأحاطه بالحنان والرحمة والتربية والتزكية وتصفية النفس وتقويمها.. فـ إستجاب سيدنا يحيى لذلك كله وكان تقيّاً .. الله الله

سيدنا يحيى كان من صغره حكيم مؤمن مُقبِل على الخير ومُجتهد فيه , فاهم للعلم , سابق سنه بعقلية الناضجين وإيمان العارفين ..

في مرة كان عُمره من 3 سنوات ل 5 سنوات

الأطفال اللي في نفس عمره قالوله تعالى نلعب .. كان رده عليهم " ما للعب خُلقت"!

وهو ده مِصداق قوله تعالى (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)

كان كثير البُكاء من خشية الله . فـ يُروى أنه عليه السلام كان من عادته إنه بيروح الغابة يمشي وسط الحيوانات ويتأمل خلق الله البديع ويتفكّر .. ففي يوم من الايام اتأخر , أهله قلقوا عليه ..غايب تلات ايام كاملين محدش لاقيه!

طلعوا يدوّروا عليه .. لحد ما لقيوه قاعد بيبكي داخل حفرة أشبه بالقبر , سألوه بيعمل إيه!

بص لسيدنا زكريا وقاله "يا أبي ، ألم تخبرني بأن بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها إلا البكّائون"

قال له ابكِ يابُني ابكِ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله"

وقال صلوات الله وسلامه عليه : " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تراق في سبيل الله "

وفى التوراة : يا ابن آدم إذا دمعت عيناك فلا تمسح الدموع بثوبك ولكن امسحها بكفك فانها رحمة

زكان من كلام سيدنا أبو بكر يقول: ابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا، تكلفوا ذلك فإن في ذلك النجاة لكم

مِصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم " اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا"

ومعنى التباكي هنا حث النفس على البكاء يعنى تعودها كلما قُرِئ القرآن , فـ علاج النفس تربيتها وتعويدها

_

في زمن سيدنا يحيى كان في مَلِك جبار له سلطة ومال بيحب بنت أخوه! .. وفي شريعتهم زي شريعتنا كانت بنت الأخ تُعتبر واحده من محارمه اللي ماينفعش يتجوزوه..

لما حس إنه مش قادر يستحمل رغبته وحُبه فيها ، راح لسيدنا يحيى يطلب استثناء للحُكم ده

فرفض سيدنا يحيى وأعلن إن جواز البنت من عمها فجور مابعده فجور

لما بنت اخوه عرفت .. غضبت . حقدت .. كرهت سيدنا يحيى وأخدتها تحدي ..

راحت إتزينت لأقصى درجة ، و دخلت على عمها .. تدّلع له ، ترقص له ، تحاول تفتنه ..

إتفتن و أرادها لنفسه .. تمنّعت وقالتله تتجوزني الأول

هو كان وصل في رغبته للمُنتهى فمكنش قادر يرفضلها طلب , قالتله ويكون مهري "رأس يحيى"!

شهوته و رغبته إتحكمت فيه فـ من غير تفكير بَعت الحُراس وأمرهم مايرجعوش إلا بالراس!

راحوا لسيدنا يحيى ، حاصروه ، قتلوه ..قطعوا راسه وقدموها على طبق كـ مهر للبغيّ ..

أما سيدنا زكريا .. فـ فيه قصص كتير عن مقتله

لكن أشهرهم إن بني إسرائيل طاردوه فـ حاول يتخفى من شرهم .. لكنهم كانوا وراه كلهم ، دخل الغابة فدخلوا ..و استمروا في مُطاردته لحد ما ربنا أمر شجرة فإتفتحت لسيدنا زكريا عشان تسمحله يدخل جواها ويتخفى فيها , دخلها فقفلت عليه .. لولا إبليس عمل حيلة فـ دل الناس عليه ..

راحوا حوالين الشجرة ، حاوطوها ،جابوا المنشار وإبتدوا يقطعوها!

لما وصل المنشار لجسد سيدنا زكريا إبتدا يطلع منه صوت أنين من كُتر الألم فربنا أوحى لنبيه زكريا أن يا زكريا إن لم يسكت أنينك قلبت الأرض بمن عليها

فـ قُتل النبي الكريم وكان من جمع الأنبياء اللي قتلهم بني إسرائيل حيث قال الله تعالى فيهم (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) ..

لكن ننتبه إن قصة مقتل سيدنا يحيى وقصة مقتل سيدنا زكريا الاتنين مأخوذتين من أهل الكتاب ومفيش عليهم نص إسلامي ثابت

.. وبالتالي قد لا تكون القصص دي صحيحة , ولذلك تجنّبها كثير من العلماء , في حين ذَكرها كثير من المُفسرين والعلماء الآخرين ..

فـ الموقف السليم منها هو مجرد العلم بها بدون تصديقها أو تكذيبها , قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة , فـ مرّدها إلى الله وهو بها أعلم.

وبإفتراض إنها قصص صحيحة , فلازم نتأكد إن قتل نبيين من أعظم الأنبياء بالطريقة دي أكيد فيه حِكم كتير , أولها إختبار وفتنة لقومهما من بعدهما .. يظهر ال هيقول ما كان ليهم رب يحميهم

يظهر الإيمان الحقيقي , يظهر اللي كان مؤمن بربنا ومطمئن بوجوده و راضي بجميع قضاؤه وقدره , ويظهر اللي كان مجرد مُتبع لرسوله فإن قُتل إرتد وفُتِن..

ومن ضمن الحِكم دي بردو إظهار إبتلاء الأنبياء .. مِصداقاً لقول سيدنا النبي لما قال أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ..

وبعيداً عن ده كله فهنلاحظ إن من قلب الابتلاء والنِقمة ظهرت النِعمة ..يعنى مقتلهم بالشكل ده.. يزيد على مكانتهم كـ انبياء , ثواب كبير في الإبتلاء ومكانة إضافية في كونهم من الأنبياء الشهداء.

وقبل ده كله كانت رحمة ربنا سابقة سيدنا يحيى

فهو سبحانه اللي سلّم عليه في أصعب وأشد 3 مواقف بيمر بيها أي إنسان .. (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)

ذكر : أن عيسى ويحيى إلتقيا , فقال يحيى لعيسى : ادع الله لي فأنت خير مني ؛ فقال له عيسى : بل أنت ادع الله لي فأنت خير مني ؛ سلم الله عليك وأنا سلمت على نفسي.

حيث قال الله تعالى عن يحيى (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)

.. بينما قال على لسان سيدنا عيسى (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )

وإن صح هذا الخبر فهو من باب تواضع سيدنا عيسى وبيان فضل سيدنا يحيى .. أما المُفاضلة بينهما فـ الله بها أعلم ..

_

وفي الأول و في الاخر دي كلها اجتهادات العلماء في محاولة تفسير كتاب الله , وربنا وحده الأعلى والأعلم بما يُصيب ويُخطئ منها .. قال تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا"

  

reaction:

تعليقات