اليوم نستعرض معكم مقالة للدكتور حمود حطاب العنزي بعنوان (
التعليم في أزمة ) في جريدة ( الجريدة الكويتية ) بتاريخ اليوم
للتربية ونظام التعليم مهمات تتوجه نحو بناء الإنسان
الكويتي الذي يعي واقعه ويسعى إلى تطويره وتجديده ، والسؤال الملح هنا : هل نظامنا
التعليمي قادر على بناء الإنسان ؟ الإجابة بكل أسف لا ؛ وهذا يبعث بسؤال أكثر
إالحاحًا : ما الشروط التي يجب على نظامنا التعليمي أن يلتزم بها في أهدافه
وعملياته بمدخلاتها ومخرجاتها ما من شأنه القيام في مهمة بناء الإنسان الكويتي
القادر على النهوض والتقدم لمستقبل واعد للكويت ؟
في تقديرنا أن أهم هذه الشروط هي :.
انتقال نظامنا التعليمي بأقصى ما يستطيعه من جهد إلى تكوين
الإنسان الكلي المتكامل في مقابل الإنسان الجزئي المجزأ ، ونحن نعلم أن الله قد
خلق الإنسان في أحسن صورة ، إن الإنسان كائن مركب في حاجاته المرتبطة بكيانه
البيولوجي والبدني وفي حاجاته المعنوية والاجتماعية النابعة من ماضيه وحاضره
وتطلعاته وآماله وطموحه المستقبلي .
الاهتمام بعمليات التفكير العلمي والتفكير الناقد القائم
على الحوار ووجهات النظر المختلفة ، وكل ما يتصل بتكوين الاستقلالية في الرأي
والرؤية إلى غير ذلك من مناهج التفكير العلمي والعقلاني .
تركيز الموقف التعليمي على البعد المهاري والوجداني وعلى
استراتيجية عنصري الدهشة والاستمتاع في معظم ما يتعرض له المتعلم في مختلف مراحل
التعليم من مضامين وأنشطة .
تنمية أخلاقيات العمل من خلال ترسيخ أخلاقياته في كل
الأنشطة المرتبطة بالإتقان والموضوعية ومحاولة التحسن المستمر وصولًا إلى التميز
والإبداع .
توسيع فرص الحوار
والمناقشة إدراكًا لأهمية المشاركة وتبادل الرأي كوسيلة للإنجاز والنمو ، ما من
شأنه دعم وتنمية قيم المواطنة في سلوك المتعلم في حياته كمواطن في المستقبل .
تلكم هي بعض الشروط المعيارية التي يمكن لنظامنا التعليمي أن يسهم بها في تجديد ثقافتنا حاضرًا ومستقبلًا ، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأفكار قد تطرق لها معلمنا وأستاذنا دكتور حامد عمار رحمه الله في إحدى محاضراته . ختامًا : أولى الخطوات تجاه تعليم فعال هي العمل الجاد لتغيير التفكير السائد في المجتمع مثل التفكير من خلال السلطة ، سواء سلطة الأب ، سلطة رئيس العمل ، سلطة المعلم ، والتفكير من خلال المنفعة القليلة أو الطائفية أو الفئوية والتفكير من خلال الإدعاء وتضخيم الذات ، والتفكير من خلال الزمن الذي سيحل المشكلات مع مرور الزمن ، والتفكير من خلال الاستسلام للواقع والخوف من اختراقه وتجاوزه ، فهذه الأنماط من التفكير تمثل عوائق أمام تشكيل الإنسان الكويتي وبنائه .
تعليقات
إرسال تعليق