القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد قصة ( الأعمى والأبرص والأقرع )

أفضل سرد قصة ( الأعمى والأبرص والأقرع )




أفضل سرد قصة ( الأعمى والأبرص والأقرع )



 

قصتنا النهاردة هي قصة الأعمى والأبْرص والأقْرع، حصلت القصة دي في بني إسرائيل في أي زمن بالتحديد أو إيه أسماء الثلاثة دول منعرفش🤷

لكن رسول الله ﷺ حكالنا القصة دي للعبرة،

قال رسول الله ﷺ:

"إِنَّ ثَلَاثَةً في بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ.."

يعني كان في ثلاثة رجال من بني إسرائيل، واحد أعمى مش بيشوف، والتاني أبرص يعني عنده مرض البرص إللي هو بيكون أجزاء من الجسم لونها أبيض ومختلف عن باقي لون الجسم الطبيعي، ربنا يعافينا ويعافي كل مبتلى🤲

والتالت أقرع معندهوش شعر..

فربنا أراد إنه يبتليهم ويختبرهم...

 

طيب ما همّ أصلا في بلاء، هيبتليهم أكثر من كده إيه🤔

أشد البلاء هو الإبتلاء بالنعم👌

لإن الصبر على الشدة ناس كثير تقدر تحققه،

زي الصبر على المرض والصبر على الفقر ، وهكذا ..

وابتلاء الصبر على الشدة ده بيقدر عليه المؤمن والكافر زي ما قلنا قبل كده،

يعني الواحد مضطر يصبر كده كده مفيش قدامنا حيلة إلا الاستسلام غالبا🤷

والسبب في كده إن النفس البشرية بتكون متأهبة ومستعدة للتحدي والمواجهة، وعلى طول الإنسان يقوم يتضرع ويدعو ربه بخضوع وانكسار وتذلل عشان يرفع عنه البلاء،

بعكس الإنسان إللي عايش في نعيم ومش بيواجه مشاكل، هتلاقيه مش في دماغه أصلا الاحتياج لشيء، وعايش حياته بالطول والعرض، ولو ذكّرناه بالله هيقول وهو أنا محتاج ربنا في إيه ما أنا كل أموري تمام💁

عشان كده ربنا بيقول لنا:

"كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ..أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ"

 

فالثلاثة دول لما كانوا في ابتلاء بالنّقَم يعني الشدائد كانوا خاضعين لله منكسرين،

فربنا أراد إنه يبتليهم بالنعم عشان يشوفوا نفسهم هيبقوا عاملين إزاي،

مع إن ربنا عالم باللي في قلوبهم لإن ربنا علام الغيوب وعليم بذات الصدور،

لكن زي ما قلنا كتير قبل كده، ربنا مش بيحاسبنا على سابق علمه فينا، لكن على أعمالنا الفعلية وإللي هي مش غيب بالنسبة له عزو جل أبدا، فبيبتلينا عشان نشوف الحاجات المستخبية جوة قلوبنا،

فينجو مننا إللي يُزكي نفسه ويعالج الأمور دي، ويَهلَك إللي يعمل نفسه مشفش حاجة ويكمل في الغفلة👌

فربنا عمل إيه معاهم 😊

قال رسول الله ﷺ: "فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا.."

يعني بعت لهم مَلك من الملائكة في صورة بشر عشان يسألهم أمنيتهم إيه؟

"فَأَتَى الْأَبْرَصَ فقال: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟"

يعني المَلك راح للأبرص واتكلم معاه وبعدين سأله: نِفسَك في إيه، أو تتمنى إيه🤔

فالأبرص قال:

"لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ، قد قَذِرَنِي الناس"

يعني أتمنى إن جلدي يكون حلو و لُوني يكون لون واحد مش لونين، وميكونش عندي إللي الناس بيبعدوا عني بسببه ده ويستغربوني 😔

"فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عنه، فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا"

يعني المَلَك مسح على جلد الرجل الأبرص فاختفى البَرص، والرجل أخد إللي هو عايزه من اللون والجلد الجميل..

وبعدين المَلك سأله: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟

يعني إيه أكتر أنواع الأموال إللي بتحبها🤔

فالراجل قال له: الْإِبِلُ، فالمَلك أعطاه نَاقَةً عُشَرَاءَ وقال له: يُبَارَكُ لك فيها.

يعني الملك إداله له ناقة حامل 🐪 ودعاله بالبركة👌 وبعدين سابه ومشي..

وراح المَلك للرجل الأقرع واتكلم معاه هو كمان وسأله تتمنى إيه؟

فالأقرع قال: نِفسي  شعر راسي يرجع تاني؛ لإن الناس اشمأزوا منه ومن منظر راسي وشكلي😞

=ويمكن كانوا بيضايقوه كمان بسبب إن همّ عندهم شعر وهو لأ=

 فأنا عاوز شعري يطلع تاني ويكون شكلي جميل

فالملَك مسح على رأس الأقرع فطلع فيها شَعر جميل،

ثم سأله برده عن أكثر الأموال إللي بيحبها فقال له: البقر ، فالملَك اداله بقرة حامل🐄 ودعا له بالبركة، وبعدين سابه ومشي..

وراح بعد كده للأعمى واتكلم معاه وسأله تتمنى إيه؟

فالأعمى قال له : نفسي ربنا يرجع لي بصري عشان أشوف الناس😔

فمسح الملك على عينه فبقى مُبصِر ، فسأله الملك هو كمان: بتحب إيه أكثر نوع من الأموال 🤔

فقال : الغنم ، فاداله  شاة حامل 🐐 .. ودعا له بالبركة وبعدها سابه ومشي..

 

عدّت كم سنة والأبرص بقى عنده وادي من الإبل، والأقرع عنده وادي من البقر، والأعمي عنده وادي من الغنم.

تخيلوا معايا كده يعني إيه وادي😅

الوادي ده أرض منخفضة، حاجة كده زي الحوض الوااااسع، بيكون طوله آخر ما تجيب عينك من اليمين والشمال،

فكل واحد منهم بقى عنده أرض مليانة بالإبل أو البقر أو الغنم😮

وهنا جه وقت الإختبار👌

بعد كام سنة رجع لهم المَلَك تاني ..

الملك راح للرجل إللي كان أبرص في صورة رجل أبرص عشان يفكّره بنفسه زمان لو كان نِسي..

وقال له: "رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَرِي فلا بَلَاغَ الْيَوْمَ إلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ،

أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ وَالجِلْدَ الْحَسَنَ وَالمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عليه في سَفَرِي😥

يعني بيقوله أنا عابر سبيل، مُسافر غريب ومش معايا أي مال أكمل بيه سفري، ولا أشتري أكل،

فمفيش حد يقدر يُعينني على سفري ده إلا الله ثم انت، فأسألك بالذي أعطاك الجلد الجميل واللون الجميل الذي أراه ، وأعطاك المال الكثير، إنك تديني ناقة واحدة أكمل بيها سفري،

 

واخدين بالكم المَلَك عمّال بيذكّر الرجل إزاي بإن ربنا غيّر له كل ده وعافاه وكمان رزقه الأموال، من غير ما يحسسه إنه عارف الماضي بتاعه👌

فالرجل إللي كان أبرص قال للملك المتخفي في هيئة مسافر فقير أبرص:

إِنَّ الحُقُوقَ كَثِيرَةٌ😒

يعني المسؤوليات إللي ورايا كبيرة... وأنا راجل عليّ ديون أد كده!

 

بالرغم من تذكرة الملك للرجل بفضل ربنا عليه والعافية، إلا  إن الراجل للأسف ولا اتأثر 😶

ابن السبيل من المستحقين للزكاة  أصلا 😑

فلو هو فعلا غني الغنى ده كله فأكيد عليه زكاة، ولازم يدفعها.. طب ما يدفعها لابن السبيل؟

ولنفرض إنه خلاص دفع زكاة ماله من فترة،

فهو غالبا برده بيكذب، لإن ديون كتيرة إيه دي إللي عليه، وهو عنده وادي مليان إبل🤓

ثم هو لو مديون فعلا بديون كتيرة كده زي ما بيقول، ومع ذلك لسه محتفظ بالأموال دي كلها عنده يبقى مش كذاب ماشي أيوة، لكنه آكل لأموال الناس ومستحقاتهم المالية بغير حق! فهو كده أو كده مخطيء جدا ومتورط في المنكر حتى النخاع😬

 

طيب الملك قال له إيه 😈

قال له:كَأَنِّي أَعْرِفُكَ!! أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ الناس فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ الله!

يعني بيقوله أنا تقريبا عارفك🤔 مش انت إللي كنت أبرص وربنا أعطاك لون جميل وجلد جميل..؟ مش انت كنت فقير وربنا أغناك😏

فالرجل قال له :لقد وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عن كَابِرٍ😤

يعني بيقوله انت بتقول إيه .. أنا ورثت المال عن أبائي وأجدادي.. إحنا عيلتنا كلهم أغنياء أصلا💁

 

ده انت كذاب فعلا بقى... ومش  بس كذاب.. ده انت جاحد لنعمة ربنا كمان🙄

وده للأسف بقى وضع غالب في الناس دلوقتي إللي ربنا بيكرمها ويفتح عليها بالنعم بعد الشدة والفقر، إلا من رحم الله..

وربنا بيقول عنهم :

"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي ". يعني أنا إللي عملت وأنا إللي تعبت وأنا إللي كسبت ده بشطارتي وأنا.. وأنا ..

طيب فين فضل ربنا في حياتك..؟ مفيش😑

وبالتالي انتم ماتزعلوش لما تُحسنوا لحد وتقفوا جنبه، وفي الآخر يتنكّر لكم..

ماهو تنكّر لفضل ربنا الأول واستكبر بالنعمة على خلقه ولم يُرضي الله فيها بالشكر المطلوب.. فما بالكم بالبشر 😶

 

فالمَلك قال له :"إن كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إلى ما كُنْتَ"

يعني خلاص لو انت كنت كذاب فيارب ربنا يرجعك زي ماكنت 🤲

والملك سابه ومشي....

واتوجه للراجل التاني إللي كان أقرع،

دخل عليه الملك في صورة إنسان فقير وأقرع وقال له نفس الكلام إللي قاله للأبرص، قال:

أنا عابر سبيل .. مليش في الدنيا غير ربنا ثم إنت .. فاديني بقرة واحدة من كل دول، أكمل بيها سفري😥

نفس اللي عمله مع الأبرص بالضبط وقعد برده يعظم له من حجم النعمة في قلبه والعافية..

فالراجل قال له:

الحقوق كتيييرة... دانا عندي ديووون... مش هقدر أديك حاجة😒

فالملك قال له:

كإني أعرفك؟! مش إنت كنت أقرع وربنا رزقك بشعر جميل؟! وكنت فقير وربنا أغناك🙄؟!

فالرجل قال له بانفعال برده:

إزاااي تقول كده...!! ده أنا وارث المال من أبائي وأجدادي ..! أنا عمري ما كنت في يوم فقير 😏

فالملك قال له: لو كنت كاذب يارب ترجع زي ماكنت 👌

 

 

فاضل معانا في قصة التلاتة: الأعمى..

الملَك راح للراجل إللي كان أعمى، راحله برده في صورة بشر أعمى وقال له نفس الكلام :

أنا عابر سبيل.. ماعنديش حاجة .. ماليش غير ربنا ثم إنت.. فاديني غنمة واحدة من كل دول أكمّل بيها سفري😥

 

الأعمى قال له إيه بقااااا😁

قال: " قد كنت أَعْمَى فَرَدَّ الله بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ ما شِئْتَ فَوَاللَّهِ لا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ"

يعني بيقوله :عارف.. أنا كنت أعمى زيك.. وربنا رد عليّ بصري وعافاني..

وهو إللي أغناني بكل إللي انت شايفه ده بعد ما كنت في يوم من الأيام معنديش أي حاجة زيك كده... فخد إللي انت عايزه من كل ده وسيب إللي انت مش عايزه بس..

فوالله أنا مش هراجعك في أي حاجة تاخذها👌

فالمَلَك قال له:

"أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رضي الله عَنْكَ وَسَخِطَ على صَاحِبَيْكَ"

يعني خلي لك مالك كله ليك.. ربنا يبارك لك فيه..

ده كان اختبار من ربك، وانت نجحت فيه، وربنا راضي عنك،  وسخط وغضب على صاحبيك: الأقرع والأبرص👌

 

وهنا ييجي سؤال:

إيه إللي خلى الأقرع والأبرص يسقطوا في الإبتلاء والأعمى هو إللي ينجح🤔

خليني أسأل سؤال ...هو إيه إللي بيخلي الإنسان يبقى عايز حاجة معينة😊

يعني لو أنا ماشي في السوق مثلا، إيه الدافع إللي بيخليني أشتري اللبس ده وأشتري الذهب ده وأشتري الأجهزة دي.. وأشتري.. وأشتري...

مش إللي خلاني أشتريها هو إن شكلها عَجَبني فقررت أشتري💁

طيب لو أنا ما شوفتش الحاجة دي، هل هيكون في داعي جوايا إني أشتريها🤔

أكيد لأ.. أنا أصلا معنديش فكرة عن وجودها، أنا مشوفتهاش، أنا عيني ما اتعلقتش بيها..

يعني باختصار من أعظم لذات الدنيا كلها هي النظر 👌 يعني يكاد يكون النظر يكون هو البوابة لكل الملذات الدنيوية،

عشان كده ربنا بيقول في حديث قدسي :

"إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ –يعني عينيه- فَصبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ"

 

كلمة أخيرة،

لو أخذتم بالكم احنا كل يوم بنتعرض للإبتلاء بتاع الأبرص والأقرع والأعمى واحنا مش واخدين بالنا 👌

ممكن حد ييجي يطلب منك حاجة وانت ترفض بأي حجة زي حجج الأقرع والأبرص..

ممكن يكون ربنا رزقك نعمة زي نعمة وظيفة معينة ونفوذ معين، وتقدر تخلص بيه مصالح للناس متعسرة ومن غير تعدّي على حقوق الآخرين أو ارتكاب أي محرم،

ومع ذلك تقوم انت تعطل مصالحهم وتبخل عليهم بنفوذك وإمكانياتك..

وزي مثلا بعض دكاترة الكليات لما بيصعّبوا على الطلبة أحيانا الأبحاث ورسايل الماجستير والدكتوراة،

ويضغطوهم ويخنقوهم ويستقصدوهم ويرهبوهم ويصعبوا عليهم الإمتحانات،

وهم كانوا في يوم من الأيام طلبة زيهم وفي مكانهم ويمكن حصل معاهم برده نفس التشديد والتعنت والتصعيب ده،

ومع ذلك لما ربنا عافاهم مراعوش ربنا في النعمة إللي اداها لهم وعافاهم من الحرمان منها قبل كده..

وهكذا..

لو ركزنا في حياتنا هنلاقي إننا في امتحان مستمر زي امتحان الأبرص والأقرع والأعمى،

لكن السؤال بقى إيه هو رد فعلنا على الاختبار ؟

هل زي الأقرع والأبرص والعياذ بالله

ولّا زي الأعمى😊 

reaction:

تعليقات