القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة ( يوشع بن نون ) عليه السلام

 

أفضل سرد لقصة ( يوشع بن نون ) عليه السلام

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، زوار الموقع الكرام اليوم موعدكم مع أفضل سرد لقصة ( يوشع بن نون ) عليه السلام

 


أفضل سرد لقصة ( يوشع بن نون ) عليه السلام



 

وقفنا المرة إللي فاتت عند موت موسى عليه السلام، وكان موته قبل نهاية فترة التيه بحوالي ثلاث سنوات،

موسى عليه السلام كان يعلم يقينًا إنه هيموت في يوم من الأيام، فكان لازم يشوف حد يقود بني إسرائيل من بعده،

وطبعا الشخص ده لازم يكون له صفات معينة عشان يقدر يتحمّل بني إسرائيل وإللي بيعملوه

فكان في فتى ظاهر عليه دلائل النباهة والصبر والطاعة لله، فاهتم بيه موسى وهارون عليهما السلام، وكان بيصاحب موسى عليه السلام على طول عشان يتعلم منه.

 

ودي هي التربية بالقدوة هو ممكن يعلمه تعليم نظري لكن لازم يتعلم إزاي يطبّق...وهيطبق إزاي من غير ما يكون شايف حد قصاده بيطبق الكلام إللي بيتعلمه وبيتابع تطبيقه للكلام النظري

يعني مثلا موسى عليه السلام بيعلمه الصبر... فالدرس العملي بتاعه إنه يشوف صبر موسى على بني إسرائيل،

فالتربية بالقدوة هي أصل التربية، وهي دي الطريقة إللي رسول الله ﷺ ربّى بيها الصحابة،

 

فكان الفتى أو الشاب ده بيتبع موسى عليه السلام وكان موسى بيثق فيه لدرجة إنه لما راح قابل الخِضر أخده معاه،

والفتى ده كان اسمه يوشع بن نون وهو من ذرية يعقوب عليه السلام،

فبعد ما موسى عليه السلام مات هو إللي تولّى أعباء النبوة،

فبقى هو إللي بيوجّه بني إسرائيل وبيعلمهم، واستمر يبلّغ شريعة موسى عليه السلام بكل حرص وإخلاص،

بعد ما عدت الأربعين سنة كان الجيل خلاص اتغير.. فالجيل إللي قال قبل كده لموسى عليه السلام "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" اختفى أثره نوعًا ما،

فمنهم إللي مات ومنهم إللي خلاص كِبِر في السن، ده غير إن منهم إللي اتغيرت واتأثرت عقلياتهم بشكل إيجابي بكلام موسى بسبب الأحداث إللي شافوها خلال السنين إللي فاتت بالفعل،

فدلوقتي بقى فيه جيل جديد موجود غير الجيل الأول،

هو أه الجيل ده نتاج تربية الجيل القديم لكن على الأقل مش زيهم

يعني مشافوش الذل والقهر والاستعباد واتعوّدوا عليه زي الأجيال السابقة،

فكان يوشع عليه السلام بيعلم الجيل الجديد ده القتال وبيعلمهم طاعة الله،

عشان لما ينتهي زمن التيه يروح يقاتل الجبّارين إللي في بيت المقدس ويسترجعوا الأرض منهم.

فبعد ما انتهى زمن التيه... أمر بني إسرائيل إنهم يخرجوا معاه للجهاد،

لكن يوشع عليه السلام حط شروط للناس إللي هيخرجوا معاه للجهاد،

 

أول شرط:

مش عايز في الجيش واحد عَقَد على امرأة عقد نكاح ولم يبنِ بها بعد.. يعني مش عاوز من ضمن الجنود إللي هتروح حد يكون كاتب كتابه فقط بدون إتمام زواجه بزوجته لسه.

ثاني شرط:

مش عايز واحد بنى بيت ولسه مكملش بناء السقف.

الشرط الثالث:

مش عايز واحد اشترى غنم وهو مستني الغنم ده يولد.

 

طيب ليه الشروط دي

 ما ياخدهم معاه كلهم وخلاص هو لاقي حد يروح بطيب نفس أصلا عشان يجازف بتقليل العدد أكتر

طبعا ده تفكيرنا المنطقي، يعني الواحد في الوقت ده بيكون محتاج أي حد معاه

 

بس التفكير ده غلط.. لإن الجيش إللي مفروض يكون جيش النصر، مش الممفروض يكون فيه أي حد و نكَتّر العدد وخلاص،

لأن بكل بساطة المؤمنين على مر العصور مش بينتصروا بعدد أبدا لكن بينتصروا بالإيمان وبطاعة الله وتقواه

أيوة بياخدوا بالأسباب العددية الدنيوية طاعةً لله ، لكن النصر كده كده من عند ربنا،

يعني مثلا الرجل العاقد على المرأة ده هيبقى قلبه متعلّق بيها،

هيبقى عايز يرجع لها بسرعة عشان يكمل إجراءات الزواج ويروح بيته بقى ويخلف ويعيش حياته،

فنتخيل لو مكنش قال الشرط ده وبقى في الجيش آلاف من الشباب دي إيه إللي هيحصل؟

كان أول ما هيشوف السيف وإنه خلاص ممكن يموت هتلاقيه انسحب فورا أو على الأقل اشتغل في تثبيط إخوانه ونشر روح الهزيمة،

فلو انسحب الآلاف دول إللي القائد عامل حسابه عليهم كقوة مهمة من ضمن قوات الجيش بتاعه من باب الأخذ بالأسباب، إيه إللي ممكن يحصل؟

هيحصل خلل رهيب في الجيش

نضيف عليهم بقى الصنف التاني والثالث،

الناس إللي بنوا بيت ولسه مكملوهوش، و إللي اشترى أغنام ومستني إنها تولد،

كل دول أول ما هيشوفوا هول المعركة هينسحبوا غالبا ويسيبوا الجيش هزيل المنظر قليل العدد يواجه الجبارين دول لوحدهم

ومش كده وبس ده ممكن الجيش الرئيسي يتأثر بالانسحاب ده وينسحب معاهم المؤمنين

 

فمع الكلام إللي قلناه ده زيدوا بقى عليهم إن بني إسرائيل

فيهم حتة التعلق بالأمور المادية المحسوسة دي جدا،

وده من أقوى أسباب تعلقهم بالدنيا، وربنا قال عنهم ربنا

"وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ"

شوفوا كلمة حياة دي، هم عايزين أي حياة وخلاص، عشان كده يوشع شدد على الشروط إللي قلناها دي،

فيوشع عليه السلام مش عايز يعرّض جنوده للفتنة والهزيمة وخصوصا إن لسه في بعضهم محتاج تربية إيمانية،

وقوة بني إسرائيل وحجمهم أقل من قوة الجبارين بالفعل وهم قلقانين من ده،

فلازم ياخد بأسباب النصر العقلية، ومنها إن محدش يدخل معانا في الجيش وقلبه متعلق بأي هموم تخص الدنيا ،

فمش هينفع أي مخاطرة بأي حال من الأحوال

 

بعد ما يوشع عليه السلام جمع الجيش ، عدى على بحر الأردن ، لحد ما وصل لأَرِيحا المحتلة الآن من اليهود،

وكانت أريحا من أحصن المدائن في الأسوار وأعلاها في القصور وكان أكثر الجبارين عايشين فيها،

فحاصرها يوشع ست شهور،

وفي يوم من أيام الشهر السابع ،حاوطوا المدينة وقعدوا ينفخوا بالأبواق، ويكبّروا في نَفَس واحد،

فالسور شَقَّق و انهار على الأرض، فدخل يوشع والجيش إللي معاه، وقاتلوا الجبارين وقتلوا منهم ١٢ ألف ،

وكان الكلام ده في يوم الجمعة... فلما خلاص أوشك على الإنتصار كانت نهاية يوم الجمعة بعد العصر،

فلو غربت الشمس يبقى كده هيدخلوا في ليلة السبت، ويوم السبت ده في شريعة موسى ويوشع عليهما السلام  إن بني إسرائيل ممنوع يحاربوا فيه،

فدلوقتي لو انسحب يوشع بجيشه ورجع بسبب يوم السبت ، يبقى الجبابرة هيستعيدوا قوّتهم ويلموا عتادهم ويتعلموا من أخطاؤهم ويتجمعوا من تاني ويهجموا على جيش يوشع ويخلصوا عليهم،

وفي نفس الوقت يوشع عليه السلام مش عايز يعصي أمر ربنا باستمرار القتال لحد ما يتم استرجاع البلد تاني من إيدين الجبارين، مع إنه بيقاتل برده لأمر ربنا

فعمل إيه؟

بص للشمس وقال لها :

انتِ مأمورة إنك تغربي زي كل يوم ، وأنا مأمور إني أفتح المدينة ومأمور إني لا أقاتِل يومَ السبت ،

ثم بدأ يدعي ربنا: يارب احبسها وماتخليهاش تغرب لحد ما أكمل المعركة🤲

فربنا استجاب ليوشع وفعلا حبس الشمس وخلاها موجودة لحد ما أنهى يوشع المعركة وانتصر على الجبارين،

فيوشع هو النبي الوحيد إللي حُبست له الشمس كما في حديث رسول الله ﷺ:

"إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ"

 

قلتلكم قبل كده إن ربنا بيحكي لنا القصص عشان نعتبر

 وناخد الخلاصة ومنقعش في نفس أخطاء الأمم السابقة،

طيب إيه العبرة من قصة يوشع إللي ربنا يريد إننا نتعلمها

حصل مع يوشع عليه السلام إنه تعارضت طاعتين مفروض يؤديهم لله، أمرين من أوامر ربنا...

فكان رد فعله إيه؟

هل ضحى بأمر من أوامر ربنا على حساب التاني وقال أصل انا مضطر؟ وهو فعلا مضطر بالمناسبة

ولّا نفذ الأمرين مع بعض وهو مستعين بالله

 

انتصر يوشع عليه السلام على الجبابرة، وجمعوا الغنائم إللي هي كل حاجة الجيش بيكسبها و يغتنمها من جيش العدو المهزوم بعد انتهاء المعركة، سواء بقى دهب أو فضة أو أغنام أو أسلحة أو خيول..كل حاجة،

وزمان في الشرائع قبل الإسلام الغنائم دي كانت تتجمع وتنزل نار من السماء تاخذها، زي قُربان قابيل وهابيل كده لو تفتكروا

لكن في شريعة الإسلام ربنا أحل الغنائم للمسلمين، يعني تتوزع على المسلمين بتقسيمة معينة بينهم مش موضوعنا النهاردة

فاللي يهمنا إن يوشع جمع الغنائم عشان نار تيجي تاخدها،

فاستنوا النار تنزل كالعادة، منزلتش!

فيوشع عليه السلام قال:

في حد منكم غَلّ من الغنائم، يعني أخد من الغنائم دي حاجة لنفسه من غير ما حد يعرف...

فمحدش رد، فقال لهم يوشع عليه السلام:

كل سِبْط يبايعني منه النقيب بتاعه

يعني الأسباط إللي هم ذرية أبناء يعقوب عليه السلام ال12

كل سِبط أو قبيلة منهم لها نقيب ينوب عنها، زي قائد المجموعة كده،

 

فبدأ الـ١٢ نقيب يبايعوا يوشع بإيدهم واحد واحد، يعني كل واحد بيحط إيده في إيد يوشع كأنه بيسلم عليه،

فا وهو بيبايع نقيب منهم ،إيده لزقت في إيد يوشع!

فقال يوشع : الغلول في السبط ده!

يعني في القبيلة إللي ورا النقيب ده، فبدأ يبايع قبيلة النقيب ده عيلة عيلة لحد ما إيده لزقت في رجلين ثلاثة،

فقال لهم أنتم غللتم من الغنائم، يعني سرقتم من الغنائم،

فجابوا له قطعة كده زي رأس بقرة من الذهب، كانوا فعلا واخدينها ليهم من الغنائم،

فيوشع وضع الغنائم كلها مع بعض، فنزلت النار من السماء أكلت الغنائم،

ودي آية مذهلة من ضمن الآيات إللي ليها دلالة واضحة في كل عصر وقعت فيه، وبالأخص أمام بني إسرائيل، على وجود الله ربنا عز وجل واستحقاقه وحده بالعبادة

 

بعد كده ربنا أمر بني إسرائيل إنهم ييجوا يدخلوا المدينة عشان يعيشوا فيها،

لكن قال لهم وانتم داخلين ادخلوا وانتم راكعين خاضعين لله شاكرين على الفتح العظيم ده واستغفروا لذنوبكم وقولوا حِطّة،

يعني يارب حُط عنا خطايانا إللي فاتت من إعراضنا ورفضنا إننا ندخلها قبل كده من أربعين سنة 

"وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ"

بنو إسرائيل عملوا إيه بقى

خالفوا الأمر طبعا كالعادة

رغم كوووول الآيات الدالة بوضوح شديد على وجود الله واستحقاقه للطاعة!

دخلوا زاحفين على مقاعدهم، إللي هي مؤخرتهم بكل أسف وسوء أدب، وقالوا حَبَّة في شَعرة، أو حِنطة في شَعرة

أهه أي استهزاء بأوامر الله وضحك وتريقة وخلاص...متخيلين

 

يقول النبي ﷺ :

"قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سُجَّداً وقولوا حِطة، فدخلوا يزحفون على أَسْتَاهِهِمْ، فبدَّلوا وقالوا حبّة في شعرة."

 

فربنا أرسل عليهم الطاعون والعياذ بالله، قتل منهم ٧٠ ألف بس وهمّ واقفين كده

"فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "

وفي رواية تانية العدد ٢٠ ألف.. المهم إن ربنا عاقبهم على استهزاؤهم ده وتبديلهم لأوامر الله..

 "قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ"

 

عاش بقية بني إسرائيل مع يوشع بن نون في بيت المقدس يحكم بينهم بالتوراة لحد ما مات وهو عمره 127 سنة.

هل استمر بنو إسرائيل في بيت المقدس ولا حصلت أحداث تانية؟ 

reaction:

تعليقات