القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة سيدنا هود وسيدنا صالح بشكل جذاب

 

 

أفضل سرد لقصة سيدنا هود وسيدنا صالح بشكل جذاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، زوار الموقع الكرام اليوم موعدكم مع قصة سيدنا هود وسيدنا صالح بشرح مبسط وشيق من إعداد الأستاذة جميلة الصعيدي جزاها الله خيرا

 



أفضل سرد لقصة سيدنا هود وسيدنا صالح بشكل جذاب,قصص الأنبياء للأطفال,قصة قوم هود,قصة قوم عاد





 

1/ قصة هود عليه السلام

 

بعد موت نوح عليه السلام عاش أبناؤه على التوحيد وعَمَروا الأرض، وبعد سنين وسنين الناس نسيت وصية نوح عليه السلام و بدأ الشيطان يوسوس لهم تاني بنفس الطريقة ،

أحفاد نوح عليه السلام قالوا إحنا مش عايزين ننسى آبائنا فاحنا لازم نعملهم تماثيل،

 عشان نفضل فاكرينهم فيذكرونا بعبادة ربنا وقدرة ربنا والمعجزة إللي حصلت لنوح عليه السلام

 

وطبعا جيل بعد جيل نسيوا عبادة ربنا وتعظيم وراء تعظيم كانت النتيجة إن البشرية رجعت تعبد الأصنام تاني وتركوا عباة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له

وإحنا قلنا قبل كده إن الشيطان نَفسه طوييييل مبيزهقش،

عادي جدا بالنسبة له إن يحط بذرة النهاردة بخطوة.. ويلاقي ثمرتها بعد جيل أو أجيال كاملة

 

 ممكن حد يسأل ويقول وهم ذنبهم إيه.. ماهم مكنوش يعرفوا حاجة؟

الجواب:

 كان فيه تقصير من الآباء والمجتمع كله في نقل العلم الصحيح لأبناءهم وكل إللي حواليهم وإنهم يحذروهم من الشرك الظاهر والواضح جدا ده،

هقول لكم مثال

مش إحنا بنشوف في عصرنا دلوقتي ناس بتطوف بقبور أولياء الله الصالحين إللي ماتوا، ويتوسلوا ليهم ويدعوهم من دون الله

طيب بلاش دي،

هل في عاقل يروح يشتري بنطلون مقطع فِتَل كده عشان يلبسه

يعني الطبيعي إن الهدوم لما تتقطع بنخيطها ونلبسها،

لكن لما تتتقطع لدرجة إنها تبقى فِتل بنشتري غيرها عشان خلاص مبقتش تنفع تتلبس، صح؟

هل يُعقل إني أروح أشتري الهدوم دي

لأ

ولو قلت آه = يبقى انت إللي غلط ومبتفهمش في الأمور الصح طبعا 

طيب فين دور الأباء والأمهات هنا في غرس الصح ده وتصحيح الخطأ لما بيلاقوه قدامهم؟ فين تربيتهم؟

ماهو الأبناء هيجيبوا فلوس منين عشان يشتروا الهدوم دي مثلا؟

ده ساعات الأب والأم هما إللي بيساعدوا أبناءهم ويشجعوهم إنهم يلبسوا كده،

 وساعات كمان تلاقي الأب والأم لابسين اللبس ده بكل أسف، مع إن لسه حواليهم ناس بتفكرهم إن ده غلط وما يصحش ولسه بين إيدينا القرآن والسنة والهدي النبوي، يعني العلم لسه موجود

يبقى منستغربش لما الناس نسيت وصية نوح عليه السلام، لإنهم ببساطة مشيوا خطوة ورا الشيطان، والخطوة بتجر لخطوة،

وخطوة خطوة هتبص وراك مش هتلاقي طريقك كان فين بدايته عشان ترجع، فبتكمل لقدام ..

 وبسبب كده ضلوا ورجعوا تاني لعبادة الأصنام

 

طيب خلونا نفترض إن الأباء مقصروش في تربية أبناءهم

والأبناء هم إللي ضلوا وعبدوا الأصنام، لأنهم مش مستوعبين خطورة الشرك بالله وطال عليهم العهد بعد هلاك قوم نوح عليه السلام، وأكيد إللي سمع مش زي إللي شاف

 

طيب إيه الحل ؟ الحل إن ربنا يبعت لهم نذير

وهو ده إللي حصل مع عاد قوم هود

عاد قوم هود هم أول ناس عبدوا الأصنام على وجه الأرض بعد الطوفان،

كانوا بيسكنوا في مكان اسمه الأحقاف وهي جبال الرمل ،

وهي جزء من صحراء الربع الخالي، بين سلطنة عُمان واليمن،

"واذْكُر أخَا عادٍ إذ أنذَرَ قومَه بالأحْقَاف "

وكانوا عمالقة وأقوياء ...مكنش في حد في قوتهم أبدا في الوقت ده،

بنوا مدينتهم إرم وكانوا بيحبوا يعيشوا في الخيام،

فبنوا خيام بعواميد عملاقة ومرتفعة جدا ،وكان عندهم حضارة متقدمة، ربنا وصف حضارتهم بإنها لم يُخلق مثلها في البلاد،

ويُقال إن أسوار المدينة كانت من الذهب والفضة،

وكانوا بيبنوا فوق الجبال القصور للترفيه والتسلية بالبناء، بيلعبوا يعني

يعني مش عشان يسكنوا فيها ، لأ بينوها كده وخلاص،

 من كتر ماكانوا أقوياء وعندهم رخاء وأموال ،

زي إللي بيلعب بالرمل على الشاطئ كده مثلا

،وكانت القصور دي آية في الروعة والضخامة وفن المعمار..

"أتَبْنُونَ بكل رِيعٍ آيةً تَعبثُون"

 

وكان الناس بيخافوا من قوم عاد لأنهم كانوا ظلمة وجبارين،

مكنش في حد بيقف في طريقهم، فهم اجتمع عندهم الكفر والظلم، يعني ربنا قادر على إنه يهلكهم في لحظة

لكنه سبحانه قال:

"وما كنا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولا"

فعشان يقيم عليهم الحُجة أرسل إليهم هود عليه السلام عشان يحذرهم من عبادة الأصنام ويدعوهم لعبادة الله وحده

ويحذرهم من الظلم والكفر والفجور وغيره

كان هود عليه السلام واحد منهم... يعني عارفينه وعارفين أخلاقه وعارفين أصله وكل حاجة عنه،

وكان هود عليه السلام من الأنبياء العرب الأربعة ،

والأنبياء العرب الأربعة هم عالسريع كده:

 هود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليهم أجمعين.

فكان هود عليه السلام وقومه عاد يتكلمون العربية.

 

قال هود لقومه اعبدوا الله وسيبكم من عبادة الأصنام ربنا هو إللي خلقكم وأعطاكم القوة والأموال ، وأنعم عليكم بالرخاء إللي إنتم عايشين فيه ده، الأصنام حجارة لا تضر ولا تنفع

 

"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ "

 

ردوا عليه قالوا إيه

قال عِلية القوم والأكابر منهم : إنت سفيه وكذاب

"قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ"

 

تااااني

 

فرد عليهم هود عليه السلام وقال : أنا رسول من عند ربنا، أمرني إني أبلغكم الكلام ده، وأنا بنصحكم إنكم تسمعوا الكلام

"إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "

 

قالوا أنت جاي تقولنا نعبد ربنا وحده بس كده ونسيب الآلهة إللي كانوا آباءنا بيعبدوها

إنت أكيد اتجننت إنت مفكر إننا هنسيب عبادة الأصنام بمجرد ما تقولنا طبعا مش هنؤمن بكلامك

واضح إن الآلهة بتاعتنا آذتك لأنك بتتكلم عنها كده

 "مَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ "

 

فقال لهم هود : استغفروا ربنا من أفعالكم وهو هيغفر لكم وينزل عليكم الأمطار ويزيدكم قوة للقوة إللي عندكم، بلاش تُعرضوا عن عبادة ربنا ، إنتم بتجادلوني في حاجة اخترعتوها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان

"وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ "

 

فقالوا إنت بشر زيك زينا.. بتاكل من إللي بناكل منه.. وبتشرب من إللي بنشرب منه إنت بس عايز يكون لك ملك وسلطة علينا

 

فقال لهم هود : إنتم ليه مستغربين إن ربنا يبعث لكم واحد منكم عشان ينصحكم ويَدُلكم على الصح

"أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ"

وأنا مش عايز منكم حاجة ...لا عايز مال ولا عايز سلطة،

ولا أي أجر على دعوتي ليكم لطريق الخير والحق،

أنا عايزكم تؤمنوا بربنا بس لمصلحتكم إنتم

 افتكروا إن ربنا استخلفكم في الأرض بعد هلاك قوم نوح وأعطاكم قوة كبيرة، ولو آمنتم بالله هيزود لكم القوة دي وينعم عليكم بنعم أكتر

 

قالوا لبعض: بصوا لو سمعتم كلام بشر زيكم هتضلوا وتخسروا، ده بيقول إننا لو متنا واتحولنا لعظام وتراب هنصحى تاني ونتحاسب

ده بيفتري على ربنا الكذب

مش فاهم إن إحنا مش هنعيش إلا مرة واحدة بس

"وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ * أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ "

ثم مفيش حد أكثر منا قوة أصلا عشان يُعطينا قوة زيادة

وبعدين إنت عمال تقولنا اعبدوا ربنا ...اعبدوا ربنا هو إيه الدليل أصلا على كلامك

 

فهود عليه السلام تحداهم

 قال لهم : عندي ليكم آية ومعجزة وأتحداكم بيها،

كلكم اجتمعوا مع بعض بقوتكم دي كلها وأتحداكم لو قدرتم ببطشكم وقوتكم إنكم تقدروا تؤذوني

وفعلا محدش قدر يقرب منه

"فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ"

 

خلونا نقرب الصورة شوية

 لو ماشية في طريق ولقيتي عربية شرطة وفيها عساكر وظباط داخلين عليكِ بقوة وغضب هيكون احساسك إيه

تعال بقى شوف هنا ..هود عليه السلام لوحده واقف قصاد أقوى جنس بشري على الأرض ساعتها ...ناس ظلمة قَتّالين قُتلة زي ما بيقولوا مش بيهمهم حد ..لو اجتمعوا عليه فعلا هيقطعوه،

ومع ذلك مقدروش يعملوا حاجة

مين إللي منعهم؟ الله ...فاحنا من قصة هود نتعلم الثقة في الله

نتعلم إن محدش يقدر يلمسنا ولا يؤذينا إلا بأمر الله...نتعلم إن لو اجتمع أهل الأرض كلهم عشان يزعلوك أو عشان يضروك بأي شيء مهما كان بسيط مش هيقدروا...والله ما هيقدروا يعملوا كده إلا لو ربنا نفسه أذن بكده

وهيبقى لحكمة عظيمة زي ما قلنا قبل كده، حتى لو ما عرفتهاش دلوقتي، وافتكر دايما:

 "أما السفينة.. وأما  الجدار.. وأما الغلام" إللي في سورة الكهف وإللي هنعرف قصتهم بعدين إن شاء الله

 

خلي عندك ثقة في الله زي هود عليه السلام ...واوعى تيأس  لو اتأخر الفرج ...ربنا له حكمة زي ما قلنا حتى لو إنت متعرفهاش،

مش يمكن بيختبرك إذا كان عندك ثقة ويقين فيه عز وجل فعلا ولا لأ

 

نرجع لقوم هود

 قالوا لهود عليه السلام : خلااااص سواء نصحتنا ولا لأ إحنا مش هنؤمن بيك ومش هنتعذب كمان

"قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ "

 

قال لهم هود :أنا عملت إللي عليّ وبلغتكم رسالة ربنا ، وعادي جدا إن ربنا يستبدلكم ويجيب ناس غيركم يعبدوه ...إنتم لن تضروا الله شيئا فهو الغني عن العالمين، ربنا لا يحتاج لعبادتكم إنتم إللي محتاجينه

"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد "

 ربنا هيبعت عليكم العذاب قريب أوي وساعتها هتندموا لأنكم مسمعتوش الكلام

"فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ"

 

حصل إيه بعدها بقى

ربنا منع المطر عن قوم هود وبدأ القحط ...فكانوا بيدعوا الأصنام ...فشافوا غيمات سودة من بعيد –زي سحاب يعني- ففرحوا إن خلاص هينزل عليهم المطر ، ولكنه طلع سحاب مليان بالريح الشديدة المُهلكة،

"فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"

من شدتها كانت تحمل الشخص وترفعه عالي جدا وتنزله في الأرض تنفصل رأسه عن جسده

والناس تصرخ وقلوبهم هتنخلع من مكانها...و كان هود عليه السلام مع الذين آمنوا معه وسط العذاب ده كله مفيش أي حاجة بتصيبهم، ربنا نجاهم... الريح بتقتل الناس وهم لأ ...واستمرت الريح لمدة ثمانية أيام،

"وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ"

لحد ما هلكت عاد واندثرت تحت الرمال ...ومنفعهمش قوتهم ولا نفعتهم حضارتهم ...لو كانوا فكروا وآمنوا وأطاعوا أكيد نهايتهم كانت هتكون غير،

واحنا دورنا إننا نتعظ وناخد العبرة ومنعملش زيهم...

نسمع ونطيع

والسعيدُ من وُعظ بغيره

ربنا يجعلنا جميعا من السعداء

 

هل ياترى الناس اتعظت ومكررتش نفس خطأ عاد؟

ولا استكبروا وعبدوا الأصنام تاني؟

 

 

 

 

2/ قصة صالح ( عليه السلام )

 

 

شوفنا إزاي إن عاد قوم هود عليه السلام كذبوه ورفضوا عبادة ربنا فأهلكهم الله بالريح ونجّى هود والذين آمنوا معه،

عاش هود عليه السلام والذين آمنوا معه على عبادة الله،

وتناسلوا وجه جيل ورا جيل ،

والشيطان لعب لعبته تااااني

نعمل تماثيل عشان نفتكر بيها آباءنا وأجدادنا ...وفي الآخر الأحفاد يعبدوها

ما بيزهقش

إنتم ممكن تستغربوا إزاي الناس بتقع في نفس الفخ مرة ورا مرة

هو احنا شايفين كده عشان احنا برة الموضوع لكن تعال نبص لنفسنا مثلا في المواضيع إللي بالفعل كل واحد فينا متعرض لها في حياته زيهم كده

=كم مرة عرفت إن صلاة الفجر فرض وهي إحدى أثقل صلاتين على المنافقين ومع ذلك بنضيعها عمدا؟

 

=كم مرة عرفنا إن الغيبة حرام وإننا لما بنغتاب حد بنديله حسناتنا على طبق من فضة ومع ذلك برده بنغتاب؟

 

احنا ممكن منكنش مشتركين مع الأمم السابقة في عبادة الأصنام ...لكن إحنا أكيد مشتركين معاهم في عدم الالتزام الكامل في طاعة الله وبنتبع أهواءنا...

فمتستغربوش و سَلُوا اللهَ العافية

 

عبَد الناس إللي من نسل هود عليه السلام واسمهم ثمود الأصنام تاني مرة ثانية،

ثمود سكنوا منطقة اسمها الحِجْر ويُقال إنها في شمال شرق المدينة المنورة،

وقوم ثمود دول لأنهم أحفاد هود عليه السلام- إللي هو من قبيلة عاد أصلا- كانوا أقوياء زيهم،

وكانوا بينحتوا الجبال على هيئة بيوت، يعني الجبل الضخم الكبير ده كانوا بينحتوا فيه وبيحولوه لبيت يسكنوا فيه مش بيبنوه من الطوب والأسمنت زي حالتنا كده

وده طبعا شيء يدل على قوتهم وضخامة أجسامهم

فربنا لأنه لا يُعذب أحد إلا لما يرسل له رسول ...أرسل لهم واحد منهم اسمه صالح،

وزي ما قلنا قبل كده إن ربنا بيرسل لهم واحد منهم عارفين أصله ونسبه وعارفين صدقه عشان ميكنش ليهم حجة ويقولوا:

 مين ده! إحنا ما نعرفوش! نضمن منين هو كويس والا وِحش

صالح عليه السلام بدأ يدعو قومه لعبادة الله وإنهم يسيبوا عبادة الأصنام،

"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"

وبدأ يذكرهم بنعم ربنا عليهم وإزاي إن ربنا أسكنهم الأرض بعد قوم عاد وإزاي إن ربنا أعطاهم القوة إنهم يبنوا بيوتهم من الجبال

"وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"

 

ده بقى شكر النعمة يا ناس؟! بقى ربنا يعطيكم الثمار والزروع والأموال،

وفي الآخر تعبدوا وتعظموا وتشكروا غيره ومتسمعوش كلامه وتعرضوا عنه

وبشرهم إنهم إنهم لو يستغفروا ربنا ويتوبوا من كل ده، ربنا هيقبل توبتهم ويحبهم رغم ما قد سَلف

 

طيب يا ترى ردوا بقى قالوا إيه

 

قالوا له إنت إيه إللي جرالك..إنت كنت كويس

إنت أكيد مسحور ، إحنا كنا حاطين أملنا عليك

إحنا كنا متوقعين إنك هيكون ليك شأن كبير في القبيلة بسبب حكمتك وأخلاقك وحلمك ورجاحة عقلك ورشدك

إنت إزاي بتنهانا إننا نعبد الآلهة إللي طول عمرنا بنعبدها احنا وآبائنا...كلامك ده مش صح

"قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ "

 

فقالهم بكل لطف ولين وكلام كله عقل:

طيب لو أنا طلع كلامي صح...عذركم إيه عند ربنا ساعتها؟

مين إللي هينجيكم منه ؟ ...وكمان مش عايزيني أدعوكم لعبادته 

طيب إزاي وربنا هو إللي أمرني بكده

ولو أنا سمعت كلامكم مين هينجيني من غضب ربنا

"قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ"

قالوا له انت بشر زينا إزاي عايزنا نؤمن ونتبع بشر

ثم إشمعنى أنت يعني إللي جالك وحي دونا عن باقي القبيلة ده إنت كذاب كذب

"فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ

أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ"

 

أنا نفسي حد منهم يجيب كلام مقنع

 ردودهم ملهاش أي علاقة بالعقل والمنطق والحُجة الدامغة

واحد بيقولك اعبد ربنا واسمع كلامه تروح انت تقوله أصل إنت بشر

طيب ما تحكّم عقلك في كلامه نفسه بغض النظر عن هل هو بشر ولاّ حوت أزرق ولاّ ملك نازل من السماء

مش يمكن كلامه صح ومنطقي ومتطابق مع الفطرة

 

المهم، آمن مع صالح بعض المستضعفين عشان يهزوا إيمانهم فكان أكابر القوم والأغنياء بيقولوا لهم إنتم متأكدين إن صالح ده مرسل من ربه

"قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ"

 

فبدل ما الذين آمنوا يقولوا أيوة احنا عارفين ده ومتأكدين منه،

 قالوا لهم: إحنا مش بس متأكدين إحنا مؤمنين كل الإيمان باللي صالح بيقوله

"قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ"

وكان الرد المتوقع للأسف من الكافرين المستكبرين دول:

" إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ"

 

صالح عليه السلام استمر في دعوة قومه ثمود،

ففي مرة راح لهم في مكان بيجتمعوا فيه زي نادي كده،

وقعد يدعوهم ، فقالوا له إيه بقى؟!!!

 

قالوا يا صالح لو انت عايزنا نؤمن بيك هاتلنا دليل إن إنت فعلا رسول

شايف الصخرة العظيمة إللي هناك دي لو انت طلّعت لنا منها ناقة هنؤمن بيك

بس استنى مش أي ناقة كده وخلاص

لأ، احنا عايزنها تكون كبيرة وعظيمة لدرجة إنها تشرب يوم كامل لوحدها وإحنا يوم،

وعايزينها تكون حامل وفي الشهر العاشر، وعايزين...وعايزين...

وقعدوا يشددوا في الوصف والشروط عشان يعجزوه يعني فيبان ان سبب عدم إيمانهم هو عجزه هو مش تَعنّتهم همّ

فصالح عليه السلام قالهم لو أنا عملتلكم إللي انتم قلتوا عليه ده هتؤمنوا

قالوا نعم وأعطوه العهود والمواثيق

 =لأنهم عارفين فعلا أد إيه همّ حطوا شروط تعجيزية.. فعادي يعني نقوله كلمتين وخلاص ونوافق ماهو كده كده مش هيعرف يعمل حاجة من طلباتنا=

 

فصالح عليه السلام صلى ودعا ربنا إنه يحقق لهم إللي طلبوه،

وفعلا الصخرة انشقت عن ناقة عظيمة بنفس الوصف إللي طلبوه بالضبط

أهو إللي طلبتوه جالكم بالضبط فماذا أنتم فاعلون

لم يؤمنوا

"وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا "

 

صالح عليه السلام قالهم دي ناقة، ربنا هو إللي خلقها بدون أب أو أم محدش يقرب منها ولا يؤذيها سيبوها ترعى في أرض الله،

لو أذيتوها ربنا هيرسل عليكم عذاب شديد

وكانت الناقة تشرب الماء يوم كامل وهم بيشربوا الماء اليوم التاني وهكذا،

وكان أي حاجة وحشة تحصل لقوم صالح يقعدوا يقولوا لصالح والذين آمنوا معه انتم السبب في إللي بيحصلنا،

خربتوا البلد ...لولا انتم كان زمانا في وضع أحسن

"قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ "

صالح قال لهم وهو مستنكر كلامهم وطريقة تفكيرهم دي،  يعني مش بسبب كفركم وعنادكم ومعاصيكم بيحصل لكم الإبتلاءات والمشاكل

"قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ"

لكن لا حياة لمن تنادي

 

استمر الوضع كده فترة ، وبعدين المَلأ اجتمعوا مع بعض قالوا الناقة بتشرب المية بتاعتنا الوضع كده مش نافع، لازم نشوف حل

خلونا نقتلها ونخلص منها ونرجع ناخد المية بتاعتنا

 

رئيسهم هو إللي تولى مهمة التخطيط والتنفيذ لقتل الناقة ويُقال إن اسمه "قُدَار بن سَالِف"،

 

إزاي بقى تولى المهمة دي؟!

 

كان في إمرأتين كافرتين في القرية،

واحدة منهم كانت زوجة لواحد من إللي أسلموا وهي كانت كافرة فسابها،

فقالت لواحد من أبناء عمها إنها هتتزوجه لو قتل الناقة، وكانت غنية وذات حسب وممن يُطمَعُ في الزواج بها،

والتانية كانت عجوز وكانت زوجة لأحد الرؤساء وكان عندها أربع بنات فعرضت على قُدار بن سالف ده إنه لو قتل الناقة هتزوجه أي واحدة يختارها من بناتها.

والكلام ده إللي قاله علماء التفسير وموجود في تفسير ابن كثير

 

وافق قُدار واجتمع مع ابن عم المرأة الأولى وكمان جابوا سبعة تانيين بقى المجموع تسع أشخاص ربنا قال عنهم في القرآن:

"وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ"

وقالوا للناس احنا مش هنقتل الناقة غير لما توافقوا،

وقعدوا يقنعوهم وفعلا الناس وافقت إن التسع أشخاص دول يقتلوا ناقة صالح،

الناقة كانت بتنزل من الجبل عشان تشرب المية، فاستنوها وهي نازلة في يوم،

وهجم عليها قُدار فعقرها يعني ضربها على رجلها فكسرها، فوقعت الناقة على الأرض وصاحت بصوت عالي جدا، وبكده قتلها قُدار وإللي معاه

صور لنا القرآن المشهد ده فقال:

"إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا  فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا   فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا "

ومش كده وبس ده قالوا احنا نقتل صالح كمان ونخلص من القصة دي كلها مرة واحدة،

ولو حد سألنا هنقوله إحنا منعرفش حاجة

"قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ "

فربنا أوحى لصالح عليه السلام إنه يخرج من القرية لأن ربنا هيرسل عليهم العذاب،

وبالفعل...أرسل ربنا عز وجل حجارة من السماء قتلت التسع أشخاص دول قبل ما ييجي العذاب على قوم صالح عليه السلام،

قال لهم صالح عليه السلام انتم قتلتم الناقة

ربنا هينزل عليكم العذاب بعد ثلاثة أيام

"فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ"

 

صحيوا أول يوم من أيام الإنذار لقوا كلهم وشهم أصفر،

وصحيوا تاني يوم لقوا وشهم لونه أحمر،

واليوم الثالث لقوا وشهم لونه اسود، والعياذ بالله

فلما عدى اليوم الثالث وصحيوا الصبح اتحنطوا وفضلوا

قاعدين مستنيين العذاب إللي هيجيلهم

"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ "

طب كنتم استغفروا وتوبوا بعد أول أو تاني يوم حتى

لكن خلاص للاسف.. ذلك وعد غير مكذوب

لما الشمس طلعت سمعوا صيحة عالية جدا جاتلهم من السماء، والأرض اهتزت من تحتهم بشدة وانخلعت قلوبهم من الرعب وماتوا على حالهم ده

 

رجع صالح عليه السلام عشان يشوف حصلهم إيه،

وبعد ما شافهم إداهم ظهره وقالهم وهو ماشي ،

شوفتم ...أنا بلغتكم رسالة ربنا وإنتم مسمعتوش كلامي،

طبعا حسرة لقلوب الكافرين ما بعدها حسرة

"فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ"

 

يُقال إن صالح عليه السلام انتقل لحرم الله في مكة وظل هناك حتى مات 

reaction:

تعليقات