القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة سيدنا نوح بشكل جذاب

 

 

أفضل سرد لقصة سيدنا نوح بشكل جذاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، زوار الموقع الكرام اليوم موعدكم مع قصة سيدنا نوح عليه السلام بشرح مبسط وشيق من إعداد الأستاذة جميلة الصعيدي جزاها الله خيرا .

 

 

سيدنا نوح,قصة نوح,قصص الأطفال,قصص الأنبياء,سيدنا نوح,قوم نوح,عاقبة قوم نوح,سورة نوح,سفينة نوح,غرق سفينة نوح,الطوفان,

 

 

 

1/ نوح عليه السلام والدعوة إلى الله

 

وقفنا المرة إللي فاتت عند موت إدريس عليه السلام وإنه كان بيدعو الناس لعبادة ربنا ويذكرهم دايما بالله وإنه أول من جاهد في سبيل الله،

بعد موت إدريس عليه السلام كل البشر كانوا على التوحيد، يعني كانوا عارفين إن ربنا هو الإله الخالق الرازق ملوش أي شريك وإن مفيش إله يعبدوه غيره وإن في جنة وفي نار

 

كان عندهم معاصي منتشرة بينهم وظهر الفساد وابتعدوا عن الشرع ...لكن مكنش في شرك بالله في الأرض نهائي،

 

في وسط المعاصي والفساد ده كان في بعض الصالحين،

وكان الناس بيحبوهم بس مش بيقلدوهم،

يعني زي بعض الناس إللي في زمانا دلوقتي يقولولك إحنا بنحب الدين والمشايخ والعلماء بس من بعيد من غير يعملوا زي ما بيقولوا لهم، من غير ما يطبقوا كلامهم يعني

 

المهم الصالحين دول كانوا بيأمروا الناس بالمعروف وينهوهم عن المنكر وكان ليهم أماكن معينة بيدعوا الناس فيها ،

زي تقريبا كده مجالس العلم عندنا،

 

فلما مات الصالحون الشيطان وسوس للناس إنهم يعملوا في الأماكن دي زي نُصُب تذكاري =خلينا نقول تماثيل =

ويسموا التماثيل بأسماء الصالحين دول،

قال يعني عشان كل ما يعدّوا من أمام التماثيل دي يفتكروا

الصالحين وأيامهم فيتشجعوا للعبادة كأنهم موجودين معاهم،

 

وفعلا صنعوا التماثيل دي....ومفيش واحد من الجيل ده عَبد التماثيل دي خالص... كلهم كانوا عارفين قصة هؤلاء الصالحين،

لما مات الجيل إللي كان عايش مع الصالحين وعارفين قصتهم؛ الشيطان وسوس للجيل إللي بعدهم إن آباؤهم كانوا بيعبدوا التماثيل دي وكان المطر بينزل بسبب عبادتهم للتماثيل، فعبدوا التماثيل دي فعلا

وهنا نلاحظ إن الشيطان نفسه طويييييل أوي

هو مكنش مستعجل أهم حاجة يحقق هدفه،

زرع بذرة في جيل وحصد الثمرة في الجيل إللي بعده،

عشان كده ربنا قالنا :

"لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"

 

لو اتبعنا خطوات الشيطان إللي هي ساعات ممكن تكون حاجات مُباحة أصلا هيوصل بينا الحال إننا نقع في الغلط

 

افتكروا كده موقف كنا مفكرين إن بدايته عادية وفي الآخر وقعنا في الغلط واحنا عمرنا ما تخيلنا أبدا إن الحال يوصل بينا لكده...فخدوا بالكم من خطوات الشيطان اقطعوا الطريق عليه من الأول

 

المهم نرجع لقصتنا

الناس عبدوا الأصنام وكان أول مرة تُعبد الأصنام على وجه الأرض، فربنا بعث أول نبي مُرسل وهو نوح عليه السلام،

وكان بين بعثته وبين موت آدم عشرة قرون يعني ألف سنة،

قال رجل : يا رسول الله: أَنبيٌّ كان آدم؟

قال: نعم مُكَلّم.

قال: فكم كان بينه وبين نوح؟

قال: عشرة قرون.

 

وربنا بعث نوح لقومه يعني هو رسول لقومه هو بس،

وكانت رسالته واضحة:

يا جماعة اعبدوا ربنا إللي خلقنا كلنا ومفيش إله غيره..اعملوا إللي يرضيه وابعدوا عن إللي يغضبه

" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"

ولو تركتم عبادة التماثيل دي واستغفرتم... ربنا هيغفرلكم إللي فات،

"أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ"

 

ويرضى عنكم ويبارك لكم في ذريتكم ويرزقكم الأموال وينزل عليكم الأمطار وهتعيشوا في سعادة وفي الآخر هتدخلوا الجنة:

"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"

 

الكلام واضح ومنطقي أهو مفيش فيه أي مشكلة

 

كان إيه بقى رد فعل قومه، وخصوصا الناس الأكابر أصحاب الأموال والنفوذ في البلد

 

قالوا إيه الضلال إللي إنت فيه ده

بقى كلنا غلط وانت إللي صح

"قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"

 

رد عليهم نوح عليه السلام وقالهم ده مش ضلال لكن هو ده الحق، وأنا رسول من عند ربنا،

"قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ"

 

مهمتي إني أبلغكم رسالته وبنصحكم بالحق وأنا أعرف عن ربنا إللي انتم متعرفهوش

"أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

 

فردوا عليه النصيحة وقالوا : انت بشر زيّنا من بني آدم فإزاي ربنا يُرسل رسول من البشر

"مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا"

ثم محدش اتبعك غير الضعفاء وسَفَلة القوم ومحدش من أكابر قومنا سِمع كلامك

"وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ "

 

واحنا مش شايفين أي تغيير يعني بعد ما خالفتم عبادة الأصنام وعبدتم ربنا إللي بتقولوا عليه

مش هنستفيد حاجة لو اتبعناكم... انتم زي مانتم...لا عندكم مال زيادة ولا حصل لكم شيء خارق،

مفيش جديد....واضح إنكم كذابين

"وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِين"

 

نوح عليه السلام قال لهم:

انتم ليه مستغربين إن ربنا يبعت لكم واحد زيكم من البشر ينصحكم ويقولكم الصح،

متركزوا في النصيحة ...مش مهم مين إللي بينصحكم وبينصحكم إزاي،

خدوا الكلام وفكروا فيه، مش يمكن كلامي صح وانتم إللي غلط

هل كُون إن أنا بشر ده يبقى مبرر ليكم إنكم تردوا نصيحتي بإنكم تتقوا الله عشان يرحمكم ويدخلكم الجنة

"أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "

 

ثم هو أنا بقولكم أنا عندي خزائن السماوات والأرض من الكنوز ولو سمعتم كلامي الكنوز دي هتكون بتاعتكم

ولا بقولكم أنا ملك من الملائكة ولا بقولكم إني أعرف الغيب

"وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ"

 

قوم نوح يراجعوا نفسهم بقى ويفكروا في الكلام يمكن يكون صح؟.....أبدا

طلعوا بحجة جديدة

قالوا لبعض : ده بشر زينا بس عايز يكون أفضل مننا وأعظم فقال إنه نبي

"فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ"

ولو ربنا أراد فعلا إنه يرسل رسول لأرسل مَلك من الملائكة مش بشر

واشمعنى نوح يعني إللي تجيله النبوة وإحنا لأ، إحنا مسمعناش الكلام ده قبل كده

"وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ "

 

فقال لهم نوح عليه السلام :

لو كان معايا دليل وعِلم من ربنا إني أتبعه وأكون عبد لله بس  ولا أعبد الأصنام،

وربنا وفقني وهداني لطاعته وانتم مش شايفين الحق ده ولا عايزين تقتنعوا وتؤمنوا بالله؛

فأنا مقدرش أَلزِمكم إنكم تتبعوني وتسمعوا كلامي وتشوفوا الحجج وتعترفوا بيها بالعافية وانتم معرضين عن الحق جملة واحدة

 

"قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ"

 

وأنا مش عايز منكم مقابل ولا عايز ملك ولا مال ولا أي حاجة كل إللي أنا بطلبه إنكم تُسلموا لله وتطيعوا أوامره،

 ربنا هو إللي هيأْجرني

"وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ"

 

هل اقتنع قوم نوح عليه السلام...لأ

طلعوا بحجة جديدة

 

قالوا له إنت إزاي عايزنا نتبعك ونسمع كلامك وانت إللي اتبعوك هم الفقراء والضعفاء وأصحاب المهن الوضيعة

اطردهم واحنا نقعد معاك ونتفاوض

"قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ "

 

إمممم بيفكروني بمين دول ياربي

آااااه بيفكروني باللي قال لم لأكن لأسجد لصلصالٍ من حمإ مسنون

إبليس.. لعنه الله

التكبر عن الحق والتكبر على الخلق سبب لغضب ربنا وسخطه وعدم دخول الجنة،

قال رسول الله ﷺ  :

"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر"

متخيلين...مثقال ذرة

إوعوا حد يتكبر على الحق ولا على النصيحة،

خدوها إنها رسالة من ربنا ....مش مهم مين إللي بيقولها ...ولا بيقولهالك إزاي ولا بيقولهالك إمتى.

كونوا من :

" الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ "

لو عملنا كده هنكون من دول

" أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ"

 

فنوح عليه السلام قال لهم:

طيب هو أنا مالي كانوا بيعملوا إيه

"قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"

ناس آمنت واتبعت الحق يبقى أقبل منهم وقلوبهم دي بتاعة ربنا هو المُطلع عليها وهو إللي يحاسبهم أنا بشر ليا الظاهر الإيماني فقط..

والعبرة مش بالمكانة والشرف والزعامة والغِنَى، العبرة بالتقوى والاتباع لرسالة الله

"إنْ حسَابُهم إلا على ربّي لو تَشْعرون"

 

وأنا مش هطردهم، لو أنا طردتهم مين ينجيني من غضب ربنا عليّ لأني أسات لعباده الصالحين

"ومَا أنا بِطاردِ المؤمنينَ"

" وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"

 

ياترى قوم نوح اقتنعوا واستجابوا لعبادة ربنا ولّا استمروا في العناد والكبر؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2/ الطوفان

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن رفض قوم نوح لدعوة التوحيد وشوفنا الحجج إللي قالوها لنوح عليه السلام،

وشوفنا كمان رد نوح عليه السلام عليهم، لكن قوم نوح مسكتوش برده ومقتنعوش

قالوا انت بتفتري الكلام ده وبتألّف

قالهم لو أنا بألّف وبفتري الكذب؛ أنا إللي هشيل الذنب ملكوش دعوة

وانتم كمان هتشيلوا ذنب إنكم مسمعتوش الكلام، ركزوا في المهم...في القضية نفسها، احكموا على محتواها.. هل هو حق ولّا باطل

"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ"

 

¤وفي هنا ملحوظة وهي إن ربنا لما بيبعث نبي أو رسول بيكون من القبيلة نفسها يعني همّ يعرفوه كويس ومعاشرينه وعارفين نسبه وأخلاقه وكل حاجة عنه، مش واحد غريب جاي من برة،

والأنبياء أخلاقهم كريمة ومحدش منهم بيكذب أبدا وبيكونوا أشراف ونسبهم عالي في قومهم،

عشان ميكنش لهم أي حجة في إنهم يردوا الحق،

 

لما قوم نوح لقوا إن مفيش فايدة من نوح وإنه مصمم على الضلال بتاعه ده،

 قالوا يانوح انت بتجادل كتير ومش عايز تقتنع =واخدين بالكم مش انت بتخوفنا بالعذاب، خلاص هات العذاب إللي انت بتقول عليه ده

قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"

 

نوح قالهم أنا مش بإيدي حاجة

لو ربنا أراد؛ هينزّل عليكم العذاب، ودي حاجة سهلة يعني إنتم مطلبتوش المستحيل

"قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ".

 

ولو ربنا لم يُرد لكم الهداية مش هتنفعكم نصيحتي مهما قلت، فهو أعلم إذا كنتم تستاهلوا الهداية فعلا ولاّ تَستحبّون العَمَى على الهدى

"وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"

 

أنا عايزاكم تتخيلوا إن نوح عليه السلام كان بيدعو قومه في كل الأوقات، يعني الحوار إللي قلناه ده

مكنش مرة واحدة ولا في قاعدة واحدة كده وخلصت القصة

لاااااااااا......ده قعد يدعو قومه سنييييين

وكان بينوّع في الأسلوب، يعني شوية باللين وشوية بالشدة ،

شوية يُوْعدهم ويُبشرهم برحمة ربنا...وشوية يُخوفهم من عذابه،

مش بس كده ده كان حتى بينوّع في الوقت ،

يعني كان بيدعوهم بالنهار في مجالسهم،

وكان بيروح لهم بالليل لما يكونوا لوحدهم يدعوهم،

لأن في ناس ممكن تكون اقتنعت بس خايفة تُعلن الإيمان عشان محدش من أكابر القوم المجرمين يؤذيهم وهمّ مش هيستحملوا الأذى،

فهو جرب كوووول أساليب الدعوة

"قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا "

"ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا "

"ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا"

 

طيب كان رد فعل قومه إيه بقى

كل ماكان نوح عليه السلام عليه السلام يدعوهم ينفروا من كلامه و يهربوا منه بكل الطرق، لدرجة إنهم بدأوا يحطوا صوابعهم في ودانهم عشان ميسمعوش

 

هل نوح قال خلاص أنا عملت اللي عليا أديني بقولهم وهم مش سامحين لودانهم تسمع حتى؟

فأنا مش هتكلم تاني بقى خلاص

 

بالعكس

بقى يشاورلهم بإيده،

بيدعوهم بإيده... يشاور عالسماء وينصحهم ويوصل لهم كلامه بالإشارة بدل العبارة

 

سبحان الله على قوة عزمه وإصراره على تبليغ رسالة ربنا

 

فقوم نوح راحوا واخدين هدومهم وحاطينها على وشهم عشان لا يسمعوه ولا حتى يشوفوه

 

كان ممكن يغمضوا عينهم، لكنهم حطوا الهدوم على وشهم، يعني مش عايزين نشوفك نهائي

"وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا"

 

شوفوا شدة الإعراض عن الحق....طيب ليه ده كله يا جماعة

طيب متجربوا واسمعوا الكلام مش هتخسروا حاجة

الكِبر للأسف يعمل أكتر من كده

الكِبر من أخطر أمراض القلوب إللي تودّي في داهية فعلا ،

وهنشوف في الآخر وصية نوح لابنه بيقوله إيه عن الكبر بس لما نوصل ليها إن شاء الله.

 

نوح عليه السلام قعد يدعو قومه ويصبر على تريقتهم وأذاهم ، وكان عندهم حاكم... مَلِك يعني،

كل ما كان نوح عليه السلام يدعو الناس ...الملك ده كان بيدعو الناس إنهم ميسبوش آلهتهم ويتمسكوا بعبادة الأصنام،

إللي كانوا مسميينها وَد وسُواع ويَغوث ويَعوق ونَسر،

"قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا "

 

وأسماء الأصنام دي هي أسماء الناس الصالحين إللي كانوا عايشين قبل كده واتكلمنا عنهم،

فلما ماتوا عملوا لهم تماثيل وسموهم بأسمائهم:

وَد وسُواع ويَغوث ويَعوق ونَسر

 

تتوقعوا بقى نوح عليه السلام قعد يدعو قومه ويصبر على تريقتهم وأذاهم له كم أد إيه؟

شهر...شهرين...سنة...عشر سنين؟

 

نوح عليه السلام يا جماعة قعد يدعو قومه تسعمائة وخمسين  ٩٥٠ سنة

"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا "

 

كم مرة أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ولقيت الناس بتصدك وتقولك بطلوا تشدد ....عقدتونا...حرمتم كل حاجة... سيبونا نعيش حياتنا  كم...كم...

طيب ياترى كان رد فعلك إيه ؟...هل صبرت واستمريت في الدعوة للصح بالقدوة أولا ثم بالكلام المباشر ثانيا؟

ولّا يئست وقلت خلاص اعتزل ما يؤذيك... أنا هحرق في دمي ليه ! أنا خلاص عملت إللي عليّ وهمّ إللي مش عايزين يسمعوا الكلام

ومش كده وبس ده في ناس بتتأثر وبتخاف من أذى الناس فتسيب الصح عشان خايفة من الأذى، أو ممكن أصلا متعملش الصح من الأساس عشان محدش يقولها كلمة تضايقها

 

طيب مين الخسران هنا ؟

أكيد أنا ...لأن أنا ضيعت على نفسي فرصة اتباع الحق وفرصة أجر الدعوة

دين ربنا هيستمر وباقي ليوم الدين، كده كده سواء بيّ أو من غيري،

لكن إللي ممكن يتغيروا ويتبدلوا هم الناس إللي بتوصل الدين،

وقت ماهتقول خلاص أنا مش هتكلم تاني....أنا مش هدعو حد تاني...

اعرف كده إن ربنا هيستبدلك بغيرك ومش هيكون زيك، ده هيفني عمره في الدعوة إلى الله

"وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم"

 

نوح عليه السلام كان فاهم المعنى ده كويس عشان كده  استمر ٩٥٠ سنة يدعو قومه عمل كل إللي يقدر عليه ،

كان همه إنه يبلغ دين ربنا وبس

 

طيب عارفين بعد كل المجهود إللي عمله ده كله والدعوة خلال السنين دي كلها ،آمن معاه كم واحد؟!!

يعني على الأقل خااالص لو كل سنة آمن واحد بس هيكون معانا ٩٥٠ إنسان مؤمن، لكن لأ،

أكثر الأقوال في إللي آمنوا مع نوح قالوا إنهم ٨٠ رجل وامرأة

يعني كإن كل ١٢ سنة تقريبا كان بيؤمن معاه واحد فقط

وده نبي مرسل ومن أُولي العزم من الرسل ومُؤيد من الله واستعمل كل أساليب الدعوة ومع ذلك آمن معاه العدد البسيط ده خلال السنين الطويلة دي،

فما بالكم بينا احنا

فمتزعلش لما متلاقيش نتيجة ...متزعليش لما حد يؤذيكي في الله...اصبروا وافتكروا نوح عليه السلام قلبك هيهدى ،مش قلتلكم ربنا مش بيحكي لنا القصص كده وخلاص

 

المهم، قوم نوح أصروا على الكفر، وربنا أوحى لنوح عليه السلام إن خلاص محدش هيؤمن من قومك إلا إللي آمنوا خلاص،

فنوح عليه السلام في اللحظة دي دعا على قومه إن ربنا يهلكهم ،

عشان أفسدوا في الأرض وكل ذريتهم بعد كده هتكون مفسدة في الأرض،

فربنا أمر نوح إنه يصنع سفينة وإنه يجمع فيها من كل مخلوق زوجين ذكر وأنثى، وعلمه سبحانه إزاي يصنعها ،

ويُقال إن نوح عليه السلام كان يعمل نجار،

نوح عليه السلام ترك الدعوة وتفرّغ لصناعة السفينة لأن خلاص ربنا بعلمه قاله إن مفيش حد هيؤمن،

قوم نوح بقى رايحين جايين يتريقوا على نوح عليه السلام،

يانوح انت بقيت نجار بعد ما كنت نبي

وطبعا لأنه كان بيبني سفينة على جبل ومفيش مية فكانوا بيقولوا إنه مجنون حد يبني سفينة على جبل

"وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ"

 

فنوح عليه السلام قالهم زي ما بتسخروا منا احنا كمان بنسخر منكم لجهلكم باللي هيحصل لكم بعد شوية،

"قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ"

هتشوفوا مين إللي ربنا هيبعت عليه عذاب وأدينا مستنيين

"فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ"

 

ربنا كان مُعطي لنوح عليه السلام علامة بالوقت إللي هيركب فيه السفينة،

والعلامة دي كانت أول ما يفور التنور يبدأ نوح عليه السلام  يطلع السفينة هو والمؤمنين وأزواج الحيوانات إللي معاه ،

"حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ "

والتنور فيه تفسيرات كتيرة منها إنه هو الفرن إللي بيخبزوا فيه،

فأول ما يفور منه ماء يركب السفينة هو وإللي آمنوا معه،

"قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ"

فلما نوح عليه السلام شاف العلامة كلهم ركبوا السفينة ،

"وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"

 وبدأ المطر الشديد  ينزل من السماء

والأرض تطلع مية بكميات كبيرة، وطبعا الناس بدأت تصرخ مش عارفين إيه إللي بيحصل،

المية مغرقة كل حاجة  الزرع والبيوت وبدأت المية تعلى وتعلى والناس تغرق

ونوح عليه السلام في السفينة مع المؤمنين،

"وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ"

وفي وسط الأهوال دي كلها نوح عليه السلام شاف مين

شاف ابنه وهو بيتسلق جبل وكانت المية لسه موصلتش للإرتفاع ده،

فنادى عليه نوح عليه السلام يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين

"وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ "

فابنه قال له:

لأ، أنا هطلع على الجبل وهو هينقذني من المية

"قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ"

لحد اللحظة دي مش قادر يستوعب إن نوح عليه السلام كان على حق لإن الكِبر عامي قلبه

 

نوح عليه السلام نادى عليه قاله مفيش حد هينجو النهاردة من العذاب إلا إللي ربنا يرحمه، فجه موج عالي وفصل بين الأب وابنه وغرق الابن مع الكافرين،

" قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ "

فضلت السماء تمطر والأرض تطلع مية لحد ما غطت المية كل رؤوس الجبال ،

الأرض كلها غرقت، وكأن الله يريد إنه يغسل الأرض من الفساد ويعيد للأرض نبتة التوحيد مُزهرة مرة تانية،

فمات كل من كان حيا على الأرض إلا من كان على السفينة

على الراجح من أقوال العلماء.

 

إيه إللي حصل بعد الطوفان ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3/ الأرض بعد الطوفان

 

قلنا المرة اللي فاتت إن نوح عليه السلام ركب السفينة هو والذين آمنوا معاه ومعهم من كل نوع من الحيوانات ذكر وأنثى

وربنا أغرق الأرض بالماء وأهْلَك قوم نوح عليه السلام،

ربنا وَعد نوح عليه السلام إنه ينجّيه هو وأهله،

والمقصود بالأهل هنا هو كل من آمن بالله سواء كانوا أقاربه ولّا لأ،

زوجته كانت كافرة وكانت بتقول عنه مجنون،

وطبعا باعتبار الزوجة هي أكتر واحدة معاشرة زوجها وعارفة خباياه وطباعه وأخلاقه، فلما الناس سمعتها بتقول كده عنه  وهي زوجته أصلا = فلاشك إن ده أثّر على دعوة نوح عليه السلام بالسلب،

وعشان كده ربنا وصفها بالخيانة في القرآن لأن الأصل إن الزوجة تعين زوجها في الشدائد وتعينه على الحق ومتطعنش في سمعته بالسوء بالزور والبهتان،

عشان كده ربنا ضرب مثل لنا في القرآن عشان يعلمنا إن العبرة بالإيمان بالله مش بالنسب،

ربنا بيقول:

"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ"

 

طبعا مش المقصود هنا بالخيانة هي الخيانة الزوجية إطلاقا إللي هي الزنا؛ لأن ربنا حافظ لأعراض الأنبياء من ده

وماتت زوجة نوح على الكفر وأغرِقَت مع المُغرَقِين.

 

نوح عليه السلام كان له أربعة أبناء،

ثلاثة آمنوا، و الرابع إللي هو مذكور في القرآن لم يؤمن به لحد آخر لحظة وهو بيطلع الجبل لحد ما الموج فصل بينهم هما الاتنين وغرق زي ما شوفنا،

ولمّا الموج فصل بين الأب وابنه ،نوح عليه السلام بمشاعر الأب الرحيم الرفيق بدأ يسأل ربنا عنه:

يارب مش انت قلتلي إنك هتنجيلي أهلي ...طيب ما ابني من أهلي وانت وعدك الحق لا تخلف وعدا وعدته

"وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ"

 

هنا ربنا قال لنوح عليه السلام وقالنا كلنا القاعدة دي:

إنه ليس من أهلك

يعني أي حد مش على دينك مينفعش يكون بينك وبينه أي صلة وُد وحب حتى لو كان ابنك من لحمك ودمك،

يعني العبرة بقرابة الدين مش قرابة النسب.

"قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ"

 

ربنا قال لنوح إنه يتبرأ من ابنه لأنه مش على دينه،

فبالتالي هو مش من أهلك.. وأنا وعدتك إني هنجيلك أهلك المؤمنين لكن الكفار لأ، فلا تدعوني بشيء محرم وهو إني أُنْجي كافر،

وأنا أنزهك إنك تكون من الجاهلين إللي مش عارفين الكلام ده،

"فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"

ورسول الله ﷺ  بيقولنا:

"لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ"

يعني مينفعش ندعي بحاجة محرمة،

ثم فين العدل وربنا هو العدل ؟؟

معقولة هيبقى كافر و ربنا هينجيه لقرابته بنوح و هيسيب باقي الكفار يغرقوا؟!

 

فهنا نوح عليه السلام بعد ما اتضحت له الصورة بالكامل

استعاذ بالله إنه يقع في خطأ يشترك فيه مع الناس الجهلة وخصوصا إنه نبي عنده من العلم إللي مش عند غيره، ودعا ربنا إنه يغفرله.

"قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ"

 

 

نرجع للسفينة إللي كانت بتتحرك وسط أمواج عالية جدا حتى إن ربنا شبه الأمواج دي بالجبال من كتر ما هي عالية وعظيمة،

وإللي شاف منكم فيديوهات عن سفن بتمشي في البحر وسط موج عالي هيحس وهيفهم المعنى ده أوي،

المنظر مرعب جدا ويخلع القلوب،

 

بعد ما ربنا أهلك قوم نوح عليه السلام ..أمر السماء إنها توقف المطر وأمر الأرض إنها تبلع الماء، ورسيت السفينة على جبل الجودي، وربنا تركها لينا آية من يومها،

"وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ"

 

وفي هنا إعجاز علمي قاله دكتور زغلول النجار، قال إن في مستكشفين كفار ادّعوا إن الطوفان إللي حصل كان بسبب زلزال حصل في قاع البحر فأدى إلى فيضان من ماء البحر ..تسونامي يعني...فأغرق الأرض،

وده عكس إلي جه في القرآن ،

 

لأن ماء المطر عذب وعيون الماء إللي تفجرت من الأرض عذبة، فلما اكتشفوا سفينة نوح في أعلى قمة جبل الجودي متغطية بكيمة كبيرة من رسوبيات الماء العذب اثبت صحة كلام القرآن وكذّب كلام المستكشفين

 

بعد ما الأرض نشفت وبقت ينفع يستقروا فيها ربنا أمر نوح عليه السلام إنه ينزل من السفينة عشان يبدأ حياة جديدة في الأرض،

وكثير من العلماء إن مكنش كلهم بيسموا نوح عليه السلام آدم الثاني،

لأن كل البشرية بعد الطوفان هي من ذرية نوح عليه السلام،

"وجلْعنا ذُريّته هُم البَاقِين"

فربنا لم يجعل ذرية ونسل للمؤمنين إللي كانوا مع نوح عليه السلام،

وفي أقوال لبعض المفسرين إن المؤمنين إللي كانوا مع نوح ، من خضتهم الشديدة في مشهد الطوفان = أصابهم انقطاع للنسل بعدها والله أعلم..

وأيا كان السبب إللي أدى لانقطاع النسل إلا من ذرية نوح ساعتها ، فالخلاصة إن البشرية كلها من نسل أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث،

قال رسول الله ﷺ :

"سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم"

 

نزل نوح عليه السلام والمؤمنون من السفينة ونزلت الحيوانات إللي كانت معاه،

 

عندنا هنا بقى سؤال مهم:

 نوح عليه السلام ربنا أمره ياخد معاه علي السفينه كل المؤمنين، وزوج من كل الكائنات على الأرض... ذكر وأنثي..

"قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ"

طب بقية الحيوانات إللي نوح عليه السلام ما أخدهاش السفينة وغرقت في الطوفان ده، إيه ذنبهم🤔

 

الإجابة:

طيب وهو إيه ذنب الحيوانات إللي بتموت أو بتتأذى عموما في الفياضانات أو أي كارثة طبيعية

هي هي نفس المسألة ونفس الجواب

 

 ربنا له حكمة في أفعاله

في أمور بنعرف حكمتها زي مثلا قصص سورة الكهف، وفي أمور مبنعرفش حكمتها لسه..

 

والموقف إللي ربنا مقلناش الحكمة منه =  نُسلّم ونفوّض فيه لأمر الله بيقين إنها حكمة بالغة الغاية في الكمال ولا علاقة لها بالظلم نهائيا

 

 إيه بقى تعريف الظلم في الأساس؟

كذا تعريف:

 

المعنى الأول:

الظلم هو التعدي على حقوق الغير.

--- طيب المخلوقات دي مِلك لربنا، يبقى ربنا له الحق في إنه يفعل بها ما يشاء.. وبالتالي ده مش ظلم

 

أو معنى تانى للظلم وهو وضع الشيء في غير موضعه، زي تعذيب المُطيع ومَن لا ذنب له.

 

---و ده ربنا نَزّه نفسه عنه في أكثر من موضع في القرآن  والسنة..

قال تعالى:

"وما ربك بظلام للعبيد"

"ولا يظلم ربُك أحدا"

"إن الله لا يظلم مثقال ذرة"

"ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون"

وقال رسول الله ﷺ قال الله:

"إني حرمت الظلم على نفسي فلا تَظالموا"

 

وبالتالي معنى الظلم في حق ربنا مبقاش موجود من الأساس.. لإن الظلم حاجة قبيحة وربنا غني عنه فربنا حرمه على نفسه.

 

عاش نوح عليه السلام على الأرض مع أبناؤه ومع المؤمنين في رخاء ونعيم، فكلهم طائعين عابدين لله مفيش أي كافر بينهم،

إحساس جميل فعلا،

"بلدةٌ طيبةٌ وربٌّ غفُور"

 

بعد العمر الطويل ده كله جاءت النهاية ...الموت ..

يُقال إن نوح عليه السلام هو أطول الأنبياء عمرا،

لكن كل حي له نهاية وسيموت مهما طال عمره، إلا الله الحي الذي لا يموت، مهما عاش الإنسان لااازم هيجيله الموت،

حتى الملائكة هتموت في يوم من الأيام،

"كلُّ مَن عليها فان"

 

لما جت ساعة وفاة نوح عليه السلام، وصى ابنه وصية قال :

أنا بأمرك بحاجتين وبنهاك عن حاجتين

أولا بأمرك بلا إله إلا الله ...فلو السماوات السبع والأراضين السبع اتحطوا في كفة ولا إله إلا الله في كفة هترجح كفة لا إله إلا الله

قولوا لا إله إلا الله

دايما قولوها وكرروها فهي أفضل الذكر ومن عاش على شيء مات عليه

 

ثانيا بأمرك بسبحان الله وبحمده، لأن فيها صلاة كل شيء وبها يُرزق الخلق

"وإن من شيءٍ إلا يُسبّح بحمده"

عايزين الرزق قولوا سبحان الله وبحمده

 

بنهاك أولا عن الشرك وثانيا عن الكبر

=واخدين بالكم من الوصية بيقوله الكِبر=

الشرك معروف وهو إننا نشرك مع ربنا احد في العبادة،

 

طيب الكِبر بقى إيه المقصود بيه

هل الكِبر إن الإنسان بيلبس لبس نضيف أو بيركب عربية مثلا أو يكون له مكانة عالية؟

لأ مش هو ده الكبر المقصود، المقصود هنا بالكبر كما قال رسول الله ﷺ:

"سَفَهُ الحقِّ - أو بَطَرُ الحق- وغَمْطُ الناس"

بطر الحق يعني رد الحق ...لما الإنسان مثلا يجيله الحق بالدليل من القرآن والسنة ويقول لالا مش مقتنع ...لالا الكلام ده مش صح

ويقعد يتفلسف ويجادل بدون أي دليل يبقى هنا عنده كبر

طبعا إللي بيسأل للعلم ده حاجة تانية

لكن لو جالك الحق إوعى ترده، قول سمعنا وأطعنا حتى لو عقلك مش مستوعب ممكن تستفهم بعدين وتسعى في طلب الفهم والحكمة،

أو لو مش قادر تنفذه ادعي ربنا إنه يعينك لكن أبدا أبدا إياك أن ترد الحق الثابت بالحجة الواضحة

 

غمط الناس معناه احتقارهم، يعني الواحد يحتقر إللي أقل منه في العبادة...

يحتقر إللي أقل منه في التعليم ...

يحتقر إللي أقل منه في النسب...كل ده يدخل في الكبر،

فلما تشوف حد أكبر منك قول :سبقني بالعبادة،

ولما تشوف حد أصغر منك هتقول : سبقته في المعصية،

كل ما نفسك تحدثك بإنك أحسن من حد فكرها بالكلمتين دول هتلاقي نفسك بتنكسر لله،

واعرف دايما إنك متعرفش منزلتك إيه عند ربنا،

والعبرة يوم القيامة بالقلوب فأي حد ممكن نحتقره قد يكون هو أفضل عند ربنا مننا،

وخليك فاكر:

"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"

 

هل استمرت الأرض على التوحيد بعد موت نوح عليه السلام ؟

ولّا الناس عبدوا الأصنام مرة تانية؟

حنعرف في المقالة القادمة ان شاء الله . 

reaction:

تعليقات