القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة ( أصحاب الأخدود )

أفضل سرد لقصة ( أصحاب الأخدود )

 

قبل ما ندخل في تفاصيل السيرة عايزين نعرف الأول إيه إللي حصل بعد رفع عيسى عليه السلام وإزاي النصرانية انتشرت مع إن اتباع عيسى عليه السلام كانوا قليلين

ممكن حد يسأل طيب وده إيه علاقته بالسيرة


أفضل سرد لقصة ( أصحاب الأخدود )



بكل ببساطة:

عشان نعرف الأرض كانت عاملة إزاي في الوقت ده،

ونشوف كمية الكفر والفجور إللي كان على وجه الأرض لدرجة إن رسول الله ﷺ قال:

"إن الله نَظر إلى أهل الأرض فمَقَتَهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب". صحيح مسلم

والمَقت معناه شدة الكراهية...يعني ربنا نظر لأهل الأرض قبل البعثة النبوية فكرههم لشدة كفرهم وطغيانهم في الأرض،

فطبعا لازم نعرف الأرض كانت عاملة إزاي،

عشان نشوف الفرق إللي هيحصل لما رسول الله ﷺ يُبعث بالرسالة،

وهل احنا عندنا أمل إن حال الأمة يتصلح ونقدر نرجع الناس للدين تاني ولّا لأ

هنرجع للوقت إللي رُفع فيه عيسى عليه السلام،

بعد رفع عيسى عليه السلام تفرّق الحواريين وبقوا يدعوا الناس للنصرانية،

وكان لهم أتباع ولكن اليهود مكنوش بيسيبوهم، كانوا بيحرّضوا الملوك عليهم ،

وإن الناس دي هيخربوا ملكك فكانت الملوك بتعذب من يتبع الحواريين فكانوا بيؤمنوا في السر،

والحواريين نفسهم اتعرضوا للتعذيب الشديد جدا،

فهربوا لأماكن مختلفة من العالم وبدأوا ينشروا النصرانية بين الناس،

ومع مرور الوقت تعرضت النصرانية لتحريفات كثيرة،

لأن الإنجيل لم يُكتب هو كمان زي ما التوراة لم تُكتب قبل كده،

وكانوا بيعلّموا بعض النصرانية عن طريق رسائل بيبعتوها لبعض،

وبعد مائتين سنة من رفع عيسى عليه السلام كتبوا أناجيل كثيرة جدا،

وطبعا فيها تحريف كبير جدا

وقالوا إن عيسى ابن الله وكلام كتير كده مش موضوعنا

فالنصارى بدأوا يتفرّقوا في الأرض ويعبدوا ربنا منعزلين عن الناس ،

راجعوا سلسلة خط الزمن لدكتور راغب السرجاني

وكان في ناس قليلة جدا جدا هي إللي استمرت على دين عيسى عليه السلام الأصلي بدون أي تحريف

وكان في برده أحبار يعني علماء من اليهود بيسافروا من مكان لمكان عشان ينشروا اليهودية ويعرّفوا الناس الدين،

في اليمن كان في ملك اسمه رَبِيعة بن نَصر،

شاف رؤيا فجمع الكُهّان والسحرة ففسروا له الرؤيا بإن الأحباش يعني أهل الحبشة هيحكموا اليمن،

فخاف على أهله وذريته فأرسلهم للعراق يقعدوا هناك،

وهو استمر يحكم اليمن ومات ربيعة بن نصر وجاء بعده أبناؤه حكموا اليمن،

وكان من أبناؤه إللي حكموا واحد اسمه أسعد ولقبه تُبَّع وكان مُشرك وكان بيسافر للتجارة،

ففي مرة وهو مسافر عدّى على يثرب وساب ابنه فيها للتجارة،

فاختلف ابنه مع أهل يثرب فقتلوه، فرجع لهم تُبّع عشان يقاتلهم ويخرّب يثرب،

فلما وصل وحاصرهم طلع له اثنين من أحبار اليهود وقالوا له إنه مش هيقدر يخرّب يثرب عشان البلد دي هيهاجر لها نبي في المستقبل،

فقال لهم وإنتم عرفتم منين

فقالوا عندنا في التوراة مكتوب الكلام ده

"أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ"

فسألهم يعني إيه توراة؛ لأنه كان مشرك وميعرفش حاجة عن الأديان، فشرحوا له التوحيد فعجبه الموضوع ودخل في اليهودية

وأخذ تُبّع معاه الرجلين دول من أحبار اليهود عشان يعلموا أهل اليمن اليهودية،

وهم ماشيين مرّوا على مكة فكان عايز يهدم الكعبة فأحبار اليهود إللي كانوا معاه قالوا له: متعملش كده ..ربنا هيهلكك لأن مفيش على ظهر الأرض بيت لله غير ده،

لكن طُوف به وعظّمه،

فكان تُبّع ده أول واحد كَسى الكعبة، الكعبة كانت حجر عاري كده من غير أي حاجة لحد ما كساها تُبّع ملك اليمن،

ولما وصل لليمن بدأ يدعو قومه لليهودية فآمن معه معظم الناس،

وبعد ما مات تُبّع الناس كفروا فربنا عاقبهم وأهلكهم.

"أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"

مرت السنين بعد بعثة عيسى عليه السلام والناس من أهل اليمن كانوا متفرقين وكان في قاطع طريق ومعاه عصابة فوسط التفرّق ده جمع أكبر عدد من أفراد العصابة واستولى على الحكم ،

وكان الرجل ده ظالم والناس كلها بتكرهه،

في واحد من سلالة تُبّع اسمه ذو نُوّاس تَسلّل للرجل الظالم ده وقتله واستعاد حكم اليمن تاني،

في نفس الوقت ده كان في راهب من رُهبان النصارى على التوحيد على دين عيسى عليه السلام كان مُهاجر من بلاد الشام طلع عليه قُطّاع طُرق أخذوه وباعوه في حتة اسمها نَجْرَان في شبه الجزيرة العربية،

فكان بيشتغل عند سيده ويتعبد وقت فراغه،

فدخل عليه سيده في ليلة من الليالي لقى حواليه نور،

وكان الراهب ده له كرامات،

فالرجل سأل الراهب إنت إيه حكايتك ..فالراهب شرح له التوحيد ودين عيسى عليه السلام،

فالرجل تردّد وكان عندهم شجرة بيعبدوها ، فالراهب قال للرجل لو إلهي أهلك إلهك تعبد إلهي

فالرجل قال له ماشي

فالراهب قال للرجل اجمع الناس ..فبدأ الراهب يصلي ويدعو لحد ما ربنا أنزل صاعقة من السماء وأحرقت الشجرة فدخل أهل نجران كلهم في النصرانية

عايزاكم تركزوا في تسلسل الأحداث وتشوفوا إزاي إن ربنا لما يريد شيء بيهيء أسبابه

في بعض الرهبان من أهل نجران بدأوا يسافروا هنا وهناك عشان يدعوا لعبادة الله على دين عيسى عليه السلام،

من الرّهبان دول واحد راح لليمن عند الملك ذو نواس،

فكان ذو نواس ده كافر وطبعا السحر والكهانة كان حاجة أساسية في تثبيت ملكه بين الناس،

فكبير السحرة قال للملك ده:

أنا كبرت في السن فشوف لي ولد صغير كده ذكي أعلمه السحر ويبقى خليفة من بعدي يساعدك،

فلقوا غلام فعلا واضح عليه علامات الذكاء، وبدأ الساحر يعلمه أمور السحر،

في يوم من الأيام والغلام ماشي عدى على صومعة الراهب إللي جاء من نجران ده،

واحنا قلنا قبل كده يعني إيه صومعة في قصة جريج

فسمع الغلام صوت حد بيتكلم وبيدعي،

فلقى رجل فسأله الغلام إنت بتعمل إيه هنا فقعد يشرح له التوحيد ودين عيسى عليه السلام،

فالولد كان بيروح للساحر متأخر فكان بيضربه،

ولما كان بيرجع لأهله متأخر كانوا بيضربوه، فاشتكى للراهب فقال له قل للساحر أهلي إللي أخروني،

وقل لأهلك الساحر هو إللي أخرني ومحدش هيعمل لك حاجة،

مرت الأيام والغلام بيتعلم من الراهب والساحر،

ففي يوم وهو ماشي لقى الناس متجمعين ومش عارفين يكملوا طريقهم بسبب إن في دابة كبيرة سدت عليهم الطريق،

حيوان كبير يعني ويُقال إنه كان أسد والله أعلم

فالغلام قال: النهاردة أعرف الساحر أفضل ولّا الراهب أفضل

فأخذ حجر من الأرض ودعا ربنا وقال: يارب لو أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل الدابة دي ورمى الحجر على الدابة فقتلها

والناس شافت إللي حصل وكل واحد مشي في طريقه وهم بيتكلموا في إللي حصل،

فالغلام راح للراهب وحكى له إللي حصل،

فالراهب قال له: بص يابني إنت بقيت أحسن مني وربنا أجرى على إيدك المعجزات،

فانت هتُبتلى ..لأن الإنسان يبتلى على قدر دينه،

فلو ابتُليت متقولش لحد على مكاني ولا تقول إنك تعرفني

وكان الغلام يُشفي الناس من البرص ويرجع للأعمى بصره ويشفي الناس من أمراض كثيرة ..طبعا كل ده بإذن الله،

هي كرامات ربنا بيثبت بها قلب الغلام الصغير،

فمين إللي سمع بموضوع الغلام إنه بيُشفي الأعمى

واحد من جلساء الملك وكان أعمى،

فراح للغلام البيت بتاعه وأخذ معاه أموال وكنوز كثيرة ودخل على الغلام وقال له:

شوف كل الأموال والكنوز دي لك لو إنت شفيتني،

فالغلام قال له :

أنا مش بشفي حد..ربنا هو إللي بيشفي فلو إنت آمنت بالله أنا هدعو الله لك إنه يشفيك،

فآمن جليس الملك وربنا رد عليه بصره، وراح يقعد مع الملك زي ما بيقعد معاه كل يوم،

فالملك بص له واستغرب وسأله: من إللي رجّع لك بصرك

فالرجل قال له: ربي

فالملك قال له : وإنت عندك رب غيري

فالرجل قال له: ربي وربك الله

فالملك قعد يعذبه لحد ما دلّهم على الغلام

فالملك عارف الغلام ..ده ساحر المستقبل

فأمر الجنود إنهم يجيبوا الغلام، فلما جاء الغلام الملك قال له:

إنت وصل من سحرك إنك تُشفي الأبرص وترجع للأعمى بصره وتعمل الحاجات دي كلها

فالغلام قال له: أنا لا أشفي احد..ربنا هو إللي بيشفي

فالملك قعد يعذب الغلام لحد ما دلّهم على الراهب

فجابوا الراهب وقالوا له يا ترجع عن دينك يا إما هنقتلك،

فقال لهم: مش هرجع عن ديني

فجابوا منشار وبدأوا ينشروا الراهب من رأسه لحد ما سقط نصين أمام الغلام وأمام جليس الملك كنوع من الإرهاب والتخويف يعني عشان يرجعوا،

فالملك قال لجليسه ترجع عن دينك ولا تُقتل زيه،

فقال: مش هرجع عن ديني، فنُشر بالمنشار هو كمان

مش باقي غير الغلام..الملك مش عايز يخسره وخصوصا إنه لسه صغير

فالملك قال نهدده بالقتل يمكن يرجع،

فأمر الجنود إنهم يأخذوا الغلام ويطلعوا على قمة جبل ويحاولوا يقنعوه إنه يرجع عن دينه،

ولو رفض خلاص اقتلوه..فلما طلعوا على قمة الجبل الجنود هددوا الغلام قالوا له:

ترجع عن دينك وتبقى مُقرب من الملك وخليفة الساحر ولك شأن بيننا ولا نرميك من الجبل ده

يا ترى هل الغلام هيوافق إنه يرجع عن دينه ويعيش مُنعم في الدنيا ولا هيختار الموت؟

 

 

وقفنا المرة إللي فاتت عند الغلام لما جنود الملك أخذوه وطلعوا بيه على قمة جبل وبدأوا يساومُوه،

يعني يقولوا له يابني اعقل وهتبقى انت الساحر وهتبقى كلمتك مسموعة، ده غير النعيم إللي هتكون فيه،

ولو مسمعتش الكلام هنرميك من فوق الجبل..شوف الفرق بقى..يعني تبقى عايش مُنعّم ولا نموتك

الغلام إللي لسه مبلغش حتى...يعني عمره أقل من خمسة عشرة سنة عمل إيه؟

بكل هدوووء وثقة ويقين دعا ربنا وقال :

اللهم اكفنيهم بما شئت

أصل يا جماعة الموضوع منتهي بالنسبة له، هو عارف إنه على حق، هو مش كان دعا ربنا قبل كده إنه يخليه يشوف آية لو الراهب على حق يقتل الدابة

وكانت النتيجة إن الجبل اتهز ووقعوا كلهم وماتوا ماعدا الغلام

لكن الغلام عمل حاجة غريبة جدا

المفروض والطبيعي إنه يهرب بجلده ويبعد عن الملك وينقذ نفسه

لكن الغلام رجع للملك تاني

فلما دخل على الملك، سأله فين الجنود إللي كانوا معاك

قال له الغلام : ربنا كفاني شرهم

الملك بقى مش يتّعظ ولا حتى يفكر في إللي حصل ولا يسأل الغلام عن دينه

لأ ..ده أمر جنود تانيين إنهم يأخذوا الغلام ويركبوا سفينة ويهددوه بالقتل ...يا إما يرجع عن دينه أو يقتلوه

فلما ركبوا السفينة والجنود هدّدوا الغلام،

الغلام برده دعا: اللهم اكفنيهم بما شئت

فاتقلبت السفينة وماتوا كلهم ماعدا الغلام هو الوحيد إللي نجى

مش يهرب بقى... ده رجع تاني للملك

فالملك لما شافه سأله فين الجنود إللي كانوا معاك

فالغلام قال له : ربنا نجاني منهم

وقبل ما الملك يأمر جنود تانيين إنهم يقتلوا الغلام،

الغلام قال له:

شوف، انت مش هتقدر تقتلني إلا لو عملت إللي هقول لك عليه

فالملك قال له: أعمل إيه

الواحد مش عارف يتعجب من مين أكثر ..من الغلام إللي رجع عشان الملك يقتله،

ولّا من الملك إللي معندهوش ذرة عقل ومش بيفكر إلا في قتل الغلام ومش قادر يشوف قدرة ربنا ومعجزاته

المهم، الغلام قال له:

اجمع الناس في مكان واحد واصلبني في جذع شجرة وبعدين خذ سهم من الأسهم إللي معايا و ضَعْه في القوس وقل بصوت عالي يسمعه الناس بسم الله رب الغلام وارمني بالسهم،

لو عملت كده هتقدر تقتلني

فالملك جمع الناس وعمل زي ما الغلام قال له بالضبط..وقال بسم الله رب الغلام ورمى السهم فنزل السهم في صُدْغِه فقتله،

وطبعا الناس كانت عارفة إللي بيحصل مع الغلام وإزاي إن الملك مكنش قادر يقتله وإن الجنود هم إللي بيموتوا كل مرة وإنه مقدرش يقتله إلا لما قال:

بسم الله رب الغلام،

فبعد ما قُتل الغلام الناس كلها في نفس واحد قالت: آمنا بالله رب الغلام

وهو ده السبب إللي منع الغلام إنه يهرب

عنده رسالة عايز يوصلها للملك وللناس

الراهب إللي هو المُعلم الأول قُتل،

ومفيش غيره ينشر الدين فلو كان هرب مين إللي كان هينقذ الناس دي من ضلال الكفر والشرك

يُقال إن الناس إللي آمنت في اللحظة دي عشرين ألف إنسان،

يعني الملك ده لو كان ساب الغلام يدعو طول عمره مكنش هيؤمن العدد ده كله

بس سبحان الله كل ما أراد إنسان إنه يحارب دين ربنا؛ حربه دي بتكون سبب في انتشار الدين أكثر

وموت شخص واحد أهه كان سبب في إحياء قلوب الآلاف

أصحاب الملك لما شافوا الناس آمنت قالوا له حصل إللي كنت خايف منه

كنت خايف من ثلاثة بس أهه الناس كلهم آمنوا

فأمر الملك بحفر الأخاديد يعني حُفَر طويلة عميقة ويولّعوا فيها النار ويسأل الناس، إللي يصمم على إيمانه برب الغلام يرموه في النار،

فقتل الملك ده ناس كثيرة جدا،

"قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ"

ويُقال إن المحرقة دي مكنتش في اليمن بس، ده حتى في نجران وفي أماكن تانية عشان يرد الناس عن دينهم

"إذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ"

الناس دي كان ذنبها بس إنها آمنت بالله، مطلبوش ملك ولا فلوس ولا أي حاجة، مجرد الإيمان بالله خلى الملك يقتلهم بالمنظر ده

"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"

المشهد مخلصش يا جماعة..في يوم قيامة..والناس إللي فتنت المؤمنين وعذبتهم دول ربنا هيعذبهم في نار جهنم،

ونار جهنم مش أي نار...ده نار الدنيا بتاعتنا دي جزء من سبعين جزء من نار جهنم

"إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ"

والناس إللي اتعذبت وقُتلت دي جزاؤهم الجنة..والجنة دي غمسة واحدة فيها بتُنسي أبأَس أهل الأرض بُؤسه وشقاؤه فما بالكم باللي هيعيش خالد فيها أبدا

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"

شوفتم إزاي إذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه

فاكرين الراهب إللي قُطّاع الطرق أسروه وبعدين باعوه وبقى عبد،

أكيد ساعتها هو كان زعلان إن حاجة زي كده حصلت،

لكن شوفوا تقدير ربنا وحكمته...بسبب حادثة بسيطة زي كده،

أهل نجران كلهم آمنوا بسببه وكمان أهل اليمن وحصلت قصة أصحاب الأخدود دي كلها بسببه وفي ميزان حسناته،

ولحد دلوقتي وإلى قيام الساعة هنفضل نحكي قصص الناس دي،

فلما يحصل لك ابتلاء أو أي حاجة ظاهرها شر لك متزعلش وأبشر بالخير ..فرب الخير لا يأتي إلا بالخير

محدش نَجَى من المجزرة دي غير رجل اسمه دَوْس ذو ثَعلبان،

استطاع إنه يهرب لكن جنود الملك ذو نواس راحوا وراه عشان يمسكوه، فدخل في أرض رملية والجنود معرفوش يمسكوه،

فقعد يفكر يعمل إيه عشان يثأر للناس إللي قُتلت ظُلم دي،

ففكر في قيصر ملك الروم وكان على النصرانية،

فراح له دَوس ذو ثعلبان وحكى له إللي حصل فغضب جدا،

لكن قال له اليمن بعيدة ومش هقدر أروح بجيشي هناك،

لكن أنا هبعث معاك رسالة للنجاشي ملك الحبشة وهو يساعدك

حكّام الروم بيُقال لهم قيصر وحكام الحبشة بيُقال لهم النجاشي، وحكام الفرس بيقال لهم كِسرى.

فراح دَوس ذو ثعلبان للنجاشي ملك الحبشة في الوقت ده وهو غير النجاشي أصْحمة إللي هيكون في زمن رسول الله ﷺ وهنعرف قصته وقتها إن شاء الله،

حكى دَوس ذو ثعلبان للنجاشي إللي حصل وغضب النجاشي جدا وكان على النصرانية هو كمان،

فجهز جيش قوي كان حوالي سبعين ألف مقاتل بقيادة واحد اسمه أَرْياط،

وكان في جيش أرياط واحد اسمه أَبْرهة،

وصل الجيش لليمن وحصل القتال وبدأ القتال بين ملك اليمن ذو نواس وجيشه وجيش أرياط،

وانهزم ذو نواس وهرب للبحر في سفينة، فلما خاف إنهم يلحقوا به ويقتلوه انتحر

وحكم الأحباش اليمن وكان الحاكم هو أرياط،

فاكرين الرؤيا إللي شافها ربيعة بن نصر وكان تفسيرها إن الأحباش هيحكموا اليمن ...أهه اتحققت

أرياط ده كان ظالم جدا حتى كان بيظلم الأحباش إللي كانوا معاه،

فالأحباش اشتكوا لأبرهة فجمعهم وجيش الحبشة بقى مُنقسم لقسمين ..قسم مع أرياط وقسم مع أبرهة،

فأبرهة طلب إنه يتكلم مع أرياط قال له:

دلوقتي لو احنا اتقاتلنا جيش الحبشة هيفنى وأهل اليمن هيرجعوا يحكموا تاتي،

فخلينا أنا وأنت نتقاتل وإللي يغلب هو إللي يحكم

فوافق أرياط وبدأ القتال بين الإثنين ،

وهم بيتقاتلوا أرياط ضرب أبرهة على رأسه بالحربة فشقت حاجبه وأنفه وشفته ..وبقى اسمه أبرهة الأشْرم،

لكن أبرهة استطاع إنه يتغلب على أرياط وقتله وبقى هو حاكم اليمن،

وصل الكلام للنجاشي فغضب جدا...إزاي أبرهة يقتل القائد بتاعه فحلف إنه مش هيسيب أبرهة إلا لما يدوس أرض اليمن ويحلق شعره أبرهة،

فأبرهة حلق شعره وأخذ شوية من تراب اليمن وحطها في جراب زي كيس كده وأرسله للنجاشي مع رسالة بيقول له:

إن هو عبد له وإنه مش هيخالف أمره ،

وإن القتال إللي حصل كان بسبب ظلم أرياط وإن هو أقوى من أرياط في حكم اليمن،

وأنا حلقت لك شعري وبعثت لك تراب اليمن تدوس عليه عشان أبر حلفانك،

فرضي النجاشي عنه وأقرّه على حكم اليمن،

فأبرهة عشان يثبت ولاؤه للنجاشي بنى كنيسة عظيمة جدا محدش بنى زيها قبل كده أبدا،

وسماها القُلَيْس وأمر الناس إنهم يحجوا لها،

وبعث للنجاشي وقال له أنا بنيت لك كنيسة عظيمة وهخلي العرب يحجوا لها،

فوصل الكلام ده لواحد من العرب من قبيلة كِنانة،

فتسلل للكنيسة وتبرّز فيها يعني عمل فيها حمام إهانة لها ،

فلما عرف أبرهة باللي حصل قال مين إللي عمل كده

فقالوا له واحد من أهل البيت إللي العرب بتحج له بعد ما عرف إنك عايز تخليهم يحجوا للقليس

فغضب أبرهة وحلف إنه هيروح ويهدم البيت ده،

وبدأ يجهز جيشه عشان يروح مكة ويهدم البيت الذي يحج إليه العرب

البداية والنهاية لابن كثير

نقف هنا ثواني ونرجع بالزمن للوراء شوية حلوين كده

كل كلامنا في قصص الأنبياء إللي فاتت من بعد إبراهيم عليه السلام كان في فرع يعقوب،

إللي هو ابن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام يعني فرع بني إسرائيل،

وكان الفرع ده موجود في خط فلسطين ومصر زي ما قلنا في شرح قصة يوسف وموسى عليهما السلام والأحداث إللي حصلت،

احنا بقى هنسيب الفرع ده ونأخذ فرع إسماعيل عليه السلام،

احنا طبعا عارفين إن إسماعيل عليه السلام كان سكن مكة مع أمه هاجر،

وحصلت قصة زمزم وبعدين بناء الكعبة، واستقرار إسماعيل في مكة وزواجه من قبيلة جُرهم و...و..إلخ

كل ده شرحناه في قصة إسماعيل عليه السلام فمش هنعيد تاني

الجزيرة العربية في عهد إسماعيل عليه السلام وما بعده استمرت على التوحيد، يعني الناس كانت بتعبد ربنا سنين طويلة جدا على دين إبراهيم عليه السلام،

لحد ما أتى رجل اسمه عمرو بن لُحَي وكان رئيس قبيلة خُزاعة، وكانت قبيلة قوية،

فالقبيلة دي كانت عايزة تاخد الحكم من قبيلة جُرهم إللي هي أصلا موجودة من زمن إسماعيل عليه السلام،

وحصل بينهم حرب فانتصرت قبيلة خزاعة بقيادة عمرو بن لُحَي،

فقبيلة جُرهم حبت تنتقم من خزاعة وتعطّل عليهم عيشتهم في مكة راحوا دافنين بئر زمزم ومبقاش لها أي أثر

وهربت قبيلة جُرهم من مكة إلا قليل منهم،

فاضطرت قبيلة خزاعة إنهم يجيبوا الماء من خارج مكة

عمرو بن لحي ده كان هو سيد مكة بلا مُنازع،

وكان غني جدا وكريم جدا ومحدش يقدر يرفض أي أمر بيقوله،

تقدروا تقولوا كلامه بالنسبة لهم كان زي الشرع كده لا يُرد

في مرة سافر عمر بن لُحي إلى الشام للتجارة، فكان في قبيلة اسمها العمَاليق وكانوا بيعبدوا الأصنام،

فسألهم عمرو بن لُحي عن الأصنام دي لأن العرب كانوا على التوحيد على دين إبراهيم عليه السلام وميعرفوش يعني إيه أصنام ،

فقالوا له: بيساعدونا إذا جُعنا وينصرونا ويسقونا الماء وبيقربونا إلى الله

فعجبه الموضوع وقال لهم أعطوني واحد من الأصنام دي يمكن يعيننا لأننا معندناش مية

فأعطوه صنم اسمه هُبَل، فكان أول صنم أُدخل في الجزيرة العربية

وبدأ عمرو بن لحي يأمر الناس بعبادة هُبل فأطاعه الناس

فكان هو أول من بدّل دين العرب

ومش بس كده ده عمل كوارث تانية ...

  

reaction:

تعليقات