القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) بشكل جذاب

 

أفضل سرد لقصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) بشكل جذاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، زوار الموقع الكرام اليوم موعدكم مع قصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) بشرح مبسط وشيق من إعداد الأستاذة جميلة الصعيدي جزاها الله خيرا



أفضل سرد لقصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) بشكل جذاب



 

سيدنا إبراهيم ( عليه السلام )

 

وُلد إبراهيم عليه السلام في بابل في العراق، وهو من نسل سام بن نوح عليه السلام،

وكانت الأرض كلها على الكفر ...الناس نسيت ربنا والعلم اندثر ومع وسوسة الشيطان كل الناس كانوا كفار،

وكان الناس في قرية إبراهيم عليه السلام برده مشركين، إللي فيهم بيعبد الأصنام وإللي فيهم بيعبد النجوم والكواكب وإللي فيهم بيعبد الملوك

وفوق كل ده أبو إبراهيم عليه السلام نفسه كان بيصنع الأصنام ويبيعها للناس،

يعني متربي في بيئة كلها كفر ومفيش أي شعاع من نور،

وكان أبوه واسمه آزر بيديله الأصنام عشان يروح يبيعها في السوق للناس،

فكان إبراهيم عليه السلام يقعد ينادي في السوق :

 اشتروا من لا يسمع ولا يرى....اشتروا من لا يضر ولا ينفع...

وكان سنه صغير ...ومع ذلك كان بيفكر بعقله

وكان ذكي وعنده حكمة ، فاتربى على كره الأصنام وكان بيتعجب من قومه إزاي الناس دي بتعبد ما لا يسمع  لا يرى، ولا ينفع ولا يضر

إزاي يكون حاجات إحنا إللي بنصنعها تكون هي إللي نعبدها

مقلش أنا كل أهلي بيعملوا كده...والناس كلهم كده أنا إللي هبقى صح والناس دي كلها غلط

بقى الناس الكبار دول إللي غلط وأنا إللي لسه سني صغير مش عارف حاجة هكون صح

إبراهيم عليه السلام مستسلمش للواقع بتاعه،

وقلد الناس تقليد أعمى ولا قال أنا لازم اكون زيهم وأمشي وراهم

ربنا وهبه الهداية من صغره عن طريق إنه خلاه يفكر بعقله ،

"وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ"

 

فكان بيتفكر في خلق السماوات والأرض وفي خلق البشر    لحد ماهتدى بتفكيره إن الكون ده له خالق،

فكان عايز يعلم قومه ويهديهم لعبادة الله الخالق وإنهم يسيبوا عبادة الأصنام،

ودي فطرة الإنسان إنه مجرد ما يعرف ربنا ويعرف دينه بيكون عايز ينشر الدين ده ويبدأ يبلغ الناس إللي حواليه،

فبدأ إبراهيم عليه السلام بدعوة أبيه،

لأن طبيعي إن أول شخص الإنسان يحب لهم الخير هم أبويه،

لكن الموضوع صعب ...لأن دايما الأبوين بيشوفوا عيالهم مهما كبروا واتعلموا... إنهم صغيرين،

وطبعا بيكون عندهم نظرة ...إيه يابني على آخر الزمن هييجي واحد زيك يعلمني الصح من الغلط

ده في الأمور العادية...فما بالكم لما إبراهيم عليه السلام يقول لأبوه : والله يابابا الدين إللي إنت بتعبده ده إنت وقومك وأجدادك من قبلك دين غلط والصح كذا كذا

 

متخيلين رد الفعل هيكون إيه

حطي نفسك مكان إبراهيم عليه السلام كده ...وتخيلي نفسك رايحة تقولي لمامتك ولا باباكي : أنا عرفت إن المسلسلات والأغاني حرام وهتقوليلهم الدليل من القرآن والسنة ،

متخيلة ممكن يعملوا فيكي إيه

وهم مسلمين موحدين ...فما بالك لو قلتي لهم إن الدين بتاعكم ده كله غلط

فإبراهيم عليه السلام في موقف صعب جدا،

ومع ذلك مقلش مليش دعوة وكل واحد هيتحاسب عن نفسه

بالعكس... المحب الحقيقي بيبذل كل إللي يقدر عليه عشان خاطر إللي بيحبه حتى لو كان ده هيكون فيه ضرر عليه

وده بالضبط إللي حصل مع إبراهيم عليه السلام،

راح لأبوه وكلمه بكل لطف وحب واختار الكلمات بعناية واختار الأسلوب المناسب عشان يقدر يقنع أباه،

قال له:

=يا أبتِ =عشان يحسسه إنه قريب منه ويستعطفه،

إنت ليه بتعبد ما لا يسمع ولا يرى ومش بيفيدك بأي شيء،

هو الإنسان بيعبد إله ليه؟

مش عشان بستجيب دعاؤه ويدفع عن أي ضرر ويحميه ويرزقه ويدبر له أموره،

طيب الأصنام مبتعملش أي حاجة من دي...فإنت ليه بتعبدها

وهنا هو بيكلمه بكل عقل

يا أبتِ على الرغم من إنك أبويا والمفروض إنك أعلم مني،

بس أنا جالي علم مش عندك ...فاسمع كلامي هوصلك للحق،

يا أبتِ بلاش تسمع كلام الشيطان...ده الشيطان عاصي للرحمن،

يا أبتِ أنا خايف عليك من عذاب الرحمن

كان إبراهيم عليه السلام بيكلم أبوه بكل حب و تواضع وإحترام،

ومع ذلك رد أبوه بشدة وقسوة شديدة عليه،

قاله : إنت مش عاجبك الآلهة إللي بعبدها يا إبراهيم،

لو مبطلتش الكلام إللي بتقوله ده أنا هرميك بالحجارة ، وأنا مش عايز أشوفك تاني أبدا

خدوا بالكم إن الآباء والامهات ربنا فطرهم على حب أبناؤهم وخصوصا لو الأبناء دول بارين بيهم،

فتخيلوا بقى كمية الغضب والكبر إللي منعت آزر من إنه يتبع إبراهيم عليه السلام

 

وبالرغم من قساوة أبوه معاه رد عليه إبراهيم عليه السلام بكل حب ولين وشفقة ،

قال له: سلام عليك... أنا هستغفر لك ربنا...ده ربنا بيحبني أوي،

وفعلا استمر إبراهيم يستغفر لأبوه،

 لكن لما تبين إنه خلاص هيفضل كافر وإنه عدو لله تبرأ منه، لأن لا يجوز للمؤمن أن يدعو بالرحمة ولا يستغفر لكافر بالله حتى لو كان أبوه أو أخوه أو ابنه

خرج إبراهيم من البيت وهو حزين إن أبوه مستجبش لعبادة الله وترك عبادة الأصنام،

 

لكنه مفكرش أبدا إنه يترك الدعوة، قال لما أكلم الناس يمكن حد فيهم يهتدي،

استخدم الأول أسلوب العقل عشان يقنعهم،

لما جه الليل شاف نجم، فقال ده ربي وأنا هعبده

 

فلما اختفى قال الإله لازم يكون حاضر وميغبش،

فشاف القمر طالع فقال هو ده إلهي

فلما إختفى قال لو إلهي الحقيقي لم يهدني انا كده هضل

فلما شاف الشمس بقى طالعة قال هو ده ربي ...ده أكبر

ومنور الدنيا وأعظم، فلما غابت الشمس قال أنا بريء من الآلهة دي كلها، أنا هؤمن باللي خلق الشمس والقمر والنجوم فقط ومش هعبد معاه أي حاجة تانية

كل ده إبراهيم عليه السلام كان بيكلم نفسه قصاد قومه عشان يخليهم يفكروا ويقنعهم بطريقة غير مباشرة

 

بعد كده بدأ يكلم قومه ويسألهم :إيه التماثيل إللي إنتم قاعدين عليها طول النهار دي، هم بيسمعوكم لما بتدعو؟

هل بينفعوكم بشيء ؟

الطبيعي والمنطقي إنهم يقولوا يا أه يا لأ، لكن دول قالوا :

إحنا لقينا آباءنا بيعبدوها فعبدناهم

زي إللي بيقول إحنا لقينا الناس بتعمل فعملنا زيهم،

لقينا الناس بتلبس مقطع فلبسنا،

 لقينا الناس بتشتم وبتقول ألفاظ بذيئة فبقينا نقول زيهم،

لقينا الناس بترمي الزبالة في الشارع فبقينا بنرمي إحنا كمان...

والحجة ما الناس كلها بتعمل كده

 

فقال لهم إبراهيم عليه السلام إنتم وآباؤكم غلط آباؤكم ضلوا وإنتم كمان ضليتم لما مشيتوا وراهم وقلدتوهم

اعبدوا الله ..هو إللي خلقكم ورزقكم وإللي إنتم بتعبدوهم دول لا يملكون أي شيء،

 

فقالوا له : إنت بتتكلم جد فعلا ولا بتألف وبتهزر

فقال لهم : أنا بتكلم جد!! ربكم إللي خلق السموات والأرض وخلق النجوم والكواكب إللي إنتم بتعبدوها

ووالله لتشوفوا أنا هعمل إيه بالأصنام بتاعتكم دي

وفعلا في يوم من الأيام كان عندهم زي عيد بيخرجوا فيه للصحراء، فانتهز إبراهيم عليه السلام الفرصة وقالهم انا مريض ومش هقدر أروح معاكم،

وفعلا راح المعبد إللي فيه الآلهة ولقى قصادهم أصناف الأكل كلها وهي زي ماهي،

قالهم باستهزاء: إنتم مش هتاكلوا

إيه مش بتنطقوا ليه

فراح نازل عليهم تكسير لحد  مكسرهم كلهم ما عدا واحد بس وكان أكبر واحد فيهما ، علق الفأس على رقبته وسابه ومشي، رجع الناس شافوا التماثيل متكسرة

قالوا مين الظالم إللي عمل كده في آلهتنا

فناس منهم قالوا إحنا سمعنا واحد بيهدد الآلهة بتاعتنا اسمه إبراهيم

فقالوا هاتوه قصاد الناس كلهم عشان نشوف حكايته إيه وعمل كده ليه

وهو ده بالضبط إللي كان عايزه إبراهيم عليه السلام

 

ياترى إيه الحوار إللي هيحصل بين إبراهيم عليه السلام وقومه؟

وهل هيؤمنوا في الآخر ولا هيستكبروا زي الأقوام إللي سبقوهم؟

 

2/ تابع قصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام )

 

وقفنا المرة إللي فاتت عند إبراهيم عليه السلام لما كسّر الأصنام كلها ماعدا أكبر واحد فيهم،

وعلق الفأس عليه، وبعدين قومه لما رجعوا من العيد بتاعهم وراحوا يشوفوا الآلهة لقوهم متكسرين ، وسألوا مين إللي عمل فيهم كده،

فبعض الناس قالوا إحنا سمعنا شاب اسمه إبراهيم بينتقص الآلهة بتاعتنا ويذكرها بالسوء، فقالوا هاتوه قصاد الناس كلهم عشان يشهدوا عليه،

وفعلا جابوا إبراهيم عليه السلام وسألوه قصاد الناس كلهم :

إنت إللي كسرت آلهتنا يا إبراهيم

إنتم متخيلين ناس كفار بيتأكدوا من المعلومة قبل ما ياخدوا أي قرار

ده إحنا كمسلمين لما أي حد يقولنا حاجة بنصدقه على طول

كم من علاقات اتقطعت بسبب كلمة اتقالت وصدقناها من غير ما نتأكد،

مع إن ربنا محذرنا وقايلنا :

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ "

لما واحدة تيجي تقولك ده فلانة بتقول عليكِ كذا

متتحدفيش ياحبيبتي وتتعصبي وتقعدي تشتمي فيها من غير لما تتأكدي

هتقوليلي أنا واثقة في صحبتي إللي قالت لي الكلام ده

هقولك مش تخوين لصاحبتك بس ممكن صاحبتك تكون فهمت غلط أو طلعت الكلام من سياقه وخصوصا إن السّياق من المقيدات

فيا حبيبة قلبي متصدقيش حد بينقلك أي كلام غير لما تجيبي الطرف التاني وتسأليه إنت قلت كذا؟

هتلاقيه بيقولك محصلش

 

فعلى الرغم من إن قوم إبراهيم كانوا كفار لكن راحوا يتأكدوا من المعلومة وكمان هيعطوا فرصة لإبراهيم عليه السلام إنه يدافع عن نفسه

قال لهم إبراهيم : بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا لو ينطقون

"قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ"

 

أاااه هم دلوقتي اتزنقوا يا إما يعترفوا بالحق إن الجماد ده إللي هم صنعوه ومش بيتحرك ميقدرش يعمل كده،

يا إما يقولوا معاك حق يا إبراهيم فعلا إنت بريء والإله ده هو إللي كسر الأصنام التانية

هنا قوم إبراهيم عليه السلام راجعوا نفسهم كده شوية وقالوا لبعض إحنا إللي غلط وظالمين

لكن رجعوا عن كلامهم ده واستكبروا عن اتباع الحق وقالوا لإبراهيم مانت عارف إنهم مش بيتكلموا

فإبراهيم عليه السلام زنقهم أكتر وقالهم يبقى ليه بتعبدوا ما لا ينفعكم ولا يضركم وحتى الآلهة دي مش قادرة تدافع عن نفسها

"أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"

هنا قوم إبراهيم عليه السلام لما لقوا نفسهم معندهمش أي كلام يردوا بيه راحوا مستخدمين مبدأ القوة

قالوا إحنا هنحرقه وننصر آلهتنا

"قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ"

 

وده مبدأ الشخص إللي مش بيبقى عارف يرد

لما تكوني بتكلمي حد وإنتي إللي معاكِ الحق وعمالة تقولي الدلائل بتاعتك والتاني مش عارف يرد تلاقيه فجأة راح مزعق...ممكن يشتم...يتهمك بحاجة مش فيكِ: أسلوبك وحش...روحي بصي لنفسك الأول...خليكي في نفسك ماهو خلاص معندهوش أي كلام مقنع فتلاقيه حوّل الموضوع لناحية تانية خالص عشان ميطلعش غلطان ويبقى إنتي كده انتصرتي عليه

 

وده إللي عملوه قوم إبراهيم عليه السلام... يلا احرقوه وخلونا نخلص من القصة دي كلها

فحفروا خندق وقعدوا يجمعوا الخشب عشان يولعوا نار ،

فجمعوا حطب كتير جدا ولما ولّعوا النار كانت النار كبيرة جدا لدرجة إنهم مكنوش عارفين يقربوا منها،

فجابوا المنجنيق وهو آلة لرمي الحجارة حطوا فيه إبراهيم عليه السلام وقذفوه في النار،

هنا قال إبراهيم عليه السلام :حسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله يعني ربنا يكفيني ونعم الوكيل يعني لا أتوكل على أحد غيره،

فربنا قال للنار : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم

ولو كان قال بردا بس كان برد النار أضر بإبراهيم،

لكنه قال برد وفي نفس الوقت سلام يعني لا تؤذيه... يكون في درجة حرارة مناسبة

فالنار لا تحرق إلا بأمر الله، والسكين لا تقطع إلا بأمر الله،

محدش له القدرة بذاته ربنا هو إللي بيعطي القدرة للشيء

أكيد شوفتم فيديوهات لناس تخبطهم عربية مثلا وتلاقيهم قاموا عادي جدا وكأنهم محصلهمش حاجة

وده لأن مفيش حاجة بتضر ولا بتؤذي بنفسها إلا بأمر الله ،

فاكرين لما قلنا واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،

يعني أي حد بيؤذيكي فهو آذاكي بأمر الله فساعتها تقولي إيه

تقولي كما قال إبراهيم عليه السلام بكل يقين :

حسبي الله ونعم الوكيل

 

ظل إبراهيم عليه السلام في النار لحد ما انطفت،

وكانت كل الحيوانات بتحاول تطفي النار على إبراهيم حتى الضفدع إلا الوزغ (البُرص)،

عشان كده رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الضفدع وأمر بقتل الوزغ

 

ممكن حد يسأل طيب مش كده ظلم

إيه ذنب إن ذرية الوزغ كلها تُقتل عشان واحد بس كان بينفخ في النار

هو قتل الوزغ مش بس عشان كده، دةعشان بيفسد  الطعام .

 

يُقال إنه قعد في النار أربعين أو خمسين يوما وإن إبراهيم عليه السلام قال إن أفضل أيام عاشها كانت الأيام إللي كانت في النار،

لكن مفيش دليل واضح على الكلام ده وكلها إجتهادات المفسرين

بعد ما خرج إبراهيم عليه السلام من النار الناس اتصدمت

طالع من النار سليم مفهوش أي خدش ...النار حتى مأحرقتش هدومه، الحاجة الوحيدة إللي النار حرقتها كان الحبل إللي كانوا مقيدين بيه إبراهيم عليه السلام،

بعد ما قوم إبراهيم شافوا المعجزة دي قصادهم لم يؤمنوا وفضلوا كفار زي ماهم

واحد بس هو إللي آمن بإبراهيم عليه السلام وهو لوط عليه السلام، وكان ابن أخو إبراهيم يعني إبراهيم يكون عم لوط عليهم الصلاة والسلام،

إبراهيم عليه السلام يئس منهم...هيعمل إيه أكتر من كده

فقرر إنه يهاجر ويسيب أهله ووطنه عشان يروح مكان تاني يعبد فيه ربنا،

سمع النمرود بقصة إبراهيم عليه السلام،

والنمرود ده كان من الأربع ملوك إللي حكموا الأرض،

والملوك الأربعة دول اثنين مسلمين واثنين كفار، الإثنين المسلمين كانا ذو القرنين وسليمان عليه السلام،

والإثنين الكفار كانا النمرود و بُخْتُنُصّر، وكان النمرود بيدعي الربوبية..يعني بيقول إنه رب...

 والرب معناه مالك كل شيء وهو الخالق وهو المحيي والمميت وهو النافع والضار،

وده بنسميه عندنا في الإسلام توحيد الربوبية

وطبعا معنى الرب غير معنى الإله

لأن الإله معناه هو من يستحق العبادة وأي عبادة بنعملها من صلاة أو ذكر أو ذل أو خشوع تكون لله وبس

وده اسمه توحيد الألوهية

عشان كده إحنا بنقول لا إله إلا الله إللي هي كلمة التوحيد، يعني كأننا بنقول مفيش حد يستحق العبادة غيرك يا الله

 

فالنمرود بقى من قوته وجبروته كان بيقول إنه رب

فقعد يجادل إبراهيم وبيسأله هو مين ربك ده بقى

فقال إبراهيم عليه السلام ربي الذي يحيي ويميت

فقال النمرود أنا أحيي وأميت

وجاب اتنين محكوم عليهم بالإعدام وقال أنا هعفو ده ويبقى كده أحييته وهقتل ده ويبقى كده أنا موته

 

يا راااااجل بتتعب والله

 

فإبراهيم عليه السلام محبش يطول في الحوار ويقعد يشرحله إنه يقصد إنه يخلق من العدم وإن لما الإنسان يموت هيرجعه للحياة تاني

فراح قايله بكل بساطة : خلاص أنا ربي بيطلع الشمس من المشرق فخليها إنت تطلع من المغرب

فالنمرود اتصدم ومقدرش ينطق بكلمة

 

جهز إبراهيم نفسه ومعه زوجته سارة وخرج من أرض بابل هو ولوط عليه السلام وهاجروا إلى بلاد الشام،

فضلوا هناك وبعدين حصل أزمة في بلاد الشام فاضطر إبراهيم عليه السلام إنه يسيب البلد وراح لمصر،

وكان يحكمها ملك جبار وكلمة جبار بيقولوها على الشخص إللي قتل ناس كتير،

فالملأ والحاشية بتاعته قالوا له إن في واحدة مشافوش في جمالها دخلت مصر

 وكانت سارة أجمل نساء العالمين بعد حواء.. فقال لهم يجبوها له،

فلما راحوا عشان يجيبوا سارة قال لها إبراهيم إذا سألوكي عني قولي لهم إن أنا أخوكِ =أخوكي في الإسلام يعني=

وكان الملك الجبار ده لو عرف إن المرأة ليها زوج كان يقتله،

فإبراهيم عليه السلام دفع أقل الضررين،

هو ضعيف...وهم كده كده هياخدوا سارة...فبدل ما ياخدوا سارة وهو كمان يُقتل... لأ خلاهم ياخدوا سارة ويفضل هو على قيد الحياة يدعي ربنا إنه ينجيهم وده من حكمته عليه السلام،

وفعلا أخدوا سارة وقعد إبراهيم عليه السلام يصلي ويدعي ربنا...فلما أدخلوا سارة على الملك وحاول يقرب منها دعت ربنا وهو سمعها وهي بتتكلم... فإيده اتشلت

فقالها إدعيلي إنها ترجع زي ما كانت وأنا مش هقرب منك،

ففعلا دعت سارة ربنا... فرجعت إيده طبيعية،

فحاول يقرب منها تاني فإيده اتشلت تاني ...فقالها ادعيلي فدعتله ورجعت طبيعية....حصل الموضوع ده ثلاث مرات لحد ما في الآخر نادى على الخدم بتوعه قالوله خدوها من هنا إنتم جايبين لي شيطانة

فسابها ترجع لإبراهيم عليه السلام وأعطاها هاجر هدية،

فلما شافها إبراهيم عليه السلام قالها إيه إللي حصل ؟

قالت له ربنا نجاني منه وأعطاني هاجر،

فخرج إبراهيم من مصر ومعه سارة وهاجر وراحوا لفلسطين

 

إيه القصة إللي حصلت مع هاجر وسارة وإبراهيم عليهم السلام بعد ما راحوا فلسطين؟

 

3/ ذبيح الله إسماعيل

 

إبراهيم عليه السلام كان كِبِر في السن ومكنش عنده أولاد،

وكان بيتمنى إنه يكون عنده ولد،

فدعا ربنا إنه يرزقه الذرية الصالحة:

"رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ "

وكانت سارة عقيم لا تلد،

فوهبت سارة لإبراهيم عليه السلام "هاجر"، وبقت ملك يمين له،

وملك اليمين زيها زي الزوجة من ناحية المعاشرة الزوجية والإنجاب،

فحملت هاجر ... وولدت إسماعيل عليه السلام

وطبعا كأي أب لسه أول مرة ينجب طفل من صلبه، إبراهيم عليه السلام اتعلق بولده إسماعيل،

وكمان هنا الوضع مختلف لأن الولد جه لأب كبير في السن يعني بعد طول اشتياق وصبر فأكيد الإهتمام هيكون مُضاعف...

فهنا غارت سارة

مع إنها هي إللي وهبت هاجر لإبراهيم عليه السلام عشان تخلف له ولد، لكن طبيعة غيرة النساء تغلب

يعني غيرة المرأة من الزوجة التانية دي حاجة طبيعية لا تُحاسب عليها إلا إذا المرأة تعدت بسبب الغيرة وظلمت أختها فاغتابتها أو طلبت من زوجها إنه يطلقها أو كادت لها المكائد، وما إلى ذلك،

 فالغيرة مادامت في القلب ويظهر منها الشيء المعقول اللي ما يتسببش في ضرر أو سوء ومادفعتش المرأة لإرتكاب أي محرم، فالمرأة لا تُحاسب على الغيرة دي

ولو بصينا لسارة هنلاقي إن من حقها فعلا تغير في موقف زي ده الصراحة،

إنتم متخلين زوجة مرت مع زوجها بأحداث كتير وعاشت معاه سنين طويلة -وده مش أي زوج ده إبراهيم خليل الله

فتقوم الزوجة دي تلاقي واحدة تانية في يوم وليلة مفرحة قلب زوجها بالولد إللي هي ما قدرتش توهبه له، ومستحوزة  هي والولد على جزء كبير من اهتمامه

لاشك إن من حقها تغير وقلبها يَضِيق بده،

فربنا عز وجل رأفةً بسارة ورحمةً بمشاعرها أمر إبراهيم عليه السلام إنه ياخد هاجر وابنها الرضيع إسماعيل ويوديهم مكان تاني ،إللي هو مكة،

خدوا بالكم إن ربنا لما يريد شيء بيهيء له أسبابه... فسبحان الملك الذي يدبر الأمر كله بحكمته وعلمه الواسع ورحمته وإليه يُرجَعُ الأمر كله

حد هيقول يعني تقصدي إيه

يعني أقصد إن بعدين ربنا هيؤمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام  إنهم يبنوا الكعبة البيت الحرام، فإزاي كانوا هيبنوها  وهم أصلا قاعدين في فلسطين والبيت الحرام هيكون في مكة

فكان لازم ربنا يهيأ أسباب سفرهم لمكة أصلا،

و كمان ساعتها مكة كانت صحراء جرداء ومكنش ينفع لسه حد يعيش هناك ولا كان في زمزم

 لسه ولا كان في أي حاجة..فإزاي بقى كان كل ده هيحصل وييجوا مكة ويحفروا زمزم

فبتقدير وتدبير من ربنا عز وجل، سارة غارت وبالتالي ربنا أمر إبراهيم عليه السلام إنه يأخذ هاجر وإسماعيل لمكة عشان يهيء الأسباب إن البيت الحرام يتبنى وتبقى البلد الحرام مكة بلد معمور يأتي إليها الناس أفواجا من كل مكان فسبحان الله العظيم

 

إبراهيم عليه السلام أخد هاجر وإسماعيل وسافروا لمكة عند موضع البيت الحرام إللي ماكنش لسه اتبنى وكان أرض صحراء جرداء من غير زرع ولا مية، ساب لها قِربة مية وجراب فيه تمر،

 يعني نقدر نقول إزازة مية وكيس تمر،

وبعدين سابهم وإداهم ضهره ومشي!!،

فهي استغربت...وقعدت تنادي عليه:

يا إبراهيم إنت سايبنا لمين هنا وماشي؟!

وهو مش بيبص لها ومش بيرد ومكمل مشي...!

وهي تنادي عليه وتكرر نفس السؤال...فهي حست إن في حاجة، فسألِته: هو ربنا إللي أمرك بكده؟

فالْتَفَت وقال: نعم...فقالت بكل ثقة : إذاً لن يضيعنا

يعني مادام ربنا إللي أمر وقدر كده يبقى أمره وقدره خيييير

انتم مخيلين

زوجة فجأة زوجها يجيبها في صحرا هي وابنها ويسيب معاها بشوية تمر ومية ويمشي ويسيبهم وكمان ما يردش عليها يطمنها بكلمة ولا يشرح لها شيء هو نفسه ما يملكش إنه يتكلم فيه لسه،

 تقوم بدل ما تتهمه إنه مش أب ولا عنده رحمة ولا إنسانية –لإنها عارفة كويس أخلاقه ودينه- تفكر في أول حاجة إييييه؟؟؟  ربنا.. مالك الملك.. مالك إبراهيم ومالكها ومالك إسماعيل..

وكإن مفيش أي حاجة تانية هتطمنها لو السؤال ده كانت إجابته لأ..

مجرد ما اطمنت إن ربنا هو إللي أمر بكده ارتاحت واطمنت

 

بعد ما إبراهيم عليه السلام مشي بعيد عنهم رفع إيده للسماء وقال:

 يارب أنا تركت أهلي في مكان مافيهوش زرع عند بيتك المحرم زي ما أمرتني ورجائي إنك تخلي بعض الناس يروحوا يسكنوا معاهم هناك عشان ما يبقوش لوحدهم كده في المكان المُوحش ده

"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ،

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"

 

كانت هاجر بتاكل من التمر وتشرب من المية إللي كانت معاها وترضع إسماعيل،

لحد ما المية والتمر خلصوا واللبن بتاعها جف وخلص،

وبقى إسماعيل بيبكي من الجوع...

فهي ماقدرتش تستحمل إنها تشوفه كده وهي مش قادرة تعمل حاجة...أم لطفل رضيع ابنها بيبكي جعان في صحراء وهي مش قادرة تعمل حاجة ولا عارفة تروح فين ولا فيه حد تنادي عليه يديها أكل ومية من معاه!

 ومع ذلك توكلت على الله وقامت تسعى ورا الرزق وتدور على أي حاجة ...أي أكل أو أي مية أو أي إنسان

فطلعت على جبل الصفا فمالقتش حاجة .. وطلعت على جبل المروة مالقتش حاجة ،

فضلت تطلع وتنزل من الجبل ده للجبل ده... سبع مرات متتالية،

ولكم أن تتخيلوا..امرأة وحيدة من غير سند أو راجل يشيل عنها.. جعانة...عطشانة...مرهقة.. هزيلة.. ابنها بيعيط من الجوع طالعة نازلة من جبل للتاني في عز الحر!

 

وفي وسط كل التعب والضعف ده بتبص بعنيها كل شوية على إسماعيل  من بعيد عشان تطمن عليه،

وفجأة وهي بتبص عليه في مرة تلاقي المية بتطلع من عند رجله،

وكان جبريل عليه السلام ضرب الأرض بطرف جناحه فتفجر منها الماء،

فلما شافت المية راحت جري وقعدت تحوط عليه ابإيديها وتقول زُم زُم 

عشان كده اتسمى بئر الماء بزمزم ، والمية عمالة تفور،

وبقت تاخد من المية تحط في القِربة إللي كانت معاها

وبدأت الطيور تتجمع لأن الطيور بتيجي على المكان إللي فيه مية،

في الوقت ده كان في قبيلة من جُرْهم معدية من المكان فشافوا الطيور وقالوا أكيد في مية في المكان ده خلونا نروح نشوف

وقبيلة جُرهم دي من العرب العاربة يعني العرب إللي بيتكلموا اللغة العربية ...

فالعرب قبل إسماعيل عليه السلام اسمهم العرب العاربة وكان منهم قبائل كثير زي عاد وثمود ومدين إللي قلنا على أنبياؤهم قبل كده إنهم عرب

فاكرين لما قلنا إن هود وصالح وشعيب عليهم السلام كانوا عرب

كان من القبائل العربية دي قبيلة جُرْهم إللي كانت معدية وقت فوران ماء زمزم ،

كان سد مأرب بتاعهم انهار، فرحلوا عن بلدهم يبحثوا عن مكان جديد يعيشوا فيه ويكون فيه حياة وزرع ومية وغيره..

فلما وصلوا عند هاجر وإسماعيل وشافوا المية قالوا لها:

ممكن نسكن في المكان هنا معاكم ؟

قالت لهم ماشي بس بئر الماء دة بتاعي أنا.. ملكي أنا

قالوا : أكيد..

وبعتوا بقى جابوا أهلهم واستقروا في مكة عند بئر زمزم.

 

ملحوظة:

هاجر مش قصدها إن المية بتاعتها يعني هتمنع عنهم الماء، لأ طبعا، وإلا كانوا هيوافقوا يقعدوا جنبهم على أساس إيه! ما كانوا يسكنوا في أي مكان تاني مافيهوش مية

لكن هي فقط بتثبت مِلكية البئر عشان محدش ينازعهم عليها.

 

بدأ إسماعيل عليه السلام يكبر ويتعلم منهم اللغة العربية ،

وكان هو أول من نطق باللغة العربية الفصحى المعروفة إللي نزل بيها القرآن،

والعرب ورثوا الفصاحة عن إسماعيل عليه السلام،

فالعرب إللي جم بعد كده من ذرية إسماعيل عليه السلام ومنهم محمد ﷺ اسمهم العرب المُستعربة، لأنهم اتعلموا اللسان العربي من قبيلة جُرهم

 

بالنسبة لإبراهيم عليه السلام كان بيتكلم باللغة الآرامية،  أو السريانية،

 وهي لغة بين اللغة العربية القديمة ، واللغة العربية بتاعتنا إللي إحنا عارفينها: "لغة القرآن" ،

وبالمناسبة اللغة العبرية بتاعة اليهود هي فرع من فروع اللغة العربية القديمة

 

،المهم

إبراهيم عليه السلام كان بييجي يزور هاجر وإسماعيل عليه السلام كل فترة -وقيل كل شهر..

وكان إبراهيم عليه السلام بيحب إسماعيل لأنه كان ولده الوحيد ساعتها وكان ابنه البكر وكمان اتولد بعد زمن طويل فكان له مكانة عظيمة في قلبه زي ما قلنا،

لكن إبراهيم عليه السلام كان خليل الله

والخِلّة دي منزلة عظيمة لازم يكون فيها القلب فاضي من حب كل شيء إلا حب الله...فعشان كده ربنا ابتلى إبراهيم ابتلاء عظيم جدا

ربنا أراد إنه يختبر إبراهيم عليه السلام في صدق محبته له عز وجل ويَعلم وُيظهِر مين إللي حبه في قلب إبراهيم عليه السلام أكبر:

حبه هو عز وجل ولاّ حب ابنه إسماعيل...هل هيقدم حبه لابنه على أوامر الله ولا هيعمل العكس

طبعا إحنا عارفين إن رؤيا الأنبياء وحي

فإبراهيم عليه السلام رأى رؤيا إنه بيذبح ابنه

"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"

طبعا ده معناه إن ربنا بيؤمره إنه يذبح ابنه

متخيلين الصدمة إللي إبراهيم عليه السلام فيها

ده احنا بيجيلنا الأمر من ربنا في حاجات بسيطة جدا ومع ذلك بنحس إنها تقيلة وبنقول مش قادرين وبنقعد ندور على أعذار

ده جاله الأمر بذبح ابنه البكر الوحيد إللي اتولد له بعد ٨٤ سنة

يعني مش إن ابنه هيموت لأ ده إنت إللي هتذبحه يا إبراهيم بإيدك

طيب هيعمل إيه ويتصرف إزاي

إبراهيم عليه السلام لإنه يعلم علم اليقين إن ابنه ده مش بتاعه لأ ده وديعة عنده إلى وقت معين وإن ربنا هو إللي رزقه بيه،

 سلم الأمر لله بكل رضا وطمأنينة و بدون أي تردد، وراح لإسماعيل عليه السلام وأخبره بالموضوع،

" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى"

 وكان ساعتها إسماعيل كبر وبقى بيعتمد على نفسه ويشوف مصالحه ويدرك ويميز الكثير من الأمور ودة معنى كلمة "بلغ معه السعي"،

وهنا إبراهيم عليه السلام بيعلمنا منهج تربوي مع عيالنا وهو إننا نستشيرهم في الأمور إللي تخصهم...

يعني إبراهيم عليه السلام ماراحش أخد إسماعيل عليه السلام وذبحه وخلاص انتهى الموضوع

لأ، مع إن ده أمر إلهي مفيش فيه أي مجال للعصيان، ومع ذلك أشركه معاه في الموضوع لأنها حاجة خاصة بيه، وعشان يُشرك ابنه معاه في اجر الصبر والإحتساب

وكمان لإن ابنه راشد بما يكفي عشان يتحاور وياخد ويدي ويقرر بحكمة في الأمر اللي هيُستشار فيه،

فمتقولش لابنك إعمل إللي بقولك عليه وخلاص ويكون أمر يخصهم ويمس أمورهم الشخصية بالفعل

ماتقررش بالنيابة عنه هياكل إيه ويلبس إيه ويحب إيه ويكره إيه وباقي أموره من غير ما تاخد رأيه فيها،

طبعا لو رأيه غلط توضح له الصح إيه وتتحاور معاه وتعلمه التفكير المنطقي الصائب الراشد بيكون إزاي،

ولو الأمر أكبر من مستوى تفكيره وقراراته الراشدة فطبعا ده خارج كلامنا

زي إنك مثلا تاخد رأي ولادك وهما لسة أولى ابتدائي هل تخرجوا من التعليم ولاّ تكملوا،

لإن معروفة الإجابة هتكون إيه طبعا

يعني بشكل عام وباختصار:

ما تخليش ابنك معتمد عليك في تقرير أموره في كل حاجة تخصه..كبّره وعلمه إزاي يتحمل المسؤولية ويصنع قرار وكل موقف بتقديره بقى حسب كل أسرة وكل سن وكل بيت

 

فإسماعيل عليه السلام رد بكل صبر واستسلام لله وقال: يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين،

وهنا إسماعيل عليه السلام استعان بربنا

مقلش انا أدها وأقدر أستحمل واعتمد على قوته... لأ ..ده قال إن شاء الله عشان ربنا يثبته على البلاء العظيم ده،

فتقبل أمر ربنا بكل صبر ويقين

فلما خلاص حطه على وشه وأخفى إسماعيل عليه السلام وشه عشان أبوه متتغلبش عليه الشفقة فيتراجع عن الذبح،

" قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ "

 

تخيلوا معايا كده،

أب ماسك في إيده سكينة ...والابن قاعد في الأرض مستسلم تماما للذبح وفعلا يبدأ إبراهيم بذبح ابنه ..

لكن فجأة..!! السكينة مش بتقطع!

زي النار اللي مش بتحرق كده،

لإن زي ما قلنا: الحاجات مالهاش القدرة بذاتها ولكن بأمر الله فقط، مالك الملك..

إبراهيم عليه السلام استغرب !!

السكينة مش راضية تذبح!!

 وإسماعيل عليه السلام مستني آخر لحظات حياته وحاسس بالسكين بتتحرك على رقبته بس مفيش ألم ولا دم ولا روحه بتطلع!!

إيه الحكاية

وفي اللحظة دي يسمعوا منادي بينادي......

 

مين هو المنادي ؟ وعايز إيه ؟

وليه السكين مذبحتش إسماعيل عليه السلام؟

 

 

4/ الجزء الرابع

وقفنا المرة إللي فاتت عند دهشة إبراهيم عليه السلام من  السكينة التي لا تذبح وصوت المنادي إللي بينادي على إبراهيم عليه السلام:

 يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا،

"وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا"

يعني ربنا قال لإبراهيم إنت نفذت المطلوب منك خلاص ونجحت في الاختبار العظيم ده،

فالتفت إبراهيم عليه السلام لقى كبش ضخم عشان يذبحه فداء لإسماعيل عليه السلام، يعني يتم ذبحه بداله

وخلاص البلاء انتهى وإبراهيم عليه السلام لم يذبح إسماعيل

¤إيه ده...طيب وكان لازمته إيه الموضوع من الأول مادام كده كده ربنا لا يريد قتل إسماعيل عليه السلام

لازم يعني الإبتلاء الشديد ده!!

أيوة لازم اختبار وتمحيص، وعشان كده احنا جينا في الدنيا ليبلوكم أيكم أحسن عملا

ربنا لا يبتلي عباده المؤمنين ليعذبهم أبدا

لكن كمان ربنا مش بيحاسبنا ولا بيجازينا بسابق علمه فينا...يعني لااااازم نشتغل ويبقى لينا عمل عشان على أساسه يحاسبنا فيعاقبنا أو يكافئنا،

إزاي ربنا هيكافئ إبراهيم عليه السلام ويرفع درجته بحاجة هو معملهاش لسه لكنه عارف عز وجل إنه هيعملها

مثال : إنت مكتوب لك عند ربنا إن ليك أجر الصابرين والكاظمين الغيظ،

إزاااااي هتاخد الأجر ده إلا لو ربنا ابتلاك بشخص سليط اللسان مش بيشوفك غير لما يحرق دمك

 

طب فاكرين لما قلنا إن سارة غارت جدا من هاجر وابنها إسماعيل

إزاي قلب سارة هيهدى وتتحول قسوة الغيرة إلى شفقة وحب لو ماحصلتش الحادثة دي،

وإزاي كانت هتكون مناسك الحج لولا الحادثة دي

 

فمتفكرش أبدا أبدا إن ربنا بيقدّر الأمور عبثًا والعياذ بالله ..لأ

ده كل حاجة محطوطة في مكانها بالضبط...وكل حاجة متسجلة

وجع قلبك ودموعك وقهرتك وظلم الناس ليك و...و...

كل ده ربنا مقدره عشان يشيل من عندك ذنب أو يطهر قلبك ويعلمك الصح من الغلط فتزكي نفسك  أو يرفع درجتك في الجنة، قلنا ربنا لا يبتلي ليُعذب ...فما تقلقش

 

بعد ما ذبح إبراهيم عليه السلام الكبش فداءا لإسماعيل عليه السلام ورجعه لأمه هاجر رجع لفلسطين عند سارة من تاني

وكان إبراهيم عليه السلام ييزور إسماعيل وهاجر كل فترة زي ما قلنا،

 وكان إسماعيل عليه السلام تزوج من قبيلة جُرهم بعد موت أمه هاجر، فلما زاره إبراهيم عليه السلام ومالقاهوش 

 ولقي إمرأة وسألها عن إسماعيل ، قالت له مش موجود، راح يصطاد لنا صيد ،

وكان إسماعيل بيخرج برة الحرم عشان يصطاد ،

 فسألها عن حالهم بشكل عام عاملين إيه....

فقالت له العيشة وحشة ومعندناش إللي يكفينا والحالة كرب و و و و... وقعدت تشتكي له من الحياة الزوجية تحت كنف إسماعيل

فقال لها لما زوجك ييجي سلمي عليه وقوليله غير عتبة بابك

فلما رجع إسماعيل عليه السلام كإنه حس إن في حد جه، فسأل زوجته: حد جه النهاردة

فقالت له أيوة جالنا شيخ شكله كذا وكذا -ووصفته لإسماعيل عليه السلام- وسأل عليك وسأل عن حالنا فحكيت له،

فسألها ..طيب هو وصاكِ بحاجة

قالت : قال لي بيبلغك سلامه وبيقولك غير عتبة بابك،

فقالها ده أبويا وووصيته هي إني أفارقك..

 وطلقها فعلا،

وتزوج امرأة تانية من جُرهم،

بعد مدة جه إبراهيم عليه السلام يزور إسماعيل مرة تانية وماكنش موجود و ردت عليه إمرأة تانية، فسألها عن إسماعيل فقالت إنه خرج يصطاد ، يعني في الشغل بلغة زماننا

فسألها عن حالهم وعيشتهم فحمدت ربنا وقالت إن ربنا موسع عليهم، فسألها بياكلوا إيه قالت : اللحم وسألها بيشربوا إيه: قالت الماء ،

فدعا لهم إبراهيم عليه السلام بالبركة

وقال لها :لما زوجك يرجع سلمي عليه وقوليله ثبت عتبة باباك،

فلما رجع إسماعيل عليه السلام سأل زوجته حد جه النهاردة

قالت أيوة جالنا شيخ كبير -ووصفته ومدحته- وسأل على حالنا قلتله إننا كويسين،

فقال لها وصاكِ بحاجة....قالت له: بيسلم عليك وبيقولك ثبّت عتبة بابك،

فقال لها ده أبي ، وإنتي العتبة إللي أمرني إني أثبتها، يعني بيوصيني ما أفارقكيش

 

وييجي هنا سؤال

 هم ليه بيسموا المرأة عتبة

لإن عتبة الباب والزوجة بيشتركوا في نفس الصفات الحميدة الطيبة: من حفظ البيت وستره وصيانة إللي جوة البيت من كل سوء برة البيت

طيب سؤال تاني

هو إسماعيل عليه السلام يسمع كلام أبوه كده على طول بدون ما يراعي مشاعر زوجته

طب وهي مراعتش ليه مشاعر زوجها لما واحد غريب ماتعرفوش يسألها عن حالهم وتقعد تشتكيله

يعني بغض النظر إن ده نبي

هل ينفع إن المرأة تقعد تشتكي من زوجها للناس الرايح والجاي بصفة عامة؟ ...

يعني ده راجل غريب وقالت كده فما بالنا بالقريب هتكلمه عنه إزاي؟

فإبراهيم عليه السلام لما أمر إسماعيل إنه يطلق زوجته كان قراره ده بسبب شكوى الزوجة وعدم رضاها برزق الله وسخطها الواضح على العيشة،

 فهي ماتنفعش تكون زوجة نبي ابن نبي،

ومش أي أنبياء هما ده واحد الذبيح إسماعيل عليه السلام،  والثاني أبوه رسول من أولي العزم من الرسل وخليل الله المستسلم لأمر الله ...الراضي بقضاء الله ...

يعني احنا مش بنتكلم عن أي حد

فإزاي تكون واحدة زي دي بتشتكي قلة الرزق و رِقّة العيش وتواضع النفقة ومش بتستر وتحفظ غيبة زوجها تكون في بيت النبوة ده،

 

المهم..

رجع إبراهيم عليه السلام لزوجته سارة في فلسطين

 وهنا بقى حصلت المعجزة

تخيلوا معايا كده واحدة ست عجوزة عمرها ٩٠ سنة وعقيم لا تلد، وراجل عجوز عمره ١٢٠ سنة

راحوا لمستشفى وقالوا للدكاترة هو فيه أمل إننا نخلّف الدكاترة ممكن يقولوا لهم إيه...

إنتم نفسكم لو شفتوا موقف زي ده  قصادكم هتقولوا إيه على الراجل العجوز ده وزوجته

أهو ده بالضبط كان الوضع مع إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة،

ولكن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

إبراهيم عليه السلام نفذ أمر ربنا بذبح إسماعيل من غير ما يلاقي أي حرج في نفسه من طاعة الله،

فربنا مش بس كافؤه بإللي قلنا عليه،

لأ ..

ده كمان هيحققله معجزة وهيرزقه ولد تاني من زوجته  "سارة" إللي كان نفسه ونفسها إنها تُنجب من زمان

ومش بس كده ..ده هيكون نبي !

ومش بس كده... ده هيتزوج وهيخلف ، وكل ده في حياة إبراهيم عليه السلام ، وحفيده ده هيكون نبي كمان ، وابن حفيده كمان نبي

يعني الرجل العجوز إللي مكنش عنده أي أمل في ابن واحد  ربنا رزقه بولد واتنين وهيشوف أحفاده وهتتكاثر ذريته وتملأ الأرض وهيكونوا أنبياء،

ومش بس كل ده

لأ ده كمان باقي الأنبياء إللي هييجوا بعد كده كوووولهم هيكونوا من ذرية إبراهيم عليه السلام

عشان كده إبراهيم عليه السلام بيُلقب بـ ((أبو الأنبياء))

نتعلم من كده....

إن  إللي يببذل لربنا شيء بإخلاص ربنا بيعوضه له أضعاف أضعافه ، فهو الكريم سبحانه

"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"

 

طيب قصة الولد الثاني بدأت إزاي

إبراهيم عليه السلام كان أول من أكرم الضيوف،

وكان بيبحث عن ضيوف ويجيبهم عشان ياكلوا معاه في بيته، تخيلوا!

وكان فاتح بيته للناس واحة ظليلة بحسن الضيافة والطعام والشراب، يدخلوا بيته بدون استئذان ، وده من شدة كرمه،

لكن قعد فترة مكنش بيجيله ضيوف ،

لحد ما دخل عليه ٣ أشخاص....

كانوا أجمل بشر شافهم في حياته

لما دخلوا عليه سلموا ورد عليهم السلام وكان مستغربهم شوية لإنهم مش من البلد،

"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ"

يعني قوم غيرمعروفين،

 

بعد شوية سحب نفسه من وسطهم من غير ما يحسوا

 عشان يجيب لهم أكل ويضيفهم بكرمه المعتاد،

فرجع لهم ومعاه عجل سمين مطبوخ وشهي جدا وحطه قدامهم عشان ياكلوا

"فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ

فلما شافهم مامدوش إيدهم على الأكل، قلق وخاف

 وقال لهم:

 إنتم مش هتاكلوا

 فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ *فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ".

 لإن كان من المعروف في الزمن ده إن إللي مش بياكل من الأكل بتاعهم يبقى ناوي على شر

 

فالثلاثة دول طمنوه وقالوا متخفش..احنا مُرسلين لقوم لوط عشان نُهلكهم...

فاتضح لإبراهيم إن الثلاثة دول ملائكة مش بشر طبيعيين، وعشان كده ما أكلوش من الأكل اللي متقدم لهم لإن الملايكة مبتاكلش ولابتشرب طبعا، فكانوا ثلاثة ملائكة متمثلين في هيئة بشر: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل،

"قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ"

كانت سارة عند المجلس عشان لو احتاج الضيوف شيء،

فلما سمعت كلام الملائكة ضحكت وفرحت جدا إن ربنا هيُهلك القوم المفسدين المجرمين دول،

"وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ "

فهنا الملائكة بشرتها وبشرت إبراهيم عليه السلام بإنها هتولد ولد اسمه إسحاق ...والولد ده هيكبر ويتزوج وهتشوف حفيده وهو يعقوب عليهم السلام أجمعين،

فهنا صرخت من الدهشة وقالت يا ويلي!! أنا عقيم!!

هولد وأنا عجوز عقيم وزوجي شيخ كبير في السن

"فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ"!!

" قَالَتْ يَاوَيْلَتَى آلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ"!!

فالملائكة قالت لها إنتي بتتعجبي من أمر ربنا!!

"قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "

يعني مفيش أي عجب إن ربنا يرزقكم الولد رغم كل الصعوبات دي،

دي قدرة ربنا إللي مالهاش حدود ولا بيقف قصادها شيئ.

ودعت لهم الملائكة بالسلام والبركة..

 

لما إطمأن إبراهيم عليه السلام وفرح بالبشرى، بدأ يكلم الملائكة في قوم لوط، ويقولهم:

هتهلكوهم؟! طب ده فيهم ناس مؤمنين؟! وكمان فيهم لوط

"فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ

فالملائكة قالت له يا إبراهيم مفيش فايدة من الكلام،

ده أمر ربنا ومفيش فيه نقاش لا هيقدم ولا هيأخر،

واحنا عارفين مين إللي موجود في القرية واحد واحد،

وهننجي لوط وإللي آمنوا معاه، وهنهلك باقي القرية من المجرمين،

"يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ"

 

مين بقى قوم لوط ؟

وعملوا إيه عشان يستحقوا إن ربنا يهلكهم ؟ 

reaction:

تعليقات