القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة ( مريم بنت عمران ) عليها السلام

أفضل سرد لقصة ( مريم بنت عمران ) عليها السلام




أفضل سرد لقصة ( مريم بنت عمران ) عليها السلام



كنا واقفين قبل ما نبدأ قصص القرآن عند بني إسرائيل لما كانوا عايشين في بيت المقدس تحت الحكم الفارسي وبعدين تحت الحكم الإغريقي وبعدين تحت الحكم الروماني،

وقلنا إن في حاكم روماني اسمه هِيرُودِس هو إللي كان بيحكم فلسطين،

والحاكم ده دخل اليهودية ولكنه كان ظالم وفاسد والكل كان بيكرهه حتى اليهود وقلنا إنه جدّد المسجد الأقصى ووسعه،

ده كان حال الوضع في فلسطين بصفة عامة، ندخل بقى للوضع في بني إسرائيل بصفة خاصة،

بني إسرائيل إللي كانوا عايشين في فلسطين في الوقت ده كانوا من نسل يهوذا ..إللي كان فيه نسل ملوك بني إسرائيل،

واحنا عارفين إن المُلك والنبوة اتجمعوا سوا تاني مع بعض لداوود وسليمان عليهما السلام

فبني إسرائيل الموجودين تحت الحكم الروماني في فلسطين هم من ذرية داود وسليمان عليهما السلام

كان في بني إسرائيل أهل بيت صالحين من العُبّاد، وكانوا من نسل سليمان عليه السلام،

أهل البيت ده كان معروف بين بني إسرائيل بالتقوى والصلاح وكثرة العبادة وكان اسمهم :آل عمران

"إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"

الأب اسمه عمران وكان كبير الأحْبار من اليهود يعني كبير العلماء، وكان الأحبار في بني إسرائيل بيرجعوا له في كل شيء، وزوجته كان اسمها حَنّة،

وكان لها أخت اسمها أَشْيَاع وزوجها اسمه زكريا، ويقال إن أشياع دي بنتها،

فالموضوع على خلاف بين العلماء

المهم في يوم من الأيام حَنة زوجة عمران شافت عصفورة بتأَكّل عيالها الصغيرين في العِش، فتحركت عاطفة الأمومة وبقى نفسها في طفل وكانت ساعتها كبيرة في السن،

زي كده لما نشوف طفل صغير لسه مولود ويبقى نفسنا في طفل زيه،

أو واحدة خلاص اكتفت من العيال بس لما تشوف طفل مع واحدة صاحبتها أو أختها، تشتاق نفسها للأطفال

فده إللي حصل مع حَنّة زوجة عمران، اشتاقت للأطفال فدعت ربنا إنه يرزقها بطفل،

ونذرت إن إللي في بطنها ده هيكون لله، يعني عابد لله عشان ينصر الدين،

وكان موضوع نذر الأولاد للعبادة ده في بيت المقدس مشهور عندهم،

وتمّنت إن الطفل ده يكون ذكر عشان الذكر مختلف عن الأنثى في العبادة؛ لأن الأنثى بيجيلها وقت وتنقطع عن العبادة بسبب الحيض بعكس الذكر، ده غير قوة تحمل الذكر لأعباء الدعوة إلى الله،

"إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

وفعلا حملت زوجة عمران لكن لما ولدت كان المولود أنثى

فقالت يارب دي طلعت بنت

والولد مش زي البنت في العبادة

"فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى "

طبعا ربنا يعلم إنها بنت وحَنة عارفة إن ربنا يعلم إنها بنت بس بتقول كده من باب مناجاة ربنا،

يعني بتكلم ربنا و بتعبّر عن استغرابها وإن أمنيتها متحققتش مع إن نيتها كانت حلوة وربنا أعطاها عكس ماهي عايزة

شوفوا بقى بالرغم من إن المولود طلع بنت مش ولد ..حنة زوجة عمران مقلتش خلاص يارب أهو إنت إللي قدّرت كده ..هعمل إيه يعني،

فخلاص هرجع في النّذر بتاعي لأن مش ده إللي كنت مخططة له، وخلاص وهخلي البنت معايا وهستنى لما ترزقني بولد بقى

لأ، دي صممّت إنها تكمّل في القرار إللي أخذته وتستغل النعمة المُتاحة إللي ربنا أعطاها لها عشان تحقق نيتها الحلوة برده

المهم....حَنّة زوجة عمران سمت البنت مريم، ومريم معناها العابدة،

يعني كأنها بتقول لربنا:

يارب ولد ولّا بنت خلاص إللي انت رزقتني بيه هستغله ومش هضيعه

ودعت ربنا إنه يعصمها من الشيطان هي وذريتها

"وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"

ودي صفات الإنسان الصادق في عبادته لربنا المُستسلم لقدر الله إللي مش بيتبع هواه..نشتغل بالموجود إللي ربنا أعطاه لنا

خلّونا نشوف بقى كان إيه نتيجة استسلام حنّة زوجة عمران

لقضاء الله واستغلالها للمُتاح إللي ربنا وهبهولها

أولا:

ربنا تقبل منها النذر بتاعها ، وكمان أنبت مريم نباتا حسنا ومُبارك فيه.. فكانت بتكبر في اليوم الواحد إللي كان بيكبره باقي الأطفال في سنة.. وجعل شكلها جميل ومنظرها مُبهج وقرة عين للي يشوفها،

"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا"

ثانيا:

كِبار العلماء تنافسوا على كفالتها، يعني بقوا يتجادلوا ويتنازعوا مين إللي ياخد باله منها ويراعيها،

لأن بعد سنتين الرضاع حَنة أم مريم أخدتها للأحبار في بيت المقدس عشان تقعد هناك وتنقطع للعبادة وكان في الوقت ده أبوها عمران مات، فتنافس الأحبار على كفالة مريم،

زي كده لما مثلا مجموعة من علماء زماننا يتنافسوا إنهم ياخدوا طفل صغير ويعلموه ويراعوه، فشوفوا مكانة الطفل ده إيه وسط الناس،

وكان من ضمن العلماء دول نبي من الأنبياء اسمه زكريا،

وكان زكريا عليه السلام نبي بني إسرائيل في الزمن ده،

يعني مش بس العلماء إللي كانوا عايزين يكفلوا مريم، ده كمان نبي عايز يكفل مريم بنت عمران،

لكن الأحبار كانوا رافضين،

فقال لهم زكريا عليه السلام إن هو إللي هيكفلها لأنه زوج خالتها أو زوج أختها على اختلاف الروايات،

فباقي الأحبار أعترضوا وقالوا لأ ..احنا نكفلها ..فعشان يطلعوا من الخلاف قالوا خلونا نعمل قرعة ..نرمي أقلامنا في الماء،

وإللي قلمه يمشي عكس التيار هو إللي يكفل مريم،

فلما رموا أقلامهم كان قلم زكريا عليه السلام هو إللي مشي عكس التيار فهو إللي تكفّل برعاية مريم،

يعني هو إللي هيكون مسؤول عن تربيتها وتعليمها الدين والمسؤول عن رعياتها،

"وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"

كان زكريا عليه السلام بيعلم مريم الدين فكانت مريم بتتعبد في بيت المقدس في حتة في المسجد اسمها المحراب، والمحراب في لغة العرب يعني الجزء المبني المرتفع في المسجد، عارفين زي الصندرة بتاعة زمااان كده

كانوا بيبنوا المسجد وبيبنوا جزء تاني قبل نهاية السقف كده بيكون زي دورين بس في مكان واحد،

ممكن تبصوا على الأوضة إللي انتم فيها كده..في نص الحائط تخيلوا كأن في سقف تاني زي كده ----| فالجزء إللي فوق ده المنعزل عن الناس كانوا بيناموا ويتعبدوا فيه وبيسموه المحراب

فكان المحراب ده موجود في البيوت القديمة أوي وبعدين لما الناس نسيت إن ده محراب ومعمول للصلاة سموه صندرة وبقوا يخزنوا فيها الحاجات القديمة

المهم يعني مريم كانت بتتعبد في المكان ده وكانت معروفة بين الناس بعبادتها وتضرعها وقنوتها وخشوعها لله على الرغم من سنها الصغير

وكانت لها كرامات، والكرامة زي المعجزة بتاعة الأنبياء والرسل،

يعني حاجة خارقة للعادة ربنا بيجعلها على إيد بعض عباده الصالحين فالناس تعرف إنهم أهل خير وصلاح وتأييد من ربنا عز وجل، فهي للأنبياء والمرسلين اسمها معجزة أو آية، ولغير الأنبياء من أولياء الله الصالحين اسمها كرامة،

من الكرامات إللي ربنا وهبهالها، إن كان عندها فاكهة الصيف في وقت الشتاء وفاكهة الشتاء في وقت الصيف!

وكان زكريا عليه السلام كل ما يدخل عليها في المحرب عشان يطمن عليها يلاقي عندها الفاكهة دي فيستغرب،

ويسألها يامريم الفاكهة دي بتيجي منين

"كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا"

فكانت مريم عليها السلام بتقول له :

من عند ربنا، هو في حد بيرزق عباده غيره

"قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"

خدوا بالكم إن ربنا بيهيأ مريم نفسيا بالكرامات دي عشان

تطمن على نفسها ؛ لأن في أمر عظيم هيحصل في حياتها بعدين ويعتبر هزة جامدة لأي واحدة قانتة وتقية زيها،

فلما مِن وهي صغيرة تتعود إنها تشوف الكرامات دي وتتعلم إن ربنا على كل شيء قدير وإن دي علامات لقبول طاعاتها وصلاحها وعاجل بُشرى ليها من ربنا بالخير والرضا؛

هتقدر تتقبل وتواجه الأحداث إللي هتحصل بعدين

والكلام ده ينبهنا لنقطة مهمة وهي إن كل ما كان الإنسان من صُغره بيتعرض لمواقف بيربي فيها نفسه... كل ما كان قادر إنه يتحمل ظروف الحياة،

فلما تلاقي نفسك في ابتلاءات مستمرة وبتتعلم منها اعرف إن ربنا بيجهزك لدور معين في المستقبل محدش هيقدر يقوم بالدور ده غيرك

طب إيه بقى إللي هيحصل مع مريم رضي الله عنها

مش لما نعرف الأول إللي حصل مع زكريا عليه السلام لإن إللي حصل مع زكريا عليه السلام كان من ضمن التهيئة إللي ربنا عز وجل بيهأ مريم ليها نفسيا

كان زكريا عليه السلام نبي بني إسرائيل في الزمن ده زي ما قلنا، وهو من ذرية سليمان عليه السلام،

وقلنا إنه كان متزوج من خالة مريم أشياع.. وكان زكريا بيشتغل نجار، وكان كبير في السن كان عمره حوالي تسعة وتسعين سنة،

وكانت زوجته عمرها ثمانية وتسعين سنة، ومكنش عنده أولاد..

فلما دخل على مريم وشاف عندها الفاكهة والرزق الواسع العجيب ده، وسألها وقالت ده من عند ربنا اللي بيرزق من يشاء بغير حساب؛

كإن مريم بجوابها ده نبّهت زكريا عليه السلام لمعنى عظيم ، وهو إن إللي بيرزق مريم في محرابها بالرزق العجيب وإللي بدون أي أسباب دنيوية، قادر إنه يرزقني الولد وأنا كبير في السن كده..

زي كده لما نكون حافظين آية معينة من القرآن، زي آية: "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "، وبعدين يموت حد من معارفنا إللي بنحبهم، فنسمع حد بيقول لنا:

"احنا كلنا راجعين عند ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون"

فبنحس كأننا بنسمعها لأول مرة.. مش عشان احنا مش حافظين الأية ولا عارفينها، لأ.. لكن لأن مكنش لسه جه موقف يعبر عنها أوي فبالتالي تأثر فينا التأثير ده،

فنبدأ نستحضر معناها من تاني كإننا أول مرة نسمعها أو كانت تايهة عننا ولقيناها

فلما زكريا عليه السلام شاف الفاكهة عند مريم وهي في غير الموسم بتاعها، وقالت له إن السبب هو إن ربنا بيرزق من يشاء بغير حساب، وهو كان عارف طبعا من زمان إنه ربنا بيرزق من يشاء بغير حساب

لكن هنا وبعد جملتها، وقع المعنى في قلبه عليه السلام وكإنه أول مرة يلمس المعنى ده بإيده بشكل قريب ومباشر،

يعني كإنه حدث نفسه وقال لها:

يعني ربنا رزق الطفلة الصغيرة دي بأعاجيب الرزق بفضل منه وبدون ماهي تدعي أو تطلب،

أومال أنا بقى لو دعيت ربنا هيحصل إيه

فعلى طول دعا زكريا عليه السلام ربنا باللي بيتمناه وكان فقد فيه الأمل بسبب انقطاع أسبابه الدنيوية عنه

يا ترى زكريا دعا بإيه، وهل لما دعى، ربنا استجاب دعاؤه ولّا لأ؟

 

  

reaction:

تعليقات