القائمة الرئيسية

الصفحات

أفضل سرد لقصة سيدنا آدم بشكل جذاب

أفضل سرد لقصة سيدنا آدم بشكل جذاب

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، متابعو الموقع الكرام موعدكم اليوم مع قصة سيدنا آدم ( عليه السلام ) بشرح مبسط وشيق  للأستاذة جميلة الصعيدي جزاها الله خيرا



قصة سيدنا أدم للأطفال, قصص الأنبياء للأطفال,قصص الأنبياء,قصص للأطفال,سيدنا آدم عليه السلام


 

 

1/ قبل خلق سيدنا آدم

 

قبل ما نبتدي بقصة آدم عليه السلام خلونا نشوف قبل خلق آدم كان في إيه في الكون

 

قبل خلق السماوات والأرض والملائكة مكنش في حاجة خالص،

كان في فراغ ..الكون كان فاضي وبعدين ربنا أول حاجة خلقها العرش على الراجح من أقوال العلماء،

وبعدين خلق القلم وأمر القلم إنه يكتب كل حاجة هتحصل لحد يوم القيامة في اللوح المحفوظ،

وبعد كده ربنا خلق السموات والأرض والملائكة والجن وباقي الخلق،

 

قبل ما ربنا يخلق آدم،

ربنا قال للملائكة إنه هيخلق في الأرض خليفة،

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً "

 

ومش معنى خليفة إنه خليفة الله في الأرض زي ما في ناس فاهمة

الكلام ده خطأ

لأن الشخص لا يكون خليفة عن حد إلا إذا مات المستخلِف

أو غاب...

يعني أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله ﷺ لأن رسول الله ﷺ مات،

وهارون خليفة موسى عليه السلام لأن موسى غاب عن بني إسرائيل،

فمينفعش نقول إن الإنسان خليفة ربنا في الأرض لأن الله حي لا يموت وكذلك لا يغيب ويعلم كل شيء

فمعنى كلمة خليفة هنا إن الخليفة ده هيخلُف الجن،

لأن الجن كان بيسكنوا الأرض قبل البشر بألفين سنة،

فلما قتلوا بعض وأفسدوا في الأرض،

ربنا أمر الملائكة إنهم يبعدوا الجن عن القارات وينفوهم إلى جُزر البحار،

يعني يفضّوا الأرض كلها من الجن،

ويكون مكانهم الجزر المهجورة اللي في البحار.

 

وفي معنى تاني للخليفة وهو إن البشر هيخلُف بعضهم بعض،

يعني يموتوا وييجي غيرهم

 

لما ربنا قال للملائكة عن خلق البشر؛ الملائكة سألت ربنا،

ليه يارب هتخلق خلق تاني يفسدوا في الأرض ويقتل بعضهم بعض؟!

"قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ "

 

طبعا ده سؤال للعلم مش للإعتراض يا جماعة

يعني الملائكة عايزين يعرفوا فعلا السبب،

مش بيعترضوا على كلام ربنا؛

لأن الملائكة دي مخلوقات لا تعصي الله أبدا ودي من صفاتهم

 

طيب وهي الملائكة عرفت منين إن البشر هيعملوا كده أصلا

همّ قاسوا على الجن،

يعني زي ما الجن كان عندهم إرادة يختاروا بيها الخير والشر وعاشوا في الأرض وأفسدوا فيها،

كذلك البشر إللي هينزلوا الأرض دول عندهم إرادة زي الجن بالضبط فممكن يعملوا زي الجن ويفسدوا في الأرض،

لكن الملائكة مكنتش تعرف إن من البشر دول هيكون في أنبياء وشهداء وعباد صالحين،

وكمان الملائكة كانوا خايفين ليكونوا قصروا في العبادة فعشان كده ربنا هيخلق خلق تاني غيرهم

عشان كده قالوا لربنا:

"وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"

 

طيب سؤال هنا..

ليه ربنا أخبر الملائكة أصلا عن خلق آدم

هل بيستشيرهم مثلا ولّا إيه

 

لا طبعا ...ربنا قال للملائكة عن خلق آدم؛لأن الملائكة هيكون ليها دور في حياة المخلوق الجديد ده

يعني في رقيب وعتيد الملائكة إللي بيكتبوا الحسنات والسيئات،

في الملائكة الحفظة إللي بتحفظ الإنسان من الإبتلاءات...

وهكذا،

طيب إزاي ربنا خلق آدم عليه السلام

 

يُقال إن ربنا أمر جبريل عليه السلام إنه يجيب قبضة تراب من الأرض تجمع كووول أنواع تراب الأرض،

ويُقال إن ربنا أمر ملك الموت إن هو إللي يأتي بالقبضة دي ،

ويُقال إن ربنا أمر أن تُرفع له قبضة من تراب الأرض،

 

الكلام ده من الإسرائيليات التي لا تُصدق ولا تُكذب وهنعرف معناها وحكمها إيه في الشرع واحنا بنتكلم عن قصة إدريس إن شاء الله في الجزء الخامس

إللي يهمنا إن البداية كانت قبضة تراب من الأرض،

عشان كده هنلاقي البشر مختلفين في أشكالهم وطباعهم فيهم الأبيض والأسود،

وفيهم إللي طباعه سهلة وإللي طباعه صعبة،

 

وبعدين ربنا وضع مية على التراب ده فتحول التراب لطين لزج بيمسك في الإيد،

وبعدين الطين بقى حَمأ مسنون يعني طين متعفن لونه أسود ،

وخدوا بالكم من الحتة دي كويس عشان ليها دور مع إبليس بعدين

 

وبعد كده الطين المتعفن ده بقى صلصال، فكل مرحلة من المراحل دي ربنا كان بيسيبه فترة من الزمن لحد المرحلة إللي بعدها،

 

فلما بقى صلصال ربنا شكّله على هيئة البشر المعروفة لكن

كان طوله ٦٠ ذراع وعرضه ٧ أذرع،

ومن ساعتها والخلق يتناقصون...يعني بيقصروا،

لأن الأرض مش هتستحمل الأعداد الكبيرة دي من البشر مع الاحجام دي، ده في أزمة سكانية أصلا

و ٦٠ ذراع يعني طول عمارة تقريبا، فده من حكمة ربنا إن الخلق يتناقص،

وربنا تركه حوالي ٤٠ سنة قبل ما ينفخ فيه الروح،

 

خلال الفترة دي الملائكة كانت بتشوف مراحل خلق المخلوق العجيب ده

وكانوا خايفين منه وكانوا مستغربينه لأنه ملوش شبيه،

وكان إبليس أكتر خوف من الملائكة من آدم

 

طيب وهو إيه إللي طلع إبليس في السماء مع إنه من الجن إللي مكانهم الأرض

إبليس كان موجود مع الملائكة في السماء؛ لأنه كان عنده علم وكان عابد لله،

ده غير إنه قاتل مع الملائكة الجن المفسدين،

فربنا كرّمه ورفعه مع الملائكة،

فكان بيقول للملائكة متخافوش المخلوق ده أجوف،

ولو ربنا سلطني عليه يعني سابني عليه سأهلكه

 

يعني بالعامية كده هودّيه في داهية

 

فكان يدخل من فمه ويخرج من دُبُره، وكان بيضربه فكان بيعمل صوت وكأن الجسد بيصرخ،

زي لما بنضرب على العجين وبيعمل صوت،

أهوحاجة شبيهة بكده

 

بعد ما عدت أربعين سنة ربنا قال للملائكة لما أنفخ فيه الروح  وآدم يقوم الكل يسجد له،

"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ "

 

والسجود هنا سجود تحية وتكريم مش سجود عبادة،

لأن سجود العبادة لغير الله شرك

وسجود التحية والتكريم كان عادي في الشرائع إللي كانت قبل الإسلام لكن في الإسلام مينفعش حتى سجود التحية،

 

فأول ما الروح وصلت لأنف آدم عليه السلام عطس،

فالملائكة قالت لآدم قل الحمد لله،

فقال آدم : الحمد لله

فقال الله عز وجل: يرحمك ربك

ولما الروح دخلت في عينه ...آدم شاف ثمار الجنة،

ولما وصلت الروح لجوفه،

بقى نفسه ياكل منها،

 فراح ناطط عشان ياكل منها والروح لسه مكنتش وصلت لرجله، مستعجل عايز ياكل منها عليه السلام،

ربنا يرزقنا وإياكم الجنة

 

فلما اكتمل نفخ الروح في آدم سجدت الملائكة كوووولهم

"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا"

 

انتم متخيلين الموقف المهِيب ده

خلينا نقرب المعنى لعقولنا كده،

أكيد مر عليكم ولو مرة واحدة وشفتم سواء في الحقيقة أو في أي مقطع في التليفزيون أو حتى عالفيس حد عامل لحد مفاجأة ،

زي الأصحاب مثلا لما يعملوا لصاحبهم مفاجأة جماعية،

في حفلة تكريم مثلا ولاحاجة،

وبيغنوا كلهم في نفس واحد،

تخيلوا إحساس الشخص إللي حصل معاه المفاجأة دي؟

 

أنا عايزاكم تتخيلوا بقى موقف آدم إللي لسه فاتح عينه وقام عشان يأكل من ثمر الجنة فجأة لقى خلق عظيييم بمعنى الكلمة ساجدين له بيحيوه

مخلوقات من نور ليها أجنحة ممكن الملك الواحد توصل عدد أجنحته ل ٦٠٠جناح زي جبريل عليه السلام

 

في وسط الموقف المهيب ده في حد واقف لم يسجد وباصص على الملائكة أعظم الخلق وهم ساجدين ومع ذلك لم يسجد

 

مين ده إللي تجرأ على معصية أمر ربنا المباشر بالسجود

وليه عصى أمر ربنا

وإيه إللي حصله بعد كده

 

2/ عصيان إبليس وخلق حواء

 

 

وقفنا عند الملائكة إللي سجدت لآدم ماعدا كائن واحد لم يسجد وعصى أمر ربنا،

الكائن ده هو إبليس

قلنا عن إبليس إنه كان من الجن،

والجن ربنا خلقهم  من لهيب أسود شديد الحرارة

إللي هو مَارِج من نار

 

ربنا رفع إبليس للسماء مع الملائكة مع إن الملائكة أفضل منه وأكرم

حتى إن الملائكة كانت تقول:

ما خلق الله خلقا إلا وكنا أكرم منه .

وطبعا الهدف إللي ربنا خلق البشر والجن عشانه هو إنهم يعبدوه سبحانه

"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"

 

طيب السؤال إللي بيطرح نفسه هنا..

ربنا أمر الملائكة إنها تسجد لآدم عليه السلام، إيه إللي دخل إبليس في الموضوع

 

احنا قلنا إن الملائكة هم أعظم وأكرم المخلوقات صح؟

طيب لما الأمر ييجي لشخص عظيم وينفذّه ...الطبيعي طبعا إن الأقل منه منزلة ينفذه بكل تلقائية..

فكان يجب على إبليس إللي أقل مكانة من الملائكة إنه يسمع كلام ربنا

 

طيب خلونا نقول إن إبليس فِهم غلط واختلط عليه الأمر

الطبيعي في الموقف ده إنه يقول إيه؟

يقول يارب إنت أمرت الملائكة وأنا من الجن فمكنتش عارف إني أنا كمان لازم أسجد

هو بقى مقلش كده

ده قال بكل بجاحة وكِبر :

" قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ"

عارفين يعني إيه؟!

كأنه بيقول: أنا مسجدش لكائن متعفن

 

متستغربوش...متستغربوش

مش احنا قلنا فى حلقة امبارح إن الحمأ المسنون معناها الطين المتعفن الأسود،

وإبليس شاف مراحل خلق آدم،

فهو شايف نفسه إنه مخلوق من نار والنار دي حاجة عظيمة وأحسن من الطين المتعفن ده،

ده غير القدرات إللي عنده زي إنه ممكن يتمثل في صور متعددة زي صورة البشر أو الحيوان،

 

وآدم من وجهة نظره مخلوق من طين متعفن وكمان أجوف ،

فإزاي بقى النار العظيمة تسجد لطين متعفن

فكل كلامه فيه انتقاص من آدم عليه السلام،

مع إن الطين أنفع وخير من النار،

فالطين فيه: الرزانة، والحلم، والأناة، والنمو.

والنار فيها: الطيش، والخِفة، والسرعة، والإحراق.

 

فهو من الأول كده  وقلبه فيه حسد من آدم بسبب إن ربنا خلقه بيده وأعطاله اهتمام وفوق كل ده أمره هو و الملائكة بالسجود له ،

يعني هو كان متعمد أصلا إنه ميطعش أمر ربنا بالسجود لآدم،

يعني معندهوش أي شبهة أهو ولا عذر

وخصوصا إن ربنا أصلا وجه الأمر مبااااشرة لإبليس بالسجود،

"قال مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ"

فإبليس عصى أمر ربنا عامد متعمد،

 

وهنا يا جماعة يبان بقى صِدق العبودية لله

مش ربنا كرّم إبليس بسبب علمه وعبادته؟

فالصادق في العبادة لله هينفذ أوامر ربنا حتى لو كانت مخالفة لهواه وهيقدم أومر ربنا على رغباته

 

وقفة هنا بقى مع نفسنا، نبص في حياتنا كده،

 هل بنعبد ربنا كما يُريد ونطيع أوامره ولا بنعبد ربنا في الحاجات إللي على مزاجنا وحسب ظروفنا بس

 

فربنا لما أمر إبليس بحاجة عكس هواه؛

هل ضحّى إبليس وداس على هواه عشان ربنا وتقبل أوامره

ولا رفض أوامر ربنا وقعد يجادل ويبرر معصيته الواضحة

بسب بقى معصية إبليس دي ربنا طرده من رحمته وتوعّده بدخول النار،

هنا إبليس طلب من ربنا إنه يمد له في عمره لحاااد يوم القيامة،

طيب الطلب العجيب ده ليه؟

هل هو ناوي إنه يقضي الحياة دي تائب لله وطائع لعل ربنا يتجاوز عنه ويغفرله

لأ

ده طلب من ربنا كده عشان يُهلك بني آدم!!

قال لربنا مش انت يارب أضلتني، طيب أنا بقى هضل ذرية آدم،

" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"

وهزيّن لهم المعصية وأحبّبهم فيها ومش هسيبهم لحد ما أضلهم كلهم،

"إلا عبادك منهم المُخلَصين"

فربنا حققله أمنيته وإداله العمر الطويل ،

" قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ"

وقاله اعمل إللي انت عايزه، أي حد هيتبعك هيدخل معاك جهنم،

" لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ"

وأي حد هيتوب ويستغفر ويرجع هقبله وهيكون جزاؤه الجنة،

وده كان بداية العداء بين إبليس وذريته وآدم وذريته،

احنا هنسيب إبليس دلوقتي ونرجع لآدم عليه السلام ونشوف حصل معاه إيه

 

بعد ما ربنا خلق آدم مسح الله على ظهر آدم ،فنزلت أرواح ذرية آدم كووولهم من بداية الخلق حتى قيام الساعة بين يديه سبحانه،

زي ما رسول الله ﷺ قال في الحديث:

"أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ "

وهنا ربنا أخذ عليهم العهد وسألهم:

"أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ".....فقال البشر كلهم: "قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا"

وده معنى الآية:

"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"

 

آدم عليه السلام شاف ذريته ....شاف الفقير وشاف الغني وشاف السعيد وشاف الشقي،

فسأل ربنا ليه يارب فيهم الغني والفقير، ليه كلهم مش زي بعض؟

فقال الله:

"أردتُ أن أُشكَر"

وقال الله هؤلاء -من على اليمين- في الجنة ولا أبالي وهؤلاء-من على الشمال- في النار ولا أبالي،

 

فهنا واحد من الصحابة من إللي كانوا بيسمعوا القصة سأل رسول الله ﷺ :

طيب احنا نعمل أعمال صالحة ليه بقى؟ مش ربنا قضى الأمر خلاص

فقال رسول الله ﷺ :

"اعملوا فكل مُيسر لما خُلق له"

يعني لما تلاقي نفسك بتعمل الخيرات وبتطيع ربنا صح،

يبقى انت إن شاء الله نهايتك للجنة،

ولو إنسان ماشي في طريق المعاصي لا يعرف معروف ولا يُنكر منكر ومش في دماغه حاجة،

ده مصيره إلى النار إلا أن يشاء الله حاجة تانية

 

سكن آدم عليه السلام الجنة وأكل من ثمرها وعاش فيها لكنه استوحش، فربنا خلق له حواء عشان تُؤنسه،

كان نايم مرة وبعدين استيقظ لقى كائن تاني جنبه

مختلف عنه،

فلما شافها جنبه سألها انت ِمين؟!

فقالت له :امرأة،

فسألها: وليه اتخلقتي؟

قالت : لتسكن إليّ.

فآدم خُلق من تراب عشان كده الرجال يأنسوا إلى الدنيا،

وحواء خُلقت من آدم عشان كده المرأة بتأنس للرجل،

 

عدّى على آدم وحواء مجموعة من الملائكة وسألوه من دي يا آدم،

كانوا عايزين يختبروه يعني؛

لأن ربنا كان علّم آدم أسماء كل شيء، وعرضهم على الملائكة فمعرفوش وآدم إللي عرف،

"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"

 

فآدم عليه السلام قال لهم : حواء

فالملائكة سألته اشمعنى حواء،

فقال: لأنها خُلقت من شيء حي،

 

 وهو إيه الشيء الحي إللي حواء خُلقت منه

 

هي خُلقت من ضلع آدم عليه السلام الأيسر وربنا جعل مكان الضلع ده لحم، ومعنى خُلقت إن ربنا أخرجها من آدم زي ما بتخرج النخلة من النواة

عشان كده رسول الله ﷺ قال:

" استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع،

وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء.

يعني النساء مختلفات عن الرجال، بسبب أصل خِلقتهن، فلازم الرجل يعامل المرأة على حسب خلقتها هي ويحسن إليها ويصبر عليها،

مش إنه يعاملها كأنه بيعامل رجل زيه وميراعيش إن مشاعرها بتغلب عليها في أغلب الأوقات

 

كانت حواء أجمل النساء على الإطلاق،

تيجي وراها في درجة الجمال على طول سارة زوجة إبراهيم عليه السلام اللى هتعرف قصته ادام شوية أن شاء الله.

عاشت حواء مع آدم في الجنة وربنا قالهم كل الجنة لكم،

جنة عرضها السماوات والأرض،

كلوا إللي انتم عايزينه، روحوا في المكان إللي نفسكم فيه،

إلا الشجرة دي...شجرة واحدة بس متقربوش منها،

وفعلا عاش آدم وحواء في الجنة ومكنوش بيقربوا من الشجرة دي خالص،

واحنا منعرفش نوع الشجرة دي إيه، هي شجرة وخلاص، مفيش دليل عندنا في الإسلام إذا كانت دي شجرة تفاح أو شجرة إيه تحديدا

 

مين بقى إللي بيراقب وبيخطط من بعيد ومستني الفرصة

إبليس

 

ربنا كان حذّر آدم وحواء من إبليس وقالهم إنه مش هيسيبكم، هيعمل كل حاجة يقدر عليها عشان يطلعكم من الجنة فمتسمعوش كلامه مهما حصل،

"فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ"

 

وإبليس كل شوية عمال يِغري آدم بالشجرة ويزينها له وآدم

" يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ"

 

وآدم عليه السلام ولا معبّره أصلا

ومع ذلك إبليس ميأسش ،

عنده هدف ...هو عايش بس عشان يِغوي ويضل آدم وذريته،

عمال يفكر ويدور على طريقة يخلي آدم ياكل من الشجرة،

شاف إن آدم بيعظّم ربنا أوي ،

فعمل إيه؟!

أَقسم بالله لآدم إنه فعلا ناصح ليهم وإن الشجرة دي شجرة الخلد وأول ما ياكلوا منها هيكونوا من الملائكة،

" وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ "

 

ستوووووب ثواني كده

هو إزاي أصلا إبليس كان بيوسوس لآدم وآدم في الجنة وإبليس مطرود من الجنة

 

حاجة من اتنين:

يا إما ربنا سمح لإبليس بدخول الجنة لاختبار آدم وحواء،

أو إن إبليس وقف على طرف الجنة وأقسم لآدم وكلمه مشافهة كده من بعيد.

لكن موضوع إن إبليس دخل في فم الثعبان عشان يدخل الجنة عشان يوسوس لآدم ده غير صحيح ومفيش عليه أي دليل من القرآن أو السنة

كان إيه رد فعل آدم عليه السلام لما إبليس أقسم له بالله ؟

هل آدم عليه السلام سمع كلام إبليس؟

هل فعلا أكل من الشجرة وعصى أمر ربنا؟

 

 

3/ نزول آدم وحواء إلى الأرض

 

وقفنا المرة إللي فاتت عند إبليس لما كان بيحاول يقنع آدم بإنه ياكل من الشجرة،

واستغل طاعته لربنا وتعظيمه لله وأقسم له بالله إن كلامه صحيح وإنه من الناصحين له

آدم عليه السلام بسبب فطرته السليمة لم يتصور أبدا إن في حد ممكن يقسم بالله كذب

 

احنا ممكن نكون شفنا ناس بتحلف بالله كذب ،فممكن نكون مش متصورين الموضوع أوي

لكن آدم شاف قدرة ربنا يا جماعة

شاف الجنة وشاف الملائكة فإزاي حد يقسم بالله العظيم ده كذب

حتى رسول الله ﷺ يقول عن موضوع القسم بالله ده:

من حَلفَ بالله فليَصْدُق، ومن حُلِفَ لهُ بالله فليرضَ، ومن لم يرضَ بالله فليس من الله "

عشان كده آدم صدّق إبليس وخصوصا إن إبليس قعد يزين لآدم المعصية ويُغريه هو وحواء،

واستغل إبليس طبيعة آدم البشرية من ضعف العزم والنسيان،

فمع إلحاح إبليس وقسمه لآدم،

نسي آدم العهد إللي بينه وبين ربنا إنه مياكلش من الشجرة

فأكل من الشجرة هو و حواء،

"وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا"

طيب هو ليه ربنا قال لآدم وحواء متقربوش من الشجرة مع إن الحرام إنهم ياكلوا منها مش يقربوا

لأن الإنسان ضعيف ولو قرب من المعصية هيعملها

عشان كده ربنا قالنا لا تتبعوا خطوات الشيطان،

الشيطان مش هيقول للإنسان اعمل الحرام على طول،

هيمشي معاه بالتدريج

فأول ما أكلا من الشجرة ظهرت عوراتهما لبعض، يعني همّ كانوا لابسين ملابس من الجنة،

لكن لما أكلا من الشجرة اختفت الملابس دي،

وبعض أهل العلم قالوا إن جسمهم كان مُغطى بالنور،

 

فبعد ما ظهرت عورتهما المغلظة كل واحد جري من التاني حياءا،

يعني كانوا مكسوفين من بعض ودي فطرة البشر... الحياء.

كل واحد فيهم بقى يشد من ورق الشجر إللي في الجنة بيحاول يغطي نفسه،

وهنا أدرك آدم عليه السلام إنه عصى أمر ربنا

 

وهم بيجروا ربنا نادى عليهما :

مش أنا قلتلكم متاكلوش من الشجرة وحذرتكم من الشيطان إنه هيستخدم كل الطرق والسّبل عشان يجركم للمعصية،

 

"وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ"

 

هنا بقى كان رد فعل آدم عليه السلام إيه؟!!

على طول اعترف بذنبه وبكى واستغفر ربنا وتاب ،

بعكس إبليس إللي تعمد المعصية وقعد يبرر غلطه

 

آدم تاب واستغفر واعترف بذنبه فربنا فتاب الله عليه ورزقه العمل بطاعته، وده دليل على إنه اصطفاه.

" ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى"

 

واحنا كذرية لآدم لازم نتبعه ...عملنا ذنب... على طول نتوب ونستغفر ونعمل صالحات

"إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"

ورسول الله ﷺ يقول:

" أتبِع السيئةَ الحسنةَ تمحُها"

منعملش زي إبليس نتكبر على الحق ونقعد نبرر ...

أصل الناس كلها كده....

أصل الناس هتقول عليّ إيه....

أصل أنا مش مقتنعة...ماهو في شيوخ قالوا....

 

يبقى نتوب ونستغفر على طول مهما كررنا الذنب أو مهما كان الذنب عظيم

 

لما عصى آدم عليه السلام... ربنا أخرجه من الجنة وأنزله هو وحواء وإبليس للأرض.

 

طيب دلوقتي ممكن حد يقول:

 أااااه يعني احنا نزلنا الأرض بسبب معصية أبونا آدم طب احنا ذنبنا إيه دلوقتي

والكلام ده فعلا قاله موسى لآدم عليه السلام

قال موسى :

أنت أبونا خيّبتنا!!

أخرجتنا ونفسك من الجنة!!"

 فقال له آدم:

"أتلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟"

يعني إنت بتلومني إن ربنا كان كاتب عليّ إني هخرج من الجنة وأنزل الأرض من قبل ما اتخلق أصلا

 

فاكرين لما قلنا إن ربنا قال للملائكة إنه هيخلق خليفة في الأرض؟!

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"

فمن الأول أصلا ربنا مقدّر إن آدم عليه السلام هينزل الأرض عشان يعمرها،

سواء كان السبب لخروجه من الجنة ونزوله للأرض معصية أو أي سبب تاني كده كده هو كان نازل الأرض

 

نزل آدم عليه السلام إلى الأرض ومعه حواء،

المفسرون قالوا إن آدم نزل في الهند وحواء نزلت في جدة وهم الإتنين إلتقوا على جبل عرفات،

لكن مفيش حديث صحيح بكده،هو اجتهاد من المفسرين.

 

طبعا آدم كان يعلم كل حاجة مش زي ما الملحدين بيقولوا إن الإنسان أصله قرد وبعدين تطور وإن الإنسان الأول كان بدائي ميعرفش حتى الكلام

 

فآدم كان يعلم كل العلوم الزراعة مثلا وكل حاجة ليها اسم

" وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"

فمن البداية خالص كان الإنسان عنده المعرفة،

وآدم عليه السلام علم أبناؤه العلوم دي.

 

إزاي بدأت ذرية آدم وإزاي تناسلوا بعد كده؟

وإيه إللي حصل مع قابيل وهابيل ؟

وهل نجح إبليس تاني في غواية ذرية آدم؟

 

4/ قابيل وهابيل

 

وقفنا المرة إللي فاتت عند نزول آدم عليه السلام إلى الأرض مع حواء ليعمّروا الأرض ويعبدوا ربنا فيها ونزل معاهم إبليس عشان يبقى اختبار لآدم وذريته،

 

إزاي بقى بدأ الخلق يتكاثروا

كانت حواء بتولد في كل بطن أو في كل مرة توأم ولد وبنت، فالولد من البطن الأولى يتزوج من البنت في البطن الثانية ،

والبنت من البطن الأولى تتزوج من الولد إللي هييجي من البطن الثانية وهكذا،

لكن كان حرام إن الولد والبنت من البطن الواحدة يتزوجوا من بعض،

ويُقال إن حواء ولدت ٤٠ بطن يعني حوالي ٨٠ ذكر وأنثى كلهم تزوجوا من بعض، ودي كانت بداية نسل البشر على الأرض،

آدم عليه السلام كان بيعلم أبناؤه الدين وبيعلمهم من هو الله وطبعا بيحذّرهم من إبليس ،

آدم كان بشر وعنده أبناء زينا كده بالضبط حاولوا تتخيلوا الصورة معايا أب مع أبناؤه بيحبهم بيلعب معاهم... بيعلمهم ...بيراعيهم...

كان من أبناء آدم عليه السلام قابيل وهابيل،

اتولد مع قابيل أخت جميلة ، واتولد مع هابيل أخت أقل جمالا من أخت قابيل،

فالطبيعي زي ما قلنا إن قابيل يتزوج أخت هابيل وهابيل يتزوج أخت قابيل ...هو ده الشرع عندهم ساعتها.

 

لكن قابيل =وكان أكبر في السن من هابيل= اعترض إنه إزاي واشمعنى ياخد أخت هابيل الأقل جمالا، وهابيل ياخد أخته الجميلة

فكان عايز ياخد أخته لنفسه ويتزوجها هو،

طب إزاي يابني وكده حرام وده شرع ربنا؟

برده مصمم...زي ما ساعات بننصح الناس بالصح ويفضلوا مصممين على الغلط وراكبين دماغهم للأسف

 

حتى آدم عليه السلام أمره إنه يزوّج أخته لهابيل

ومع ذلك برده مفيش نتيجة، طب والحل؟!

 

نرجع لربنا وهو يحكم في الموضوع

ربنا بيقول:

"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول"

ربنا هدى آدم عليه السلام لفكرة وهي إن كل واحد منهم يقدم قربان لله،

قربان يعني حاجة يتقرب بيها إلى الله، وإللي ربنا هيتقبل قربانه هو إللي هيتزوج أخت قابيل،

"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا"

 

هابيل كان بيشتغل في الرعي، وقابيل كان بيشتغل في الزراعة، هابيل دوّر على أحسن وأسمن كبش عنده عشان يقربه لربنا،

وقابيل دوّر على أسوأ حاجة عنده وقربها لربنا،

وكانت علامة قبول القُربان أن تنزل نار من السماء تحرق القربان ده،

فنزلت النار وأحرقت قربان هابيل وبكده ربنا تقبّل قربان هابيل،

"فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ."

ويبقى كده عرفنا مين إللي هيتزوج أخت قابيل

 

وقفة مهمة جدا هنا

هابيل كان عايز حاجة ربنا يحققهاله وقابيل كان عايز نفس الحاجة لكن كل واحد فيهم قدّم إللي عنده على حسب الصّدق إللي في قلبه،

هابيل ضحى بأغلى حاجة عنده عشان يتقرب لربنا بيها،

وقابيل جاب أسوأ حاجة عنده مع إن هو كان عنده مجال يجيب برده أفضل حاجة...لكن معملش كده،

السؤال هنا :

هل احنا عايشين حياتنا زي هابيل ولّا زي قابيل؟

هل احنا بنضحي بأغلى حاجة عندنا في سبيل رضا ربنا،

ولّا على حسب الظروف؟... يعني ظروفي تسمح كان بها مسمحتش خلاص ..مش هقطع نفسي يعني

هل بنستقطع من وقتنا المزحوم بأشياء ممكن تكون عادية عشان نقرأ قرآن؟

هل ضحينا بإننا نترك معصية زي النمص أو سماع الأغاني أو لبس الموضة عشان رضى ربنا وهو الغني عن العالمين؟

ولا بندوّر على العبادات إللي بتيجي على مزاجنا وسهلة إننا نعملها مادام مفيهاش تضحية؟

كلنا نفسنا ندخل الجنة، لكن إيه القربان إللي قدمناه عشان ربنا يرضى علينا ويدخلنا الجنة؟

 

سامعاكم ياللي بتقولوا احنا هندخل الجنة برحمة ربنا مش بعملنا

أيوة صح معاكم حق، احنا هندخل الجنة برحمة ربنا ولكن زي ما قلنا قبل كده ، رسول الله ﷺ بيقول:

"اعملوا فكل مُيسّر لما خُلق له"

كل واحد يسأل نفسه كده ....هل أنا زي هابيل ولا زي قابيل؟

 

فربنا تقبل خلاص من هابيل،

ها يا قابيل الحمد لله رضيت بأمر ربنا إللي حكم و اختار وهو أحكم الحاكمين ؟!

 لأ...لم يرضَ قابيل

 وقال لآدم ربنا تقبل من هابيل عشان انت دعيتله إن ربنا يتقبل منه ومدعتليش

 

=يوه.....يعني هو مش شايف غلطه خالص وتقصيره  وبيُلقي اللوم ويعلق أخطاؤه على حد تاني ...أبوه أبو الأنبياء

فغضب طبعا قابيل وقال لهابيل هقتلك عشان أستريح منك

وطبعا عشان ما يتزوج أخته، فكان كل شوية يتوعده بالقتل،

"قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ"

فقال هابيل:

" قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"

وكأن لسان حال هابيل يقول في رسالة لكل إنسان حاله زي حال قابيل:

"أنا ذنبي إيه تقتلني...هل ذنبي إني اتقيت ربنا وعملت إللي يرضيه عني، بتلومني عشان انت فشلت ترضي ربنا؟

طيب ليه لم تتقِ الله من الأول قبل ما تضيع منك الفرصة،

ليه متصلحش من نفسك...

يعني هي المشكلة إني أنا موجود؟!

يعني لو أنا مش موجود ربنا كان هيتقبل منك؟

النتيجة كانت هتكون هي هي لأن المشكلة عندك انت مش عندي، ثم مش بدل ما تلومني، الأَوْلى إنك تصلح غلطك وتتعلم من أخطائك،

وَجّه طاقتك دي في إنك تبني نفسك بدل ما تلوم إللي حواليك.

لكن للأسف قابيل لم يستوعب الرسالة إللي هابيل كان عايز يوصلها له،

فلما شاف هابيل إن مفيش نتيجة راح مذكّره برابط الأخوة إللي بينهم إللي المفروض تكون سبب في التسامح والتجاوز عن الأخطاء،

فقاله لو انت اعتديت عليّ بالقتل ظلما وحسدا فأنا مش هعاملك بالمثل...لأني أخاف الله وأكره إن ربنا يراني قاتل لأخي

"لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

إزاي أكون السبب في قتل أخي ....إزاي أعُق والديّ وأزعلهم

مفيش نتيجة برده وقابيل مصمم على قتل هابيل

فهابيل استعمل آخر حاجة عنده وهو التخويف من الله ومن ناره ومن سوء المصير...

" إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "

 

بعد ده كوووله ....قابيل لسه مصمم على قتل هابيل

منفعش الترغيب... منفعش الإستعطاف...منفعش الترهيب ...

فاضل إيه؟

مفيش في إيده حاجة يعملها خلاص وكان هابيل عبدا صالحا وكان أقوى من قابيل في البِنيَة الجسدية يعني كان يقدر يقتل قابيل لو كان عايز بس مرضيش لأنه يخاف الله،

فَضّل إنه يكون عبد الله المقتول ولا يكون عبد الله القاتل،

 

في يوم من الأيام كان هابيل نايم في المرعى ورآه قابيل والحسد كان ملأ قلبه خلاص، فجاب صخرة كبيرة =في بعض الأقوال (وفك حمار فى بعض الأقوال )= ورماها على رأس هابيل فقتله.

"فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"

 

بعد ما قتل قابيل هابيل مبآش عارف يعمل إيه

أول مرة حد يموت على الأرض

طيب قابيل عمل إيه؟

 حَمَل جثة أخوه على ظهره وفضل ماشي بيها فترة طويلة مش عارف يعمل بيها إيه،

لحد ما ربنا أرسل غرابين اتخانقوا مع بعض أمام قابيل وواحد فيهم قتل التاني فالقاتل حَفر حفرة عشان يدفن فيها جثة الغراب المقتُول ويعلم قابيل دفن الموتى،

"فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ"

فلما شاف قابيل المنظر ده تحركت فيه مشاعر الإنسانية وقعد يلوم نفسه ويعاتبها ...إزاي يكون الغراب ده وهو من أخَس أنواع الطيور عرف يعمل إللي هو معرفهوش.

"قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِين"

ندم قابيل على حمل جثة أخيه وإنه مشي بيها ولم يفعل زي الغراب،

ندم على فراق أخوه...ندم لأنه مستفدش حاجة من قتله بالعكس ده أسخط والديه...

ولكن الندم لوحده لا يرفع العقوبة لأن الندم طبيعة بشرية...نفسنا تُسوّلنا الغلط وتزينه لينا  لحد ما نقع فيه وبعدين نندم،

لكن الندم الصحيح إللي يرفع العقوبة عن الإنسان هو إللي ييجي وراه توبة صادقة ...يكون الإنسان عنده عزم أكيد إنه مش هيعمل الذنب ده تاني ويُتبع السيئات دي بالحسنات

 

حزن آدم عليه السلام لموت هابيل... ومحدش يعرف إيه إللي حصل مع قابيل بعد كده وهل تاب بعدين ولّا لأ ...وهل هو من أهل الجنة ولّا من أهل النار،

كل ده العلم فيه عند ربنا...لكن إللي نعرفه أكيد إن أي جريمة قتل بتحصل على الأرض بياخد وزرها قابيل لأن هو أول واحد سن القتل على الأرض،

قال رسول الله ﷺ:

"لَيْسَ مِنْ نَفْس تُقْتَلُ ظُلْمًا إلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأوْلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنَّهُ كَانَ أوَّلَ مَنْ سَنَّ القَتلَ"

 

فاحنا يهمنا إننا ناخد العبرة والعِظة والخير من قصة قابيل وهابيل،

كل واحد يفكر بينه وبين نفسه هل أنا زي قابيل ولا زي هابيل؟

 

إيه إللي حصل بعد كده وهل الأرض فضلت على التوحيد ؟

 

5/ قصة شيث وإدريس

 

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن مقتل هابيل، وشوفنا إزاي إن الحسد ممكن يوصل الإنسان للقتل

بعد بقى ما قتل قابيل أخيه هابيل حزن آدم لموت ابنه الصالح هابيل واستمر يعلّم ذريته تعاليم الدين وخصوصا ابنه شِيث إللي بذل معاه مجهود أكبر عشان هيَعهد له بالنبوة يعني هيسلمه النبوة من بعده،

فآدم عليه السلام هو أول نبي لكنه مش رسول

سُئل رسول الله ﷺ عن آدم أنبي هو؟

 قال: "نعم، نبيٌ مُكلم"

 

والفرق بين النبي والرسول :

إن النبي بيجيله الوحي لكن غير مأمور أو مُلزم بتبليغ الوحي ده...يعني يجيله الوحي إنه يصلي ويصوم يفعل الخيرات ويجتنب المحرمات ويتحلى بمكارم الأخلاق وهكذا،

لكن الرسول يأتيه الوحي إنه يعمل الصالحات وكمان يجب عليه إنه يأمر الناس إنهم يعملوا الخيرات،

فكل رسول نبي ومش كل نبي رسول

فالأنبياء أكتر من الرسل

 

آدم عليه السلام نبي مطيع لربه بوحي يُوحى إليه..

وبيعلم أولاده الدين عشان تستمر عبادة ربنا في ذريته ومن بعدهم، لأن الأبناء تبع للأب في الغالب،

فآدم عليه السلام كان مُهتم ومركّز على تعليم ابنه شيث عشان يقود ذرية آدم من بعده،

عاش آدم عليه السلام ألف سنة وفي هنا قصة حصلت مع آدم بمناسبة عمره، وهي :

إن ربنا لما خلق آدم عليه السلام ومسح على ظهره ونزلت ذريته وشافهم ...كان بين عين كل واحد بريق من نور، يعني بين عين كل البشر ضوء بيبرق،

فلفت نظر آدم عليه السلام إن كان في واحد من أبناؤه البريق بتاعه قوي فسأل آدم عليه السلام ربنا :

مَن هذا؟

ربنا قاله : هذا داوُد

فقال آدم عمره هيبقى كم سنة؟

فقال الله: ستين سنة.

فقال آدم : يارب زوّده من عمري أربعين سنة.

فلما خلص عمر آدم عليه السلام إلا أربعين سنة وجاله ملك الموت عشان يقبض روحه فآدم قاله إن عمره لسه فيه أربعين سنة،

فملك الموت قاله مش انت أعطيتها لابنك داوُد؟

فجحد آدم جحود النسيان لأن داوُد كان في عالم الذر فنسي آدم الموضوع لما شاف ملك الموت

والقصة دي ممكن ناس تستغربها لكنها ثابتة في حديث صحيح

 

بعد ما مات آدم عليه السلام ورث العلم والنبوة من بعده ابنه شيث...وكان يدعو الناس للخير ويعلمهم الدين ...زي ما كان آدم عليه السلام بيعمل،

المفسرون بيقولوا إن كان في قسمين أو فرعين من أبناء آدم كانوا موجودين حسب موطن السكن:

جزء سكنوا الجبل وهو شيث وإللي معاه وكانوا صالحين مُتبعين لشريعة شيث وآدم عليهما السلام،

وكان الرجال فيهم شكلهم حلو والنساء شكلهم مش حلو...فيهم قُبح

وجزء تاني سكنوا السهل وكانت النساء فيهم جميلات والرجال لأ.

جاء إبليس لرجل من أهل السهل وكان معروف عنهم بإنهم يميلوا للباطل، جالهم في صورة غلام عشان يشتغل عنده ويخدمه

فإبليس عمل لنفسه حاجة كده زي  إللي الرعاة بيستعملوه زي مزمار يعني فأخرج منه صوت الناس مسمعتش زيه أبدا

صوت المزمار يعني،

فبدأ الناس ييجوا للغلام إللي هو إبليس عشان يسمعوا الصوت ده كل شوية،

وكانوا عاملين عيد ...كل سنة يجتمع فيه الرجال والنساء، النساء تتبرج للرجال... يعني يتزينوا بأجمل ماعندهم ويخرجوا في أجمل منظر،

والرجال تتزين للنساء... وطبعا مع انتشار الصوت وصل الصوت لقوم شيث عليه السلام وكان محرم عليهم إنهم يختلطوا باللي عايشين في السهول ويُقال إنهم قوم قابيل،

 

في مرة تجرأ رجل من أهل الجبل وقرب منهم وهم في العيد فشاف النساء وجمالهن وتبرجهن وزينتهن ،

فرجع لأصحابه وحكى لهم على إللي شافه وأغراهم يروحوا معاه يشوفوا اللي شافه ،فسابوا عيشتهم في الجبل ونزلوا لأهل السهل،

طبعا الرجال افتتنوا بالنساء الجميلات والنساء افتتنوا بالرجال إللي كان في خلقتهم جمال

ووقعت خطيئة الزنا والعياذ بالله، وكان ده أول زنا يقع في تاريخ البشرية، وانتشرت الفاحشة بينهم، وده تفسير ابن عباس لقوله تعالى :

" وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"

 

خلال الفترة دي كان مات شيث عليه السلام ومات ابنه ومكنش في أنبياء في الفترة دي لحد ما أكرم الله تعالى إدريس عليه السلام بالنبوة ،فكان أول نبي بعد شيث وآدم عليهما السلام.

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا "

كان إدريس عليه السلام أول نبي يُشرِع القتال في سبيل الله في عهده،

والقتال كان لأن قوم قابيل أو القوم إللي كانوا عايشين في السهل أفسدوا في الأرض وتعدّوا على أهل الإيمان من إللي بيسكنوا الجبل،

فجهز إدريس عليه السلام الجيوش وهجم عليهم بالخيول والمشاة فهزمهم وقتل منهم فكان ده سبب في التقليل من شرورهم،

ويُقال إن هو أول من كتب بالقلم وعلّم الناس الكتابة،

وربنا أثنى عليه ورفع مكانته،

"وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"

 

ولما أقول لكم "يُقال" يعني دي صيغة تضعيف للخبر، بيستخدمها العلماء عشان يبينوا إنها معلومة مش مؤكدة.

 

رسول الله ﷺ كان قابل إدريس عليه السلام في ليلة الإسراء وهو في السماء الرابعة،

وفي قصة بيذكرها كثير من المفسرين عن ابن عباس رضي الله عنه،

إنه سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى:

"وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"

فقاله إن ربنا أوحى لإدريس عليه السلام إنه بيعطيه كل يوم   مثل أجر بني آدم كلهم في زمانه،

لإن إدريس عليه السلام كان بيدعو الناس بجِد وقوة وكان مجتهد في الدعوة إلى الله بشكل عظيم،

فلما إدريس عرف الأجر العظيم إللي بياخده ده حب إنه يزوّد من عمره عشان يضاعف من عمله وبالتالي أجره يزيد

فكان لإدريس عليه السلام صاحب من الملائكة ،

فقال له على إللي ربنا أوحى له به، وقال له على رغبته إنه عايز عمره يزيد فكان عايز يكلم ملك الموت إنه يسيبه ولا يقبض روحه في موعدها ويؤخر معاده

فالمَلك أخذه وطلع بيه للسماء وهم طالعين قابلوا ملك الموت نازل واتقابلوا كلهم في السماء الرابعة فأخبر المَلك إللي هو صاحب إدريس عليه السلام ملك الموت بالحكاية فقاله ملك الموت وأين إدريس؟!

فقاله معايا هنا، فقال له ملك الموت :

سبحان الله ! ربنا أمرني إني أقبض روحه في السماء الرابعة فتعجبت إزاي أقبض روحه في السماء وهو على الأرض فسأل المَلك إللي هو صاحب إدريس :

كم الباقي من عمر إدريس ؟

فقال ملك الموت : لم تبق له طرفة عين فنظر الملك على إدريس عليه السلام وكان شايله على جناحه فلقاه مات.

وده قول كثير من المفسرين في تفسير قوله تعالى:

" وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"

 

بمناسبة الكلام عن ملك الموت، في سؤال ممكن يكون محير كثير من الناس هو:

إزاي ملك الموت يقدر يقبض أكثر من روح في نفس الوقت،

يعني لو أكثر من واحد جاءت ساعة وفاته إزاي ملك الموت بيقبض أرواحهم كلهم في نفس الوقت

 

شوفوا،

ربنا بيقرب لملك الموت مسافات الأرض حتى تكون بين إيده زي القصعة يعني زي الطبق إللي بيكون بين إيدنا يأخذ من حيث شاء،

وملك الموت له أعوان بيساعدوه في إخراج الروح من الجسد لحد ما يوصلوها للحلقوم،

فأول ما توصل الروح للحلقوم يقبضها ملك الموت

 

ملحوظة بقى:

 قصة موت إدريس عليه السلام إللي قلتها دي من الإسرائيليات

وأنا تعمدت أقولهالكم عشان اشرحلكم يعني إيه إسرائيليات وحكمها إيه عندنا في الإسلام

 

الإسرائيليات معناها:

 الأخبار والروايات المنقولة عن بني إسرائيل، يعني بني إسرائيل عندهم معلومات وأخبار من الأمم إللي فاتت من بداية آدم عليه السلام وحتى بعثة رسول الله ﷺ.

 

حكمها إيه طيب؟!

حكمها إننا لا نصدقها ولا نكذبها  لقول رسول الله ﷺ :

 "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"

لكن يجوز إننا نقول الأخبار والروايات دي من باب الوعظ والنصح ومعرفة أحداث التاريخ عشان نفهم الصورة كاملة،

ومن غييييير ما نُجزم إنها صحيحة أو باطلة مادام مفيش دليل على كده

لقوله ﷺ : "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"

 

ياترى بعد موت إدريس عليه السلام الناس فضلت على التوحيد ولا غيّروا الملة والفطرة؟

ومين هو أول رسول على وجه الأرض وإيه قصته؟ 

reaction:

تعليقات